استياء في واشنطن من تقصير باكستان في مكافحة الإرهاب

آلاف الباكستانيين يتظاهرون في الذكرى الأولى للقصف الأميركي على بلدة دامادولا

TT

التصريحات الاخيرة لرئيس الاستخبارات الوطنية الاميركية الذي اتهم باكستان بانها تشكل ملاذا لمسؤولين في «القاعدة»، تعكس شكوك واشنطن حيال التزام اسلام اباد مكافحة الارهاب.

وفي جلسة استماع لمجلس الشيوخ، اكد رئيس الاستخبارات الوطنية جون نيغروبونتي ان باكستان لا تزال ملاذا للزعماء الارهابيين، وقال ان «باكستان شريكتنا في الحرب على الارهاب واعتقلت العديد من قادة تنظيم «القاعدة»، لكنها تظل مصدرا مهما للتطرف الاسلامي».

واشار الى ان «القاعدة» تعزز شبكتها التي تنطلق من مخبأ زعمائها الآمن في باكستان لتنتشر في انحاء الشرق الاوسط وشمال افريقيا واوروبا»، واضاف «لقد اعتقلنا وقتلنا العديد من عناصر «القاعدة» الكبار، الا ان العناصر الاساسيين في التنظيم لا يزالون يقاومون». واثارت هذه الملاحظات استياء باكستان، ووصفتها وزارة الخارجية الباكستانية بانها «انتقادات مثيرة للتساؤل»، مضيفة ان باكستان فعلت اكثر مما فعلته اية دولة اخرى في مجال مكافحة الارهاب، لكن المسؤولين الاميركيين والخبراء يعتبرون ان نيغروبونتي لم يبالغ في تصريحاته.

وفي هذا السياق، اوضحت وزارة الخارجية الاميركية اول من امس ان تنظيم «القاعدة» الارهابي يتعزز وينسج علاقات جديدة مع مؤيدين له في الشرق الاوسط واوروبا وشمال افريقيا انطلاقا من باكستان، لافتة الى ان هذا البلد يدرك هذه المشكلة.

بدوره، قال فريديريك غرير الخبير في مركز «كارنغي» للسلام الدولي «لا ريب ان ثمة استياء متعاظما في الولايات المتحدة حيال باكستان، وساكون اكثر صراحة بالقول ان هناك استياء متعاظما على الصعيد الدولي ازاء باكستان».

وساعدت باكستان طالبان في الاستيلاء على الحكم في افغانستان عام 1996، لكنها قطعت علاقاتها مع الحركة عام 2001 اثر اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 التي نسبت الى «القاعدة»، وخصوصا ان زعيمها اسامة بن لادن، الذي كان قد لجأ الى افغانستان.

وفي خار (باكستان) افاد شهود ان الاف الاشخاص تظاهروا امس في باكستان ضد الولايات المتحدة واحرقوا رسوما تظهر الرئيس جورج بوش، وذلك في الذكرى الاولى للقصف الاميركي لبلدة دامادولا (غرب) الذي اسفر عن 18 قتيلا. واوضح الشهود ان نحو عشرة الاف شخص تظاهروا في خار، كبرى مدن اقليم بيجاور قرب الحدود مع افغانستان، هاتفين «لتسقط الولايات المتحدة، ليسقط الرئيس بوش». ودعا المسؤول الاسلامي المحلي في هذه المنطقة القبلية هارون رشيد الى مواصلة القتال ضد الولايات المتحدة والرئيس الباكستاني برويز مشرف المتحالف مع واشنطن في «الحرب على الارهاب». وقبل عام، شن الطيران الاميركي غارة على بلدة دامادولا مستهدفا المسؤول الثاني في تنظيم «القاعدة» الدكتور ايمن الظواهري، بعدما قيل انه لجأ الى هذه المناطق القبلية عند الحدود بين افغانستان وباكستان.