برلين: 350 شرطيا للفصل بين عائلات لبنانية ـ كردية متنازعة

TT

شنت شرطة العاصمة الألمانية برلين حملة تفتيش ومداهمة واسعة، شملت محلات وشققا سكنية، بهدف الفصل بين عوائل لبنانية كردية كبيرة تتقاتل في ما بينها. وتحدثت صحيفة «برلينر تسايتونغ» يوم أمس عن تقرير سري لشرطة جنايات برلين يحذر من احتمال اندلاع «حرب عرب» ببرلين. وجاء في التقرير أن أفراد ثلاث عائلات لبنانية يحشدون أسلحتهم تحسبا لجولات قتالية قد تنشب بين العائلات المتخاصمة.

وشارك أكثر من 350 شرطيا يصطحبون الكلاب المدربة في الحملة التي شملت بيوتا ومقاهي ومطاعم، مساء الخميس الماضي بحثا عن أسلحة ومخدرات. وتركزت الحملة في حي نوي كولن الفقير الذي تسكنه غالبية من المهاجرين. وداهم رجال الشرطة مقهى في شارع هيرمان شتراسه يعتقد أن أفراد عوائل لبنانية كردية يترددون عليه. كما عمد رجال الشرطة، في إطار الحملة، إلى قطع الطريق بين شارعي كينتز وزلبرشتاين، الأمر الذي أدى إلى توقف حركة المرور حتى وقت مبكر من صباح الجمعة.

وجاء في تصريح للشرطة أن الحملة تأتي بعد أن شهد حيا نويكولن وشارلوتنبورغ حادثي إطلاق نار في الأسبوع الجاري. فقد أطلق مجهول النار على اللبناني محمد . ر (26 عاما) الذي ينتمي إلى عائلة لبنانية كبيرة تسكن برلين، ليلة الخميس الماضي. وقال شاهد عيان إن شخصا تلثم بياقة جاكيتته أطلق النار من المسدس على محمد. ر. لكنه أخطأه. وحينما هرب محمد لاحقه الرجل المسلح وأطلق عليه ثلاثة أعيرة نارية أخرى لم تصبه. ورفض محمد في التحقيق توجيه التهمة إلى أحد وتكتم على الأسباب التي تدفع أحدهم لمحاولة اغتياله.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، أطلق مجهولون النار على مطعم صغير يرتاده اللبنانيون في حي كرويتسبيرغ العمالي. وأفاد رجال التحقيق أن المجهولون أطلقوا الرصاص من جهة الشارع المقابلة، لكنهم لم يصيبوا أحدا. ومعروف أن محمد وأفرادا من عائلته يترددون على مطعم «البستان».

ولا يستطيع رجال الشرطة التكهن حول أسباب الخلافات في الوقت الحاضر، لكن من المعتقد أن لأعمال العنف الأخيرة صلة بمقتل بسام عليان، 36 سنة، الذي اغتيل عام 2004 برصاصة في الرأس في حي شارلوتنبورغ. وكان عليان يترأس إحدى العائلات اللبنانية الكردية الكبيرة التي يتردد بعض أفرادها على مطعم «البستان» أيضا.

وجوبهت الشرطة، أثناء التحقيق بأسباب مقتل عليان، بصمت مطبق من أفراد العائلة. وكان الصمت هو الجامع بين أفراد العائلات الثلاث عند التحقيق معهم حول حوادث الاعتداءات التي يتعرض لها أبناؤهم. والمعتقد هو أن هذه العائلات تعتمد التراضي ودفع التعويضات فيما بينها عوضا عن اللجوء إلى السلطات.