القمة الآسيوية: الاتفاق على ميثاق لمكافحة الإرهاب و«رسالة واضحة» لبيونغ يانغ

الرابطة تواجه انتقادات بالفشل في التصدي لأخطاء بعض الدول الأعضاء

TT

وافق المسؤولون الاسيويون المجتمعون على مستوى وزاري في الفلبين قبل قمتهم السنوية، امس على ميثاق اقليمي لمكافحة الارهاب وتعهدوا توجيه «رسالة واضحة» الى بيونغ يانغ لاقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي.

وسيوقع قادة رابطة دول جنوب شرقي اسيا (اسيان) رسميا نهاية الاسبوع ميثاق مكافحة الارهاب قبل قمة لدول شرق اسيا تضم 16 دولة الاثنين في جزيرة سيبو (الفلبين).

وقال وزير الخارجية الفلبيني البرتو رومولو «سنسعى الى ان تكون مجتمعاتنا اكثر أمنا وتقاوم التهديدات الارهابية».

وبتوقيع الميثاق يصبح الاعضاء العشرة في «اسيان» (ماليزيا واندونيسيا والفلبين وسنغافورة وتايلند وبروناي ولاوس وفيتنام وكمبوديا وبورما) ملزمين تنسيق جهودهم لكشف مصادر الاموال المشكوك فيها وتسهيل عمليات الترحيل الاقليمية. واكتفت دول «اسيان» حتى الآن بتنديدات شفوية ولم تنشئ عام 2005 سوى موقع الكتروني بغية تقاسم المعلومات الاستخباراتية.

واتخذ الموضوع اهمية خاصة اثر سلسلة الاعتداءات بالقنبلة التي قتلت سبعة اشخاص الاربعاء في جزيرة مينداناو (جنوب الفلبين) التي تشهد تمردا اسلاميا، من دون ان تتبناها اية جهة.

ورغم عدم اثبات صلة واضحة، فقد تزامنت هذه الاعتداءات مع افتتاح الاجتماعات الآسيوية المقررة حتى الاثنين، علما انها كانت ألغيت في ديسمبر (كانون الاول) بعدما ابدى مسؤولون تخوفهم من خطر ارهابي.

وقالت السلطات المضيفة ان القوى الامنية في الارخبيل وضعت في حال استنفار تفاديا لأي حادث يعكر القمة.

وقال الجنرال ليو الفيز، المكلف الجانب الامني للقاءات، لوكالة الصحافة الفرنسية ان «الجميع يخضعون للمراقبة والتفتيش، حتى الوزراء»، لكنه اقر بضرورة القيام بـ«عمليات تصحيح» بعدما تمكن صحافي من فرانس برس الجمعة من دخول فندق «شانغريلا» الذي يستضيف اعمال القمة من دون المرور ببوابات التفتيش.

وشهدت الاجتماعات الوزارية امس في ظل توافق الصين واليابان وكوريا الجنوبية على توجيه «رسالة واضحة» الى كوريا الشمالية لاقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي.

وقال وزير خارجية كوريا الجنوبية سونغ مين سون للصحافيين «اتفقنا على توجيه رسالة واضحة الى كوريا الشمالية، مفادها ان افضل خيار يكمن في التطبيق الفوري لاتفاق سبتمبر (ايلول) 2005».

وأدلى سونغ بهذه التصريحات في ختام اجتماع مع نظيره الصيني لي تشاو شينغ ونائب وزير الخارجية الياباني كاتسوهيتو اسانو على هامش اجتماعات «اسيان». وكانت بيونغ يانغ وافقت في 19 سبتمبر (ايلول) 2005 على التخلي عن برنامجها النووي لقاء الحصول على ضمانات امنية، لكنها عادت بعد شهرين عن تعهداتها وحددت شرطا مسبقا جديدا يقضي برفع العقوبات المالية التي فرضتها واشنطن على شركات وهيئات كورية شمالية متهمة بتبييض الاموال. واجرت كوريا الشمالية اول تجربة على قنبلة نووية في التاسع من اكتوبر (تشرين الاول) 2006 مما اثار موجة استنكار شديدة في العام وادانة جماعية من مجلس الامن الدولي الذي اقر مجموعة من العقوبات. ووافقت بيونغ يانغ بعد ذلك على استئناف المفاوضات السداسية حول ترسانتها النووية وجرت جولة مفاوضات جديدة في بكين في ديسمبر بدون ان تسفر عن اي تقدم.

ومن المقرر أن يقر الزعماء توصيات «مجموعة الشخصيات البارزة» لرابطة «آسيان» التي تتضمن مقترحات مثيرة للجدل بشأن إعادة النظر في سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية ومنهج صنع القرار بتوافق الآراء.

وذكر مشروع بيان صدر امس أن زعماء «آسيان» يرحبون بتوصيات «مجموعة الشخصيات البارزة»، والتي تضم كبار المستشارين الحكوميين في الدول العشر الاعضاء. وقال مشروع البيان «نعرب عن رضانا عن التقرير الذي صاغته مجموعة الشخصيات البارزة بشأن ميثاق آسيان، ونتفق على ضرورة أن تبدأ لجنة عمل رفيعة المستوى في صياغة الميثاق، اعتمادا على توصيات المجموعة وعلى آراء الزعماء خلال القمة». ومن المنتظر أن يفعل الميثاق دور رابطة «آسيان» التي تم تأسيسها قبل 40 عاما، والتي تواجه انتقادات بالفشل في التصدي لاخطاء بعض الدول الاعضاء وفي التحرك السريع فيما يخص القضايا الاقليمية والدولية المهمة.