بعد التحذيرات الأميركية للمالكي.. علاوي وعبد المهدي مرشحان كبديلين

مسؤولون عراقيون: نجاح الخطة الأمنية أمل الحكومة الوحيد.. هيلاري كلينتون تبدأ حملة في بغداد

TT

أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، أنه يعتبر ان الاستراتيجية الاميركية الجديدة حول العراق تمثل «رؤية مشتركة وفهما متبادلا» بين بغداد وواشنطن. وتلقى المالكي تحذيرات عديدة من مسؤولين أميركيين بضرورة الحزم في مواجهة الميليشيات، من بينهم الرئيس جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس والسفير زلماي خليلزاد. وأوضح متحدث باسم رئيس الوزراء العراقي في بيان أن «المالكي يعتبر الخطة الاستراتيجية التي أعلنها الرئيس جورج بوش مساندة لاستراتيجية الحكومة العراقية من ناحية تسلم القيادة والسيطرة». إضافة الى «تطوير القطاع الاقتصادي والخدماتي». وختم أن «الحكومة العراقية تؤكد أن الأمن والاستقرار في العراق هو ضرورة استراتيجية لشعوب المنطقة والعالم، فيما يشكل الإرهاب تهديدا للجميع».

ووصلت هيلاري كلينتون، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك التي تقود حملة للترشح عن الديمقراطيين الى الانتخابات الرئاسية عام 2008، الى العراق أمس، برفقة السيناتور الديمقراطي ايفان باي، وعضو مجلس النواب الجمهوري جون ماكهيو. وأجرت كلينتون، التي تقود حملة، محادثات مع المالكي وكبار المسؤولين العراقيين. واعتبرت كلينتون الخطة الجديدة التي أعلنها بوش «تصعيدا في الحرب» واتهمت الادارة الاميركية بأنها «ترفض الاعتراف بالواقع السياسي والعسكري». والمسؤولون الثلاثة هم أول وفد أميركي رفيع المستوى يزور العراق بعدما قرر الرئيس جورج بوش زيادة عديد القوات في هذا البلد كجزء من استراتيجية جديدة لمعالجة العنف الدائر فيه. وفي بغداد، كشفت مصادر حكومية رفيعة المستوى أن التلويح الاميركي بسحب الدعم عن المالكي اذا استمر التدهور الأمني، أحرج أطرافا عديدة في الحكومة ووضعها أمام خيار صعب لتخطي هذه المرحلة. وقالت المصادر لـ«الشرق الاوسط» انه ليس أمام هذه الأطراف خيارات أخرى غير الالتزام بخطة أمنية عالية المستوى للعبور نحو مرحلة جديدة في حياة العراق. وأشارت المصادر الى ان الأوساط السياسية بدأت الحديث عن بديل للمالكي، وتردد اسمي اياد علاوي رئيس الوزراء السابق وعادل عبد المهدي القيادي بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم، باعتبارهما الأكثر حظا لتولي مهام الحكومة في حال فشل الخطة الامنية او فشل حكومة المالكي في عبور المرحلة الراهنة. وقالت المصادر إن أسماء ومقترحات قد تم تداولها في الاجتماعات السرية والعلنية بين الشخصيات السياسية العراقية. الى ذلك، أشارت مصادر حكومية عراقية الى أن جهات في الحكومة قالت إن الخطة الأمنية المقترحة لأمن بغداد، لن يتم عرض تفاصيلها على أجهزة الإعلام.. لضمان نجاحها وحتى لا تقوم الجماعات المسلحة بأخذ احتياطاتها، مؤكدة أن الخطة ستبدأ خلال الأيام القليلة القادمة. ورفضت التأكيد على أن الخطة ستقوم على تقسيم بغداد ومنع التجول فيها لمدة شهر. من جهة ثانية، قالت جماعة عراقية مرتبطة بتنظيم القاعدة، إن استراتيجية الرئيس بوش الجديدة في العراق، دليل على هزيمة الولايات المتحدة. وقالت الجماعة التي تطلق على نفسها اسم «دولة العراق الاسلامية» التي اقامتها «القاعدة» في بيان على الإنترنت «نقول إن هذه الترهات لا تعدو ان تكون توطئة لإعلان الهزيمة والهروب من جحيم العراق، فمسألة زيادة عدد القوات لا تغير من طبيعة المعركة شيئا». وأعلنت جماعات المسلحين العراقيين السنة في اكتوبر تشرين الاول انشاء ما وصفته بدولة اسلامية في العراق. وأضافت الجماعة «أن التهويل الإعلامي لما يسمى بخطة أمن بغداد أو استراتيجية بوش الجديدة، لا تغير من طبيعة المعركة شيئا بإذن الله، وان العدو الآن بدأ يحاول الحفاظ على ماء وجهه ولو على ارض بغداد فحسب، فحتى الخطط الأمنية التي كانت تشمل العراق صارت محدودة على بغداد».

من جهته، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري الاسلامي الايراني حميد رضا حاج بابائي، امس، ان استراتيجية بوش الجديدة في العراق هي آخر ما في جعبته. وأعرب عن ثقته بأن هذه «الاستراتيجية ستفضي حتما الى هزيمة أميركا في العراق». وأضاف أن «بوش ونظرا لهزائمه المتكررة في العراق وأصدائها السلبية لدي الرأي العام الأميركي، يحاول التغطية على هذه الهزائم، وذلك برسم استراتيجية جديدة وإرسال 20 ألف جندي أميركي آخر الى العراق». وقال ان استراتيجية بوش الجديدة لا تندرج في إطار قوة اميركا في العراق، إنما في إطار انفعال بوش. موضحا أنه كلما أصر بوش على استراتيجيته فسيواجه موجة عارمة من المعارضة على الصعيد العالمي وكذلك في داخل أميركا.