أثينا: الصاروخ المستخدم ضد السفارة الأميركية صيني الصنع

إجراءات أمنية مشددة في أعقاب الهجوم الإرهابي على سفارة الولايات المتحدة في اليونان

TT

أعلنت الشرطة اليونانية، في بيان ان الصاروخ الذي اطلق امس على السفارة الاميركية في اثينا هو من نوع آر بي جي، بقطر 40 مليمترا من صنع صيني. وجاء في البيان، ان «التحليل اظهر ان الصاروخ الذي اطلق كان من نوع ار بي جي 7 ، من صنع صيني، وهو نسخة معدلة لصاروخ روسي، ويعود تاريخ صنعه على الارجح الى عام 1974».

ويستخدم النوع الأصلي من هذا السلاح في روسيا وشمال ألمانيا، ويتوفر في السوق السوداء، ورجح الخبراء أن تصنيعه يرجع إلى عام 1974، وكانت الأقوال قد تضاربت عن نوعية السلاح في البداية، إذ ذكر خبراء المفرقعات أن القذيفة أميركية الصنع من نوع 236، وقد تكون من ضمن الاسلحة، التي تمت سرقتها من الجيش اليوناني في الماضي، وهي من النوع الذي كان يستخدمه أعضاء منظمة 17 نوفمبر الإرهابية.

وكان المتحدث باسم الشرطة بانايوتيس ستاثيس، قد اعلن ان الصاروخ الذي اطلق، كان صاروخا روسيا مضادا للدروع، يصنع حاليا في عدة دول، وان القوات المسلحة اليونانية لا تستعمله.

وقد تعرضت السفارة الاميركية في اثينا فجر اول من امس لسقوط صاروخ، في عملية وصفها السفير تشارلز ريس بانها «اعتداء خطير للغاية» وتبناها متحدث باسم مجموعة يونانية من اليسار المتطرف.

واوضح وزير الامن العام اليوناني فيرون بوليدوراس، ان متحدثا مجهولا باسم مجموعة «الكفاح الثوري» اليونانية، اعلن مسؤولية المجموعة اليسارية المتطرفة عن الاعتداء، الذي اقتصرت نتائجه على اضرار مادية طفيفة، من دون ان يوقع اصابات. واضاف بوليدوراس ان الشرطة تتحقق من صحة هذا التبني.

واعلن السفير الاميركي في اثينا تشارلز ريس، في بيان، ان الهجوم بالصواريخ الذي تعرضت له صباح اول من امس سفارة الولايات المتحدة في العاصمة اليونانية لن يؤثر على العلاقات الوثيقة بين البلدين. واعرب السفير في البيان عن رضاه للدعم السياسي، الذي قدمته الحكومة اليونانية والاحزاب السياسية الرئيسية ولتصميمها على توقيف المسؤولين عن هذا الهجوم، وتفادي وقوع هجمات (مماثلة) مستقبلا. واشاد السفير ايضا بالرد السريع والمهني للاجهزة الامنية اليونانية، اثر وقوع هذا الحادث.

وفرضت السلطات اليونانية إجراءات أمنية مشددة في جميع شوارع وأحياء العاصمة أثينا، وبالتحديد في مناطق وسط المدينة، التي تتكدس فيها الوزارات والمصالح الحكومية والعديد من السفارات والمصارف الأجنبية، وذلك في أعقاب الهجوم الإرهابي، الذي تبنته مجموعة «الكفاح الثوري» ضد سفارة الولايات المتحدة الأميركية وسط أثينا، صباح الجمعة الماضي.

ونشرت وزارة الأمن العام قوات شرطة ومباحث سرية في مناطق متفرقة في أثينا، ضمن خطة الفريق ستيليوس سيروس رئيس جهاز مكافحة الإرهاب السابق، الذي تم تكليفه من قبل كوستاس كارامنليس رئيس الوزراء لتولي التحقيقات حول الهجوم، حيث تمكن سيروس في نهاية عام 2002، من تفكيك جماعة 17 نوفمبر اليسارية بعد نحو 28 سنة من بدء نشاطها الإرهابي والإجرامي في اليونان ضد المصالح الأجنبية واغتيال شخصيات سياسية ورجال أعمال.

ويتردد في بعض الدوائر اليونانية، أن قوات مكافحة الإرهاب لديها معلومات حول تورط ثلاثة أشخاص في هذه المنظمة اليسارية الثورية، وذكرت قناة أنتينا التلفزيونية اليونانية عن المتورطين الثلاثة، أن أحدهما، 50 سنة، وهو رئيس المنظمة ويعمل مدرسا، والثاني يبلغ من العمر، 26 سنة، وهو الذي يتولى عمليات الاعتداء، والثالث والمعروف بالسريع ويبلغ من العمر، 30 سنة، وهو المسؤول عن تفخيخ وزرع القنابل والعبوات الناسفة، وأن عمليات اعتقال المتورطين مسألة وقت فقط.