الغموض ما زال يكتنف مصير رئيس المحاكم الإسلامية

بعد سقوط آخر معاقلها

TT

بعدما أعلنت الحكومة الصومالية الانتقالية على لسان كل من وزير الدفاع هيرالي عدن شير وعبد الرحمن ديناري الناطق الرسمي باسمها عن سقوط آخر معقل لميليشيا المحاكم الإسلامية فى منطقة رأس كامبوني القريبة من الحدود الصومالية الكينية فان أحدا لا يعرف مصير الشيخ حسن طاهر أويس رئيس تنظيم المحاكم ومساعده البارز الشيخ شريف شيخ أحمد.

وانقطع الشيخ أويس عن العالم الخارجي منذ فراره إلى منطقة نائية على الحدود مع كينيا، فيما بات هاتفه النقال منذ أمس خارج نطاق الخدمة بعدما ظل لعدة أيام يعمل بدون أن يجيب أويس عليه شخصيا.

وقال مسؤول صومالي لـ«الشرق الأوسط» لن نتوقف عن ملاحقته انه مطلوب أميركيا ودوليا وسنعتقله عاجلا أو آجلا، لكن الرئيس الصومالي يواجه على ما يبدو مشكلة شخصية ذات بعد نفسي وتاريخي مع أويس الذي كان قد أطلق سراح العقيد آنذاك عبد الله يوسف بعد اعتقاله اثر اشتباكات وقعت بين تنظيم الاتحاد الاسلامي الذي يقوده أويس وفصيل يوسف.

كما أن نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الصومالي محمد حسين عيديد لديه علاقة مصاهرة بالدم مع أويس المتزوج من شقيقته.

وبينما تبدو الحكومة الصومالية مستعدة لإخضاع أويس لمحاكمة شبيهة بمحاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أو الديكتاتور الإثيوبي منغستو هيلا ماريام فان مصادر أميركية تقول إن اعتقال أويس سيمثل نجاحا كبيرا لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش في إطار حربها لمكافحة الإرهاب.

ويقول دبلوماسيون أفارقة إن الإدارة الأميركية التي تواجه صعوبات في تحقيق إنجازات مهمة على الأرض في العراق وأفغانستان قد تستغل اعتقال أويس للتغطية على هذه الإخفاقات.

لكن في نهاية المطاف فان الخاسر الوحيد من العمليات العسكرية التي شنتها القوات الصومالية المدعومة بقوة من الجيش الإثيوبي، هو الشيخ أويس الذي على الرغم من أنه احتل أهم منصب في المحاكم، إلا أنه كان أقل معاونيه من قادة الصفين الأول والثاني في المحاكم إطلاقا لتصريحات «عنترية» ضد إثيوبيا من نوع سنبيد قواتها وعليهم أن يبدأوا في حفر قبورهم من الآن.

لم يعد للشيخ عويس مكان في العاصمة الصومالية مقديشو التي سقطت بسهولة مدهشة في أيد القوات الصومالية والإثيوبية، وحتى تعهدات أويس بالمقاومة في مدينة كيسمايو ذهبت أدراج الرياح بعدما اضطر مؤخرا إلى الاعتراف بقوة الآلة العسكرية الإثيوبية في مواجهة القدرات التسليحية الضعيفة لميليشيا المحاكم الإسلامية.

وقال قيادي بارز للمحاكم الإسلامية موجود حاليا في اليمن: «نعتقد أنه مازال داخل البلد لم نسمع أنه قد غادرها، وهناك معلومات بأن القوات الصومالية والإثيوبية التي أغارت على معقل أويس الأخير لديها أدلة على ذلك».

وبالنسبة لإسماعيل هرة وزير الخارجية الصومالي فانه يعتقد أيضا بأن أويس مازال على الأرض الصومالية وأنه لم يغادرها إلى الخارج.

وزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف نفى لـ«الشرق الأوسط» أن يكون أويس أو أي من مساعديه قد طلب اللجوء إلى بلاده، فيما أبلغ مسؤول اريتري رفيع المستوى «الشرق الأوسط» أيضا في القاهرة أنه لا يعتقد أن أويس قد يفكر في اللجوء إلى اريتريا على الرغم من استحكام الخلافات بينها وبين إثيوبيا ومعارضة أسمرة للتدخل العسكري والسياسي لنظام زيناوي في الصومال.