مسؤول أميركي: الحكومة العراقية أعطتنا الضوء الأخضر لمهاجمة الميليشيات

الخارجية الأميركية: قواتنا لن تقاتل جيش المهدي إلا إذا كان هو البادئ.. والتخلص منه ليس صعبا

TT

أعلن مسؤول عسكري أميركي كبير، أن القوات الاميركية قد تستهدف من الآن وصاعدا قادة متطرفين من الشيعة والسنة في بغداد بموجب سياسة جديدة أقرتها الحكومة العراقية. وقال المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن العراقيين وافقوا على رفع القيود التي كانت تحول حتى الآن دون مهاجمة القوات الاميركية لبعض القادة المتطرفين. وأوضح ان «إحدى الوسائل للبدء باستعمال طاقاتهم العسكرية هي التصدي لزعمائهم» متحدثا عن الميليشيات الطائفية وسرايا الموت. وأضاف «إذن، نعم، انتظر استهداف القادة المتطرفين من الجانبين». وتابع هذا المسؤول قائلا ان العراقيين وافقوا أيضا على رفع القيود عن العمليات الاميركية في مدينة الصدر، معقل المتطرفين الشيعة من أنصار مقتدى الصدر. ولكنه أوضح أن القوات الأميركية لن تهاجم القادة السياسيين.

وأشار الى ان «الأشخاص الذين سيستهدفون هم الضالعون مباشرة في أعمال العنف، إن ضد شركائنا العراقيين أو في بعض الحالات ضدنا». وأضاف «كانت هناك في الماضي اعتبارات سياسية فرضت علينا من قبل الحكومة العراقية حول بعض أهدافنا، ونحن نعتقد أننا حصلنا حاليا على التزام عراقي برفع هذه القيود». ولكن المسؤول العسكري الأميركي اعتبر انه من غير المحتمل ان يقاتل العسكريون الاميركيون الميليشيات الشيعية مثل جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، إلا إذا بدأت هذه الميليشيات بالهجوم أولا. واعتبر ان هذه السياسة الجديدة حول العمليات العسكرية في بغداد تشكل التزاما من قبل العراقيين على أساس الاستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق التي كشف عنها الرئيس جورج بوش الاربعاء.

من جهته، قال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية إن التخلص من العناصر العراقية التي تتخذ من العنف وسيلة لتحقيق أهدافها، سواء كانوا من «ميليشيات جيش المهدي» الموالي لمقتدي الصدر أو أنصار حزب البعث المسلحين ليس أمراً صعباً، لكنه أكد أن تنفيذ ذلك من مسؤولية حكومة نوري المالكي. وأكد مايكل بالديه مدير مكتب التواصل الاقليمي في الشرق الاوسط، أن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أبلغ الرئيس الأميركي جورج بوش خلال لقائهما في العاصمة الاردنية عمان، أن الحكومة العراقية ستتصدى لأي طرف يتخذ العنف وسيلة لتحقيق أهدافه، استناداً الى تقسيمات طائفية وقومية في العراق. ويرى بالديه أن الأغلبية الساحقة في العراق تريد حلا سلميا، وأن الأطراف التي تحبذ استخدام العنف هم أقلية تخاف من التطور السياسي والديمقراطي في العراق. وشدد بالديه الذي كان يتحدث خلال لقاء خاص مع مجموعة محدودة من الصحافيين، على أن الحكومة العراقية ذات سيادة وأن خطة الرئيس الاميركي جورج بوش تتكامل مع الخطة الأمنية التي وضعها نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية؛ لذلك لا توجد أية تحفظات اميركية على الخطة العراقية، مشيراً الى ان بوش والمالكي يسيران في الطريق نفسه لتحقيق أمن العراق. وأوضح بالديه أن استراتيجية الرئيس الأميركي الجديدة تهدف الى تكثيف الجهود للحصول على تغيرات في جميع الجوانب السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعلمية في العراق بالتعاون مع الحكومة العراقية. وقال بالديه إن واشنطن تبذل جهوداً وتقدم مساعدات كثيرة من أجل أن ترى تطورا سياسيا في العراق، إلا أن التطور السياسي يبقى في نهاية الأمر مسؤولية الحكومة العراقية؛ لذلك عليها أن تبذل جهداً هائلا للتعاون مع واشنطن التي قررت زيادة عدد قواتها في العراق بغرض الحصول على تقدم سياسي واقتصادي في جميع أنحاء البلاد. وتحدث بالديه عن العلاقات الاميركية الايرانية، مشيراً الى ان الموقف الأميركي «لم ولن يتغير تجاه إيران التي تلعب دورا سلبيا في العراق»، وأضاف «على إيران الاستجابة للمطالب الدولية بشأن برنامجها النووي وأن تحاول أن تلعب دوراً ايجابياً في العراق»، وأوضح أن واشنطن ترغب في أن ينعم العراق بعلاقات جيدة مع دول الجوار، وأن الكرة حالياً في الملعب الايراني.

وبشأن تأثير النفوذ الإيراني على شيعة العراق، قال بالديه «العراقيون ينتمون لبلدهم أولا، وما نراه من عنف طائفي ما هو إلا ردة فعل لأولئك الذين يخشون من عراق موحد؛ لذلك يبحثون عن جماعات طائفية. ولكن الاغلبية يريدون السلام.. وعلينا العمل معهم». وأعلن بالديه أن كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية عينت تيموتي كارني السفير الاميركي السابق في العاصمة هايتي ليتولى مهمة إعادة إعمار العراق، حيث أن من المقرر ان تقدم الولايات المتحدة مساعدات مهمة للعراقيين بصفة عامة وقروضاً صغيرة لصغار المستثمرين لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، من أجل أن ينعم الشعب العراقي بالرفاه. ورداً على سؤال حول تفشي الفساد وسرقة الأموال في العرق خاصة أموال إعادة الإعمار، قال بالديه إن جميع المساعدات الأميركية تخضع لشروط معينة وأن هناك متابعة لهذه الامور، لكن الكثير من الأموال تذهب لجوانب غير ملحوظة مثل بناء الشوارع ومحطات الكهرباء وحل بعض المشاكل الأمنية. وقال بالديه إن الفيدرالية تبقى قراراً عراقياً، وأن واشنطن تأمل أن تقسم الموارد بعدالة على جميع المحافظات العراقية لتحقيق نمو اقتصادي وسياسي.

وفي موضوع آخر، قال بالديه إن رايس ستركز خلال جولتها الحالية في الشرق الأوسط على أهمية الجانب الدبلوماسي والتعاون الاقليمي. وزاد قائلا «إن دولا مثل السعودية ومصر والأردن في إمكانها تقديم مساعدة مهمة للعراق في الوقت الذي تصر فيه كل من إيران وسورية على لعب دور سلبي»، وقال إن رايس ستركز على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لأن واشنطن تدرك أهمية إيجاد حل سلمي لهذا الصراع، لكن أميركا تفصل ما بين القضية الفلسطينية والعراق على الرغم من أهمية كل منهما.