لقي اربعة اشخاص مصرعهم في اعمال عنف متفرقة في العراق، بينهم إمام مسجد وصحافي عراقي، فيما اعلنت قوات التحالف ان قوات الأمن العراقية اعتقلت، بمساندة قوة اميركية، ما لا يقل عن 47 مسلحا خلال عملية عسكرية في مدينة الفلوجة، قبل اربعة ايام. وأفادت مصادر صحافية في لندن امس، بأن المسلحين في العراق يستخدمون محرك البحث «غوغل» لتنفيذ هجمات ضد المعسكرات البريطانية في العراق.
وقالت مصادر أمنية عراقية، ان «شرطيا قتل برصاصة قناص في حي الكرادة، وسط بغداد ظهر امس». وفي سامراء (120 كلم شمال بغداد)، اعلن النقيب هاشم احمد من الشرطة «مقتل يونس وهيب امام وخطيب مسجد الحسون وعضو الحزب الاسلامي العراقي على يد مسلحين مجهولين امام منزله في حي السكك (جنوب)».
وفي كركوك (255 كلم شمال شرق بغداد)، اعلن النقيب عماد جاسم من الشرطة «مقتل اثنين من المقاولين العراقيين واصابة احد العمال بجروح، في هجوم مسلح استهدف مشروعا قيد الانشاء وسط المدينة». من جهة اخرى، قال النقيب عماد جاسم ان «مجهولين قاموا فجر امس بنسف حسينية آل البيت في حي النداء شرق كركوك». من ناحية ثانية، اضاف جاسم ان «صاحب مقهى للانترنت ابدى شكوكا حيال شخص دخل المكان وخرج منه، تاركا وراءه حقيبة فطلب من الزبائن ضرورة المغادرة على الفور». وتابع ان «عبوة ناسفة انفجرت داخل مقهى فراس في حي طريق بغداد، وسط كركوك، اثر مغادرة الزبائن، لكنها لم توقع اصابات، وأدت الى تدمير المكان وإلحاق اضرار بالمحلات المجاورة».
وفي الموصل اعلنت الشرطة امس، مقتل صحافي عراقي في وقت متأخر من مساء اول من امس، امام منزله في جنوب مدينة الموصل. وقال الرائد محمد احمد ان «مسلحين مجهولين قتلوا خضر يونس العبيدي في ساعة متأخرة امام منزله في حي سومر، جنوب الموصل»، مشيرا الى ان العبيدي «يعمل لصالح صحيفة محلية، كما انه يراسل عدة صحف في بغداد». ولا يزال العراق للسنة الرابعة على التوالي، المكان الاكثر خطورة للصحافيين، حسبما افاد به التقرير السنوي لمنظمة «مراسلون بلا حدود». ولقي ما لا يقل عن 140 صحافيا وموظفا في وسائل الاعلام حتفهم في العراق منذ مطلع الحرب عام 2003.
من جهة ثانية، اعلنت قوات التحالف امس ان قوات الامن العراقية اعتقلت، بمساندة قوة اميركية، ما لا يقل عن 47 مسلحا، خلال عملية عسكرية في مدينة الفلوجة قبل اربعة ايام. واضاف بيان عسكري ان «عملية مشتركة للجيش والشرطة العراقيين باسناد قوة من مشاة البحرية (المارينز) ادت الى اعتقال 47 مسلحا في الفلوجة (50 كم غرب بغداد)». واكد ان «التهم وجهت الى 31 مسلحا، في حين لا يزال الاخرون ينتظرون الاجراءات». من جهته، قال اللفتنانت كولونيل رايس روبنسون ان «العملية كانت عراقية بادارة قائد الشرطة».
ولم يكن ممكنا التأكد من ذلك عبر مصادر اخرى. من جانب اخر، اعلن الجيش الاميركي ان «قوة عراقية خاصة تساندها مفرزة من قوات التحالف اعتقلت امام مسجد المهدي في مدينة بلد (70 كم شمال بغداد) الجمعة». واوضح بيان ان «الامام مسؤول عن قيادة عمليات قتل وخطف وزعزعة استقرار المنطقة، كما انه مسؤول عن عمليات تهجير في منطقة بلد». وفي لندن أفاد تقرير إخباري امس بأن المسلحين في العراق يستخدمون محرك البحث «غوغل» لتنفيذ هجمات ضد المعسكرات البريطانية في العراق. وتم التوصل إلى هذه المعلومة من خلال مستندات عثر عليها الاسبوع الماضي أثناء مهاجمة عدد من المنازل، التي كان يختبئ بها متمردون، وفقا لما ذكرته صحيفة «ديلي تليغراف» امس.
وأضافت الصحيفة، استنادا إلى دوائر استخباراتية، أن الصور التي كانت تظهر محيط مدينة البصرة الجنوبية، التي التقطها برنامج غوغل إيرث كانت تحتوي على مبان تفصيلية داخل المعسكر، بالاضافة إلى أهداف يمكن قصفها، مثل الخيام وأماكن الغسيل والمراحيض، كما أن خطوط الطول ودوائر العرض للاهداف المخطط قصفها كانت محددة على ظهر الصور. ونقلت الصحيفة عن ضابط مخابرات بريطاني، رفض ذكر اسمه، قوله: «نعتقد أنهم يستخدمون غوغل إيرث، لتحديد أكثر الاهداف سهولة لقصفها»، ولكنه أكد في الوقت نفسه، أنه لا توجد حتى الان أدلة واضحة تؤكد أن «الارهابيين» قصفوا مناطق بها معسكرات بريطانية بمساعدة اللقطات المأخوذة من غوغل إيرث.
ووفقا لبيانات الصحيفة فإن المعسكرات البريطانية في البصرة تتعرض بشكل يومي تقريبا لقذائف الهاون، الامر الذي أودى، خلال الاشهر الستة الاخيرة، بحياة جندي، بالاضافة إلى إصابة عدد كبير من الجنود. وتعرض أمس ثلاثة جنود إلى إصابات، اثر إعمال عنف متفرقة شهدتها في محافظة البصرة.
وقالت كيت براون، الناطقة الإعلامية للقوات المتعددة الجنسيات في الجنوب للصحافيين، ان عبوة ناسفة انفجرت أمس على دورية للجنود البريطانيين في منطقة القبلة، أدت إلى إصابة اثنين من الجنود وإحراق سيارة مدرعة. وأضافت ان جنديا آخر أصيب بجروح خطرة إثناء مصادمات مع مسلحين مجهولين في المنطقة ذاتها. وعلى صعيد أخر اندلع حريق في الأقسام الداخلية في الأكاديمية البحرية بالمحافظة، وقال مصدر في الشرطة لـ«الشرق الأوسط»، ان الحريق لم يؤد الى حدوث خسائر بشرية، وان التحقيقات جارية لمعرفة حيثيات نشأته.