مكافحة الإرهاب تتصدر أولويات الرئاسة الحالية لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي

TT

أعلنت منظمة الأمن والتعاون الاوروبي، أن ممثلي الدول الأعضاء في المنظمة (56 دولة)، سيعقدون مؤتمراً مهما في العاصمة النمساوية فيينا خلال فصل الربيع المقبل لمناقشة موضوع رئيسي في جدول الأعمال يتعلق بتصعيد الحرب ضد الإرهاب ومواجهة التحديات الأمنية.

وحسب ما نقلت مصادر اوروبية في بروكسل، فان الرئاسة الجديدة للمنظمة التي انتقلت من بلجيكا الى اسبانيا مع مطلع العام الحالي، قد اعلنت ان مكافحة الارهاب إحدى النقاط الاساسية في اجندة عمل المنظمة وضمن أولويات عمل الرئاسة الجديدة خلال العام 2007، وأشارت المصادر نفسها الى ماجاء في بيان صدر باسم وزير الخارجية الاسباني ميخائيل موراتينوس وزعته الأمانة العامة للمنظمة الأوروبية التي تتخذ من فيينا مقراً لها، وذلك في نهاية الاجتماع الأول لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء والمندوبين الدائمين، وتضمن البيان الاشارة الى أن ممثلين عن المنظمات الحكومية والمجتمع المدني، بالإضافة إلى عدد كبير من الخبراء في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية سيشاركون في مؤتمر فيينا قبل منتصف العام الحالي.

وخلال كلمته أمام الاجتماع الاول في ظل الرئاسة الاسبانية نهاية الاسبوع الماضي، أكد موراتينيوس على أن «الحرب ضد الإرهاب وحماية البيئة وتشجيع المساهمة في بناء المجتمعات المتعددة وتعزيز دول المنظمة الأوروبي كمنتدى بالغ الأهمية في الحوار والتعاون والتنسيق، ستتصدر أولويات برنامج عمله طوال فترة رئاسة بلاده للمنظمة خلال عام 2007». وأوضح وزير خارجية إسبانيا في التقرير الذي قدمه أمام مجلس وزراء الخارجية في الدول الأعضاء مدى التقدم الذي أحرزته المنظمة خلال العقود الماضية على مختلف المستويات. ولكنه استدرك قائلا «إن المنطقة ما تزال تواجه العديد من التحديات وفي طليعتها محاربة الإرهاب وحماية البيئة وتعزيز التعايش الحضاري المتنوع».

وذكرت مصادر الرئاسة السابقة للمنظمة في بروكسل، أن البيان أشار ايضا إلى أن الأمانة العامة للمنظمة الأوروبية ستنظم مؤتمراً آخر سيخصص لمناقشة أبعاد وخلفيات مشكلة التمييز العنصري والديني ضد المسلمين الذين يعيشون في مناطق الدول الأعضاء. وكان موراتينوس، ولدى استقباله وفدا من ممثلي منظمات المجتمع المدني في الدول الأعضاء، أكد على أهمية تعزيز ظاهرة التعددية الثقافية والدينية والعرقية في المجتمعات التي تتسم بالتنوّع، وتعهد بأن «يتصدر تحقيق هذا الهدف قائمة الأولويات في خطة عمله خلال تولي إسبانيا لرئاسة المنظمة الأوروبية هذا العام». وشدّد على القول «إن التنوّع هو من أهم المصادر لإثراء مجتمعاتنا ومن أبرز خصائصها». وكشف رئيس المنظمة الأوروبية النقاب عن أن المؤتمر الذي سيخصص لمحاربة مشكلة التمييز ضد المسلمين، سيعقد في مدينة قرطبة الإسبانية في وقت لاحق خلال هذا العام. وكانت مدينة قرطبة قد استضافت في يونيو (حزيران) عام 2005 مؤتمراً للمنظمة الأوروبية خُصص لمناهضة معاداة السامية وكافة أشكال التمييز وعدم التسامح.

وكان موراتينوس قد ألقى كلمة أمام آخر اجتماع انعقد في بروكسل خلال فترة الرئاسة البلجيكية، وأكد الوزير الاسباني في كلمته على أن قوة المنظمة الأوروبية مستمدة من طبيعة عملها كمنتدى أوروبي بارز للحوار الأمني ولمناقشة مجمل القضايا الأمنية وذات الاهتمام المشترك على امتداد انتشار رقعة دولها من فانكوفر إلى فلاديفوستوك. وشدّد وزير الخارجية الإسباني بقوله «لدينا التزامات وتعهدات ثابتة وغير قابلة للتغيير أو التبديل في إطار التأكيد بأن دعائم الأمن تتعزز أمام مواجهة التهديدات، وأن التعاون يعمّ ويتكرّس في معالجة المواجهات في المناطق التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية». وأعرب موارتينوس عن اعتقاده القوي بأن «المنظمة الأوروبية بحدّ ذاتها ليست هي النهاية، بل هي وسيلة لتعزيز الأمن والسلم من خلال الحوار من أجل دعم مجموعة من القيم المشتركة في إطار الحرية والديمقراطية وسيادة القانون والنظام». ورأى وزير الخارجية الإسباني أن «المنظمة الأوروبية التي أنشئت على قاعدة التوافق، هي محفل يلتقي فيه ممثلو الدول التي كانت مختلفة، ولكنها نجحت في التغلب على اختلافاتها، وتمكنت من توحيد أهدافها المشتركة». وفي هذا السياق، أكد موراتينوس «ان المنظمة الأوروبية لا تؤمن بحل المشاكل من خلال المواجهات، أو العزل أو فرض الحلول عن طريق القوة بل عن طريق الحوار». وخلص موارتينوس إلى القول «نحن نقبل حقيقة المنازعات، بأننا جميعاً نشترك في القيم والمبادئ، ولذلك ينبغي علينا أن نساعد بعضنا البعض على قاعدة الحوار البناء والاحترام المتبادل لخصائص كل دولة من الدول الأعضاء».