وزير خارجية إريتريا بالوكالة: نستغرب تفهم العرب للغزو الإثيوبي والقصف الأميركي

أسمرة تحذر واشنطن من «عواقب وخيمة» لتدخلها في الصومال

TT

نفى محمد عمر محمود وزير الخارجية الاريتري بالوكالة لـ«الشرق الأوسط» احتمال اندلاع حرب بين بلاده وإثيوبيا أو نشوب حرب إقليمية في منطقة القرن الأفريقي بسبب تطورات الوضع الراهن في الصومال، ووجه لوماً لما وصفه بالموقف العربي الرسمي «المهادن» لما اعتبره احتلالا إثيوبيا وعدوانا أميركيا على دولة عضو في الجامعة العربية. كما وصف الحكومة الصومالية بأن لا حول لها ولا قوة، وتساءل «كيف لدولة أو حكومة تحترم نفسها أن تبرر العدوان والاحتلال الذي يقع على شعبها وأراضيها.

وقال عمر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» لدى مرافقته الرئيس الاريتري أسياس أفورقي في زيارته الاخيرة إلى مصر، ان الموقف الذي اتخذته بعض الدول العربية بشأن تفهمها لمبررات الغزو الإثيوبي للصومال «غير صحيح»، مضيفا «إن الغزو حدث ضد دولة عربية وحتى لو لم تكن عربية فهناك القانون الدولي الذي يدين الاعتداء على أية دولة أخرى، وهذا ما فعله الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة». وأضاف عمر الذي تواجه بلاده اتهامات بشأن تقديمها مساعدات عسكرية ولوجستية في السابق لتنظيم المحاكم الإسلامية، أنه كان من الأولى أن تبادر الدول العربية لإدانة ما يجري الآن. وشدد على أن الوجود العسكري الإثيوبي على الأراضي الصومالية هو أمر مرفوض لأنه احتلال لبلد ذي سيادة، لافتا إلى أنه مهما كانت المبررات فهي غير مقنعة وغير صحيحة ولا بد من خروج القوات الإثيوبية ورفض هذا الاحتلال حتى لا يكون ظاهرة في المستقبل في بلدان أخرى وحتى القرارات السابقة التي كانت تطالب بقوة دولية أو إقليمية أو أفريقية كانت تتحدث عن أن لا تكون هناك قوات من دول الجوار وتحديدا إثيوبيا لأن لها أطماعها وبرامج أخرى.

وسُئل عمر هل تعتقد أن المحاكم الإسلامية انتهت، فرد بقوله انها على الأقل خلقت خلال الشهور الستة الماضية وضعا جديدا وتركت بصماتها على الوضع في الصومال، نتيجة حالة الأمن والاستقرار التي شهدتها المناطق التي سيطرت عليها المحاكم وبالتالي فلن تنتهي المحاكم بسهولة. وأكد المسؤول الاريتري قناعة بلاده أنه ليس هناك وجود لتنظيم «القاعدة» في الصومال، معتبرا أن ما تردده الإدارة الأميركية والحكومتان الصومالية والإثيوبية في هذا الإطار «مجرد وهم وتبرير لهذا القصف الأميركي وللوجود الإثيوبي». وقال إنه لا مبرر لهذا القصف الذي دفع ثمنه مدنيون صوماليون ويجب أن يدان كما فعلت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، واتهم المخابرات الأميركية والإثيوبية بالترويج لمعلومات كاذبة حول وجود تنظيم «القاعدة» في الصومال، مشيرا إلى أن حالة الاستقرار التي شهدها الصومال خلال سيطرة المحاكم الإسلامية مثلت ما أسماه بالوضع غير المريح للنظام الإثيوبي وحتى للولايات المتحدة، وبالتالي سعى الطرفان إلى خلق حالة عدم استقرار في الصومال استنادا إلى تبريرات غير صحيحة وغير مقنعة.

ونفى عمر أي وجود اريتري في الصومال، كما نفى أن تكون بلاده قد دعمت المحاكم الإسلامية الصومالية أو قدمت لها أية أموال أو أسلحة، متسائلا: أين هو هذا الوجود؟ وأضاف: لا وجود اريتري مطلقا، وإذا كنا هناك لم يكن وجودنا ليختفي عن المواطن الصومالي ووسائل الإعلام الموجودة بكثرة في الصومال، وهذا كله وهم واستهدف التمهيد للغزو، مشيراً إلى أن القوات الإثيوبية في الصومال تعيش حاليا في مأزق لأنها لا تعرف موعد أو كيفية خروجها من هناك، وقال: الدخول فى الحرب سهل ولكن الخروج منها صعب، ومن الصعوبة أن نقول إن الإثيوبيين سيخرجون بشكل سريع.

وردا على مطالبة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الصومالي محمد حسين عيديد بنشر قوات أميركية في الصومال للتغلب على نقص الإمكانيات الذي تعانى منه القوات الصومالية والإثيوبية في تعقب فول المحاكم الإسلامية وعناصر القاعدة، قال إن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش إذا كانت عاقلة فإنها لن تكرر تجربة الفشل الذي منيت به واشنطن بداية التسعينات في الصومال، وأضاف أن الأميركيين في الصومال لن ينجحوا كما فشلوا في أفغانستان والعراق على حد تعبيره.

من جهة أخرى، حذرت اريتريا الولايات المتحدة امس من ان تدخلها في الصومال ستكون له «عواقب وخيمة» في أعقاب الغارة الجوية الاميركية على جنوب الصومال يوم الاثنين الماضي والتي استهدفت مشتبها فيهم من تنظيم «القاعدة».