الراديكاليون الصرب: لن نخوض حربا من أجل كوسوفو في حال فوزنا في الانتخابات

المبعوث الخاص للأمم المتحدة يطلع بروكسل على مشروع قرار الوضع النهائي

TT

أكد الناطق باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتي اهتساري على أن الأخير، أطلع الاتحاد الاوروبي على قرار مشروع الوضع النهائي في كوسوفو، قبل عرضه على مجلس الامن، في أعقاب الانتخابات البرلمانية التي ستجري في صربيا يوم 21 يناير (كانون الثاني) الحالي.

وفي خطوة تعد نكوصا على التهديدات السابقة، أعلن الراديكاليون الصرب «الحزب الراديكالي الصربي» على انهم لن يخوضوا حربا في كوسوفو في حال فازوا في الانتخابات المقبلة. وذلك خوفا من تأثير تلك التهديدات على مشروع القرار في مجلس الأمن بما لا يخدم الحزب. وكان اهتساري قد أكد من جانبه على أنه لن ينتظر تشكيل الحكومة الجديدة، ليعلن مشروع الوضع النهائي في كوسوفو.

من جهة أخرى، قال الناطق باسم المبعوث الدولي إلى كوسوفو ريمي دورلو إن مارتي اهتساري «أطلع الاتحاد الاوروبي على مشروع القرار النهائي بخصوص كوسوفو قبل عرضه على مجلس الامن «وأن «ذلك تم من دون الاعلان عنه في وسائل الاعلام»، وذكر في تصريحات لمؤسسة «بيتا» للأنباء الصربية أمس، أن «الاجتماع لم يناقش المشروع، وإنما اكتفى اهتساري بعرضه فقط ثم انفض المجلس»، مما يدل على موافقة الاتحاد الأوروبي ضمنيا على ذلك المشروع. وهو ما أشارت إليه مصادر أخرى «يبدو أن الاتحاد الاوروبي اطلع على صياغة الخطوط العريضة المتفق عليها سلفا من خلال التفاصيل التي وضعها مارتي اهتساري بعد ذلك، «وأشار دورلو إلى أن مارتي اهتساري سيجتمع مع أعضاء لجنة الاتصال (المكونة من الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والمانيا وفرنسا وايطاليا) لاطلاعهم على مشروع القرار، لكنه لم يذكر موعدا محددا لذلك.

ووفقا لمصادر مستقلة، فإن مارتي اهتساري سيجتمع مع ممثلين عن الدول الاعضاء في حلف شمال الأطلسي الناتو والاتحاد الاوروبي في فيينا يوم 26 يناير (كانون الثاني) الحالي، أي بعد 5 أيام من إجراء الانتخابات الصربية وظهور نتائجها النهائية. وفي تطور جديد أعلنت الولايات المتحدة، وفق إذاعة بي 92 الصربية، عن رغبتها أمس، في اعلان الوضع النهائي بعد الانتخابات بأسبوعين أو ثلاثة، وكانت مصادر في البيت الابيض قد تحدثت في وقت سابق عن أجل يتراوح بين شهر أو شهرين، حسب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز، وهو ما يتفق وما أعلنه منسق الشؤون الأمنية والعلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، بداية هذا الاسبوع، ويفيد بأن المبعوث الدولي مارتي اهتساري سيعرض مشروعه بخصوص الوضع النهائي في كوسوفو بعد الانتخابات الصربية مباشرة. وهو رأي مجموعة الأزمات الدولية أيضا. وكانت بلغراد قد طلبت تأجيل العرض إلى ما بعد تشكيل الحكومة المقبلة. وفي هذا السياق قال مارتي اهتساري «لن يتم تأجيل عرض مشروع الوضع النهائي في كوسوفو إلى ما بعد تشكيل الحكومة الصربية»، ويبدو أن بلغراد كما يقول المراقبون «أرادت اللعب على عامل الوقت لتأجيل عرض المشروع، بعد أن نجحت في تأجيله في وقت سابق، بسبب الانتخابات، وكان من المقرر عرض المشروع قبل نهاية عام 2006». وفي سياق متصل، أعلن الراديكاليون الصرب «الحزب الراديكالي الصربي» عن أنهم لن يخوضوا حربا من أجل كوسوفو، في حال فازوا في الانتخابات. وقال نائب رئيس الحزب الراديكالي توميسلاف نيكوليتش أمس، أثناء الحملة الانتخابية الجارية حاليا في صربيا «إذا فاز الراديكاليون في الانتخابات، فلن تكون هناك حرب جديدة من أجل كوسوفو»، وتساءل في غموض «لماذا نحارب، ومع من سنحارب، وضد من سنحارب»، وذلك في إشارة إلى غياب الاجماع داخل صربيا على الحرب، ورفض كثير من الاحزاب الكبرى لفكرة الحرب، ووجود حلف شمال الاطلسي في كوسوفو، وهو الذي هزم الصرب وأخرجهم من الإقليم سنة 1999 بعد جرائم حرب ارتكبوها هناك. وأعرب نيكوليتش عن أمله في مواصلة المحادثات مع الاتحاد الأوروبي والتعاون مع محكمة جرائم الحرب في لاهاي، واعتقال وتسليم الجنرال الهارب راتكو ملاديتش المتهم بارتكاب جرائم حرب في البوسنة. لكن المراقبين يشككون في مصداقية الراديكاليين الصرب، لا سيما وهم يعتبرون كوسوفو جزءا لا يتجزأ من صربيا.