السفارة الأميركية في أثينا تتعرض لاعتداء صاروخي

أول هجوم إرهابي في اليونان بعد اعتقال جماعة 17 نوفمبر

TT

تعرض مبنى السفارة الأميركية وسط أثينا، صباح أمس الى هجوم إرهابي بقذيفة صاروخية استهدفت لطابق الثالث لمبني السفارة. استيقظ سكان وسط العاصمة اليونانية على صوت انفجار مدو جراء الاعتداء، تسبب أيضا في تهشيم زجاج عدد من نوافذ المباني المجاورة لمبنى السفارة. وأعلنت مصادر رسمية أن الانفجار لم يسفر عن وقوع أي ضحايا أو إصابات، وقد يرجع ذلك إلى وقوعه في الصباح الباكر عند الساعة 5:58 بالتوقيت المحلي قبل وصول الموظفين والعمال إلى مبنى السفارة.

وأفاد مصدر في الشرطة اليونانية بأن الاعتداء الذي استهدف سفارة الولايات المتحدة في اثينا ارتكب بواسطة صاروخ روسي مضاد للدبابات من طراز معروف بين مهربي السلاح.

وعثر المحققون على بقايا هذا الصاروخ في المراحيض حيث انفجر في الطابق الثالث من المبنى قبالة الشعار الذي يزين واجهة السفارة ويتوسطه النسر الأميركي. وأسفر الانفجار عن أضرار طفيفة. وقالت الشرطة ايضا إنها تبحث عن شاحنة صغيرة رآها شهود في موقع الحادث لحظة وقوع الانفجار. ووفق العناصر الأولى للتحقيق، فان الصاروخ أطلق من على مستوى الطريق وتحديدا من ورشة قبالة السفارة. وبناء على أمر رئيس الوزراء كوستاس كرامانليس، اسند التحقيق الى الرئيس السابق لأجهزة مكافحة الإرهاب اليونانية ستيليوس سيروس.

وتحت ادارة سيروس تم عامي 2002 و2003 تفكيك مجموعتي «17 نوفمبر» و«ايلا» التاريخيتين واللتين تنتميان الى اليسار المتطرف.

وأعلن وزير الأمن الداخلي اليوناني فايرون بوليدوراس امس التقارير التي أشارت إلى تبني مجموعة تطلق على نفسها اسم «الكفاح الثوري» مسؤوليتها عن الاعتداء في وقت أدانت فيه الحكومة اليونانية والمعارضة بشدة الحادث. ونقلت وكالة أنباء أثينا شبه الرسمية عن بوليدوراس تأكيده للتقارير الإعلامية التي أشارت إلى تلقي شركة أمنية يونانية يعمل موظفوها في جهاز أمن السفارة الأميركية اتصالا هاتفيا من شخص مجهول زعم فيه مسؤولية مجموعة «الكفاح الثوري» الإرهابية غير المعروفة عن الاعتداء. وأدان بوليدوراس «هذا العمل العنفي المثير للاشمئزاز. وفور الانفجار طوقت شرطة مكافحة الإرهاب وقوات الدفاع المدني الشوارع المحيطة بالسفارة والتي تقع في منطقة حيوية في أثينا، مما أدى إلى ازدحام شديد في المناطق الأخرى، ولكن عاودت الشرطة بعد نحو أربع ساعات من وقوع الحادث فتح الشارع العام الذي توجد به السفارة، وإبقاء الشوارع الصغيرة الجانبية مغلقة أمام السيارات. وكانت وزير الخارجية اليونانية دورا باكويانيس قد سارعت فور تلقي نبأ الاعتداء إلى مقر السفارة الأميركية حيث اجتمعت إلى السفير الأميركي ريتشارد ريس الذي شدد على أن الحادث لن يؤثر على العلاقات الأميركية اليونانية. وتفقدت وزيرة الخارجية اليونانية السفارة، وقالت «ان هذا النوع من الأعمال كلف بلادنا الكثير في الماضي والحكومة مصممة على بذل كل الجهود الضرورية حتى لا يتكرر». وقال ريس «العلاقات الأميركية ـ اليونانية ممتازة وستبقى كذلك». وأضافت الوكالة إنه من المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كرامنليس إلى وزيرة الخارجية اليونانية بعد تفقدها موقع الحادث. واتصل زعيم حزب «باسوك» المعارض اليوناني جورج باباندريو بالسفير الأميركي الذي شرح له ملابسات الحادث. وأدان بدوره بشدة «العمل المثير للاشمئزاز» الذي تعرّضت له السفارة الأميركية في أثينا، مشيرا الى أن ثمار الحادث يجنيها فقط الشعب اليوناني بأكمله وأنها تضر بالمصالح اليونانية قبل كل شيء، وذكر أن حزب «الباسوك» والذي كان يحكم البلاد قبل ذلك تمكن من القضاء على الإرهاب والتوصل إلى أخطر جماعة إرهابية في البلاد (17 نوفمبر) وتم اعتقال عناصرها.

ورددت بعض الدوائر اليونانية أن الشخص أو الأشخاص الذين قاموا بهذا الاعتداء مدربون، وعلى دراية كبيرة بكل شيء وقد تم التخطيط جيدا لهذه العملية، مشيرين إلى أن إطلاق الصاروخ كان من إحدى سيارات الشحن والتي كانت في شارع ضيق أمام مبنى السفارة، وبعد عملية الاعتداء لم تتجه السيارة إلى الشارع الرئيسي بل عادت من نفس المكان الذي جاءت منه. وقال السفير الأميركي للصحافيين خارج مبنى السفارة «لقد جاء الهجوم من الخارج. لا يوجد أي مبرر لمثل هذا العمل العنفي». ووصف ريس مكان الاعتداء بأنه «ساحة جريمة»، كما رفض حالياً اعتباره «عملاً إرهابياً»، لكنه أكد أنه «خطير جداً». وجاء في بيان صادر عن السفارة أن السفير الأميركي اتصل بعد الاعتداء بالوزيرة باكويانيس التي أكدت جدية الحكومة اليونانية لاكتشاف المعتدين.