واشنطن: «القاعدة» تعيد بناء نفسها في باكستان لتعزيز نشاطاتها الخارجية

إسلام أباد تنفي أن تكون ملاذا آمنا للإرهابيين وتؤكد: «كسرنا ظهر تنظيم بن لادن»

TT

أكد جون نيغروبونتي رئيس وكالة الاستخبارات الوطنية ان تنظيم «القاعدة» يعزز ويبني صلاته في كافة انحاء العالم انطلاقا من مخابئه الآمنة في باكستان.

وذكر نيغروبونتي امام مجلس الشيوخ الاميركي اول من امس أن «القاعدة» التي شنت هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 على نيويورك وواشنطن «هي منظمة ارهابية تشكل اكبر تهديد» للولايات المتحدة. واضاف «لقد اعتقلنا وقتلنا العديد من كبار عناصر «القاعدة»، الا ان العناصر الاساسيين في التنظيم لا يزالون أقوياء». وأشار الى ان الارهابيين «يبنون علاقات عمليات أقوى وعلاقات تمتد الى الخارج وتنطلق من مخبأ زعمائهم الآمن في باكستان للانتشار في أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا».

وقال جون نيغروبونتي مدير المخابرات الوطنية الاميركية، في مراجعته السنوية للأخطار الدولية، والذي رفع أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، إن «استخدام المتفجرات التقليدية ما زال أكثر السيناريوهات لهجمات محتملة للقاعدة». وأضاف نيغروبونتي الذي سيترك منصبه قريباً، بعد تعيينه نائباً لوزيرة الخارجية، أن وكالته تتلقى تقارير تشير إلى أن القاعدة وجماعات أخرى يحاولون أيضا الحصول على أسلحة كيميائية وبيولوجية ونووية.

وفي ملاحظات مكتوبة معدة مسبقا حول التقييمات السنوية التي يضعها مكتبه بشأن التهديدات، أشاد نيغروبونتي بباكستان باعتبارها «شريكا أماميا في الحرب على الارهاب» كونها تمكنت من إلقاء القبض على العديد من زعماء «القاعدة».

لكنه أضاف انه «ومع ذلك فلا تزال (باكستان) مصدرا للتطرف الاسلامي وملاذا لعدد من كبار الزعماء الارهابيين». واضاف «ان العديد من اهم مصالحنا تتقاطع في باكستان التي يحتفظ فيها طالبان و«القاعدة» بمخابئ مهمة». وان القضاء على «المخابئ التي اسسها طالبان وغيرهم من المتطرفين في مناطق القبائل الباكستانية ليس كافيا لانهاء التمرد في افغانستان الا انه ضروري».

وقال «نتيجة الأعمال الحربية الصيف الماضي، فإن ثقة «حزب الله» بنفسه وعدائيته حيال الولايات المتحدة كداعمة لإسرائيل، يمكن أن تسبب زيادة هذه الجماعة في التخطيط لتنفيذ حوادث غير متوقعة تمس المصالح الأميركية». وفي شأن أفغانستان، اعتبر نيغروبونتي أن هذا البلد يواجه عاما مهما، وسط جهود الحكومة لاجتثاث فلول حركة طالبان ومنع تهريب المخدرات. ونفت اسلام اباد امس مزاعم نيغروبونتي بان تنظيم «القاعدة» ينطلق من ملاذه الآمن في باكستان لتعزيز وبناء صلات حول العالم. ووصفت وزارة الخارجية الباكستانية تصريحات نيغروبونتي بانها «انتقادات مثيرة للتساؤل»، وحثته على الاعتراف بدور باكستان في كسر ظهر «القاعدة». وقالت الوزارة ان باكستان فعلت اكثر مما فعلته اي دولة اخرى في مجال مكافحة الارهاب، وهو ما اقره البيت الابيض والمجتمع الدولي. وجاء في البيان ان «باكستان لا تزال ملتزمة بمكافحة الارهاب والتطرف الدولي. وفي هذا الاطار يجب ان يبقى التركيز دائما على التعاون بدلا من الانتقاد المثير للتساؤل». وأشار نيغروبونتي الى ان الارهابيين «يبنون علاقات عمليات أقوى وعلاقات تمتد الى الخارج وتنطلق من مخبأ زعمائهم الآمن في باكستان لأتباعهم في انحاء الشرق الاوسط وشمال أفريقيا وأوروبا». وقالت باكستان انه رغم ان عناصر من «القاعدة» ينشطون في الشرق الاوسط وشمال افريقيا واوروبا «فانه ليس من الصواب الربط بينهم وبين فلول «القاعدة» في باكستان». وجاء في بيان وزارة الخارجية «عندما يذكر نيغروبونتي اعتقال وقتل مئات من عناصر «القاعدة» في 11 سبتمبر (ايلول)، يجب ان يقر بالجهود التي بذلتها البلاد لجعل ذلك ممكنا».