«العونيون» يتحركون شارعيا باعتصام «معرفة الحقيقة» عن الاغتيالات

الحزب الشيوعي اللبناني يميز نفسه عن قوى المعارضة ويتهمها بالتناقض

TT

تسلمت المعارضة اللبنانية حملة «الاعتصامات المتدحرجة» من الاتحاد العمالي العام بتنفيذها اعتصاما امس امام وزارة العدل للمطالبة بـ«الحقيقة» في جرائم الاغتيال السياسية التي استهدفت قيادات لبنانية، فيما ينفذ الاتحاد العمالي العام اعتصاما آخر غدا امام مقر وزارة الاتصالات في محلة بئر حسن في بيروت، بعدما كان قد نفذ اعتصامين غير حاشدين امام مقرين لوزارتي المال والطاقة.

قبل ظهر امس نفذت المعارضة اعتصاما رمزيا امام قصر العدل تحت شعار «المطالبة بالحقيقة في الجرائم التي وقعت في لبنان»، بمشاركة العشرات من الذين توافدوا من مناطق مختلفة وسط حضور امني كثيف للجيش وقوى الامن الداخلي.

ورفعت خلال الاعتصام الاعلام اللبنانية واللافتات المنددة بـ«التقصير» في كشف مرتكبي جرائم الاغتيال، ورفعت صور رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري والنائبين بيار الجميل وجبران تويني والصحافي سمير قصير الذين اغتيلوا خلال العامين الماضيين.

وخلال الاعتصام ألقى جبران باسيل، مسؤول الاتصالات السياسية في «التيار الوطني الحر» الذي يتزعمه النائب ميشال عون، كلمة قال فيها ان «اللقاء اليوم هو لنسترد كلنا كلبنانيين كل ما سرق منا. سرقوا منا افكارنا وشعاراتنا ومبادئنا وقيمنا ونضالاتنا وتاريخنا، سرقوا من التيار الوطني الحر شعار الحرية والسيادة والاستقلال واستخدموه ضده، وسرقوا من حزب الله شعار التحرير وصاروا هم الذين يحررون ارض لبنان وصار حزب الله هو المتهم بالدخول الى شوارع بيروت وزواريبها تاركا الجنوب والحدود خاليين امام الاحتلال».

وأضاف: «لقاؤنا اليوم لاسترداد شعار الحقيقة التي إما تكون كاملة أو لا تكون. هذه الحقيقة التي كنا أول من طالب بها، واكتشفنا لاحقا أنها صارت تستعمل وتستغل لتخضعنا وترهبنا وتركعنا. نريد أن تطال الحقيقة كل الذين اغتيلوا وأولهم الشهيد بيار الجميل. نريد أن نعرف من اغتال رفيق الحريري وجبران تويني وجورج حاوي وسمير قصير ومن حاول اغتيال مي شدياق والياس المر، فكل هذه الاغتيالات وقعت بطريقة مستورة ومشبوهة، أما اغتيال بيار فتم في وضح النهار وتحت أعين الأجهزة الأمنية التي اختزلت بجهاز واحد من خارج السياق القانوني وله تمويل بخمسين مليون دولار و4400 عنصر ليراقبكم ويلاحقكم أنتم وليكف عن ملاحقة المجرمين الفعليين. نسأل هذا الجهاز ماذا تفعل بأمننا وسلامة ومواطنينا؟ ونتوجه إلى قضائنا الذي نقف أمام قصره اليوم لنقول له من الذي يحاول تغييبك وتعطيلك وإلغاءك؟».

ودعا إلى «الكف عن المتاجرة بالحقيقة التي تخصنا ونناضل في سبيلها»، وقال: «انتهكوا الدستور ويريدوننا أن نعتاد خرقه من دون أن تكون هناك ردة فعل وأن نتطبع على خرقه والتلاعب بالقوانين. هل إذا ضربنا المادة الميثاقية وهي العيش المشترك نكون نمهد لمادة ميثاقية ثانية هي موضوع التوطين؟ هذه حقيقة ثانية نريد أن نعرفها، وهذه جريمة ثانية أعظم من أي جريمة أخرى ترتكب في حق الوطن. الحقيقة الثالثة هي الحقيقة الاقتصادية والمالية والمعيشية والاجتماعية. كلنا نعلم أن أحدا اغتال اقتصادنا ولكن ممنوع علينا أن نسأل من الذي قام بذلك، ولما طالبنا بالتحقيق المالي والتدقيق قامت القيامة ولم تقعد».

واعتبر ان الاكثرية تريد «الاستقواء بمؤتمر دولي (باريس 3) ليفرضوا على اللبنانيين برنامجا إصلاحيا»، وقال: «نحن نؤكد ان أي مؤتمر غير مدعوم داخليا لن يأتي إلا بمزيد من الديون وسرقة مرافق وخصخصة مشبوهة يحضرون لها في موضوع (الهاتف) الخلوي... نريد مطالبتهم بمعرفة أهم حقيقة وهي من الذي يمثل فعلا الشعب اللبناني. لا يقبلون باستطلاعات الرأي ولا بالتظاهرات، فلنذهب إلى الانتخابات».

وفي المقابل، أقام «تيار المستقبل» الذي يرأسه النائب سعد الحريري لقاء تضامنيا مع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في منطقة الضنية في شمال لبنان. وتحدث النائب قاسم عبد العزيز فطالب بـ«العودة الى لغة العقل والحوار»، لافتا «الى ان الازمة الاقتصادية الخانقة لا يمكن ان تجد لها حلا الا في حكومة السنيورة وفي مناقشة علمية وبناءة لبرنامجها الاصلاحي والعمل الجدي لإنجاح مؤتمر باريس 3»، محذرا «من فتنة مذهبية أطلت برأسها». وطالب عبد العزيز «الذين ابدوا دعمهم لمبادرة بكركي» بان «يترجموا اقوالهم الى افعال، لتحدد الاولويات حسب مصلحة الوطن لا الأفرقاء».