مفوضية الأمم المتحدة للاجئين: لم يعد الوضع بعد إلى حالته الطبيعية في جنوب لبنان والضاحية

TT

قال الممثل الاقليمي لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين ستيفان جاكميه ان «لبنان كان في وسط ازمتين حادتين بالنسبة الى اللاجئين والنازحين داخليا، وذلك خلال فترة حرب يوليو (تموز) والتي ادت الى تهجير حوالي مليون شخص، 800 الف منهم كانوا يهربون من المعارك و200 ألف حاولوا اللجوء الى دول اخرى»، ملاحظا «ان هذا الرقم كبير». وأضاف: «الوضع في جنوب لبنان لم يعد بشكل تام الى طبيعته كما هو الحال في الضاحية الجنوبية، وما زال لدى المفوضية برنامج يستلزم المزيد من الوقت لمعالجته».

وجاء كلام جاكميه في مداخلته الافتتاحية لورشة عمل نظمتها المفوضية أول من أمس حول «الحماية والمساعدة للاجئين في العالم» في بيروت بمشاركة عدد من الاعلاميين. وشدد في مستهلها على «اهمية انعقاد هذه الورشة لفتح الحوار بين المفوضية والصحافة لما لها من دور في حماية اللاجئين»، مشيرا الى «ثلاثة ابعاد للصحافة للقيام بهذا الدور، وهي اعلام الرأي العام حول ازمات اللاجئين وتغطية هذه الازمات»، ملاحظا «صعوبة هذا الامر عندما تكون هناك هجرة صامتة ولا سيما في دول اللجوء والدول المانحة».

ورأى ان البعد الثاني للصحافة «هو دورها الحازم في ممارسة الضغوط على الحكومات لكي تقبل باللاجئين»، مقدما امثلة في هذا الاطار كما حصل في اوروبا «عندما كانت الصحافة حيوية في اجبار الحكومات على حماية اللاجئين». ولاحظ في البعد الثالث «اهمية الضغط الذي تقوم به الصحافة على المفوضية العليا للاجئين والتدقيق في هذا العمل ومعرفة ما تفعله من اجلهم. وتناول الازمة الثانية في موضوع اللاجئين ولا سيما في العراق، فاشار الى ان «ما يقارب 100 مدني يقتلون يوميا في العراق بسبب العنف، وهذا الامر يؤدي الى موجة لا سابقة لها من اللجوء». وتفيد الارقام غير الرسمية ان ما يقارب مليوني عراقي أصبحوا لاجئين خارج بلادهم، وأن مليوناً وسبعمائة ألف نزحوا داخل البلاد. وهذه الارقام في ازدياد. وقال جاكميه ان «هذا الوضع لم يتحسن وانه يمكن القول انه منذ فبراير (شباط) 2006 وبعد ازدياد اعمال العنف قد فر عدد كبير من العراقيين باتجاه الاردن وسورية ولبنان».

بعد ذلك، تحدث مسؤول الحماية في المفوضية اياكي ايتو، وقال: «ان من ابرز المسؤوليات الملقاة على عاتق المفوضية هي الحماية الدولية والتي تقضي بضمان احترام حقوق الانسان الاساسية اثناء التعامل او معالجة قضايا تتعلق باللاجئين»، مشيرا الى ان «ابرز عناصر هذه الحماية الحرص على قدرة اللاجئين على طلب اللجوء فعليا وعدم اعادتهم بشكل قسري الى بلد قد يتعرضون فيه للاضطهاد». كما أوضح ان المفوضية لا تقدم الحماية الى لاجئين ارتكبوا جرائم ضد الانسانية او جرائم قتل ومخدرات، كذلك لا تحمي شخصيات في مناصب عالية ارتكبت اعمالا مناهضة لما تنص عليه الامم المتحدة.

واذ اشار الى ان المفوضية هي «وكالة انسانية تحاول حماية ومساعدة الاشخاص من غير اللاجئين في العالم»، لفت الى «النازحين داخليا يعانون الاضطهاد والعنف». وتطرق الى الاتفاقيات المتعلقة بوضع اللاجئين وهي الاتفاقية الصادرة عام 1951 وغيرها من البروتوكولات، لافتا الى ان «النازحين داخليا مشمولون باتفاقية 1951 الخاصة باللاجئين وان مشاكل المجموعتين اي اللاجئين والنازحين داخل بلدانهم غالبا ما تكون واحدة». ثم تحدث كبير مساعدي مسؤول الحماية دومينيك طعمة، فتناول عمل المفوضية في لبنان والفرق بين اللاجئين الفلسطينيين وغير الفلسطينيين وكيفية التعاطي معهم، واوضح ان اللاجئين الفلسطينيين عادة ما يقعون تحت نطاق عمل الاونروا. وأشار الى أن 95% من اللاجئين الى لبنان دخلوا البلاد خلسة، بينهم 80% عراقيون، يليهم السودانيون ثم الصوماليون بأعداد قليلة. وفي حين تشير ارقام المفوضية الى حصول 3 آلاف عراقي على بطاقة لجوء، تفيد الارقام غير الرسمية أن عدد العراقيين في لبنان يتراوح بين 20 واربعين ألفا معظمهم دخل خلسة. ويجري العمل حاليا على وضع نظام متغير بشأن العراقيين يقضي بمنحهم فرصا أكبر لإعادة توطينهم في دول مستعدة لاستقبالهم، وذلك وفق اولويات تعتمد معايير محددة.

وأشار أتاكي الى أن «لبنان بلد صغير لا يحتمل العدد الكبير للاجئين العراقيين». بعد ذلك تحدثت المسؤولة الاعلامية في المفوضية لشمال افريقيا والشرق الاوسط عبير عطيفة عن دور الاعلام في تغطية قضايا وشؤون اللاجئين فتمنت تركيزه على الجانب الانساني للقضايا المتصلة باللاجئين والابتعاد عن المواضيع ذات الاثارة الاعلامية.