نظام ألماني جديد لتقصي التفجيرات التجريبية النووية السرية

321 جهاز استشعار في الفضاء والأرض والمحيطات

TT

ذكر الجيولوجي مانفريد هينغر وزميله نيكولاي جيسترمان، من المركز الجيولوجي الألماني في هانوفر، ان نظاما جديدا مكونا من 321 جهاز استشعار مختلفا، قادر مستقبلا على كشف أي تفجير ذري تحت الأرض، أو في أعماق البحار، مهما كان عمقه أو حجمه. وأكد هينغر أن النظام قادر على كشف موقع أية طائرة تخترق حاجز الصوت في سماء أوروبا خلال ثوان.

وينوي العالمان وضع النظام في خدمة «منظمة الاشراف على معاهدة التحريم الشامل للتجارب النووية»، التابعة للأمم المتحدة، بهدف الكشف عن أي خرق للمعاهدة.

ويتألف النظام الجديد من 170 جهاز استشعار لكشف الزلازل على الأرض و11 جهاز انصات بالغ الدقة تحت البحار والمحيطات و60 جهاز انصات لموجات فوق صوتية في الفضاء و80 جهاز استشعار لتقصي الاشعاعات في الجو.

وشيّد هينغر وجيسترمان مركزا لمتابعة المعطيات، التي ترسلها هذه الأجهزة في هانوفر، حيث نصبا 12 شاشة الكترونية تعرض النتائج كل ثانية. وترسل أجهزة قياس حركة الأرض معلومات دقيقة من خلال زرعها في ثقوب عمقها 4 أمتار داخل الأرض. وذكر هينغر أن هذه الأجهزة قادرة على كشف أية حركة في طبقات الأرض وتحديد موقعها، وتفريقها عن الزلازل الاعتيادية. وعموما فإن هذه الأجهزة قادرة على تسجيل موجات صوتية صادرة عن الأرض تقل عن 16 هيرتز، وبالتالي لا تلتقطها الاذن البشرية. ونصب العالمان 25 جهاز استشعار مختلفا على الأراضي الألمانية، يقولان انها تكفي لكشف أي تفجير نووي سري في اوروبا.

ولا يوجد تفجير نووي بدون اشعاعات تتسرب إلى الأعلى، وهي أشعة غير محسوسة للبشر، لكن أجهزة استشعار الاشعاعات قادرة على تسجيلها بدقة من ارتفاع 12 كم عن سطح الأرض. ويعتبر غاز «الزينون» المخبر الجديد تحت الأرض عن التفجيرات النووية، فتربة الأرض قادرة على حجب بعض المواد المشعة، إلا أن غاز زينون معروف بقدرته على اختراق التربة وصولا إلى سطح الأرض، حيث تتولى المجسات رصده بدقة. أما أجهزة الإنصات تحت البحار فقادرة على تسجيل أي صوت غير طبيعي عبر مسافة مئات الكيلومترات. وتعتمد عملية تقصي التفجيرات النووية في المحيطات، لأول مرة، على مجسات بيولوجية تكشف تسرب النويتات المشعة المتسربة من الانفجار إلى الماء.

وتجري عملية تشخيص مناطق التفجيرات بالتعاون مع الاقمار الصناعية واجهزة تحديد المواقع، التي يتولى المركز تزويدها بالمعلومات.

الخطوة الثانية، ستجري بالتعاون مع الأمم المتحدة، للبحث عن محطات لنصب هذه الأجهزة وتشغيلها ورعايتها. وتعول الأمم المتحدة على النظام لتسليط ضغط نفسي على الدول الحالمة بامتلاك السلاح النووي، التي لا بد لها من تجريب هذه الأسلحة تحت الأرض أو في أعماق المحيطات.