آلاف المؤتمرين يختارون ساركوزي مرشحاً للرئاسة الفرنسية

3 عقبات لا تزال في طريق مرشح اليمين لمقارعة رويال

TT

يتدفق عشرات الآلاف من أعضاء «الاتحاد من أجل حركة شعبية» اليميني الحاكم اليوم على باريس، من أجل المشاركة في مؤتمر لتنصيب وزير الداخلية نيكولا ساركوزي، مرشحا عن الحزب للانتخابات الرئاسية القادمة. ويأتي هذا التجمع الحاشد ليكرس وزير الداخلية على عرش اليمين من غير منازع، وذلك بعد أن أعلنت وزيرة الدفاع ميشال أليو ماري الليلة قبل الماضية انسحابها من السباق الرئاسي، ووضع قدراتها وخبرتها بتصرف المرشح الرسمي للحزب.

ومع إعلان ساركوزي مرشحا رسميا للحزب، تنطلق الحملة الرئاسية الجدية. وينتظر أن يستفيد وزير الداخلية من المناسبة الضخمة ليعرض برنامجه الذي سيخوض على أساسه المنافسة الانتخابية. وتشكل كلمة «انقطاع» مفتاحه السحري إذ سيلتزم انتهاج سياسة مختلفة عن السياسات التي عرفتها فرنسا حتى الآن في كافة الميادين علما أنه ومع هذه الانطلاقة تبدأ «الأمور الجدية» التي ستقود الناخبين الى الدورة الأولى في 22 أبريل (نيسان) القادم. وحتى الآن، تظهر استطلاعات الرأي، إما تعادلا بين مرشح اليمين والمرشحة الاشتراكية سيغولين رويال، أو تقدما طفيفا لهذه الأخيرة في الدورة الانتخابية الثانية التي ستجرى في 6 مايو (أيار). وثمة ثلاثة «مخاطر» تتهدد وزير الداخلية أولها الغموض الذي ما زال يحيط بالموقف الذي سيتخذه الرئيس جاك شيراك. وفي الأيام الأخيرة، كرر شيراك أنه لن يعلن موقفه قبل أسابيع. والرأي السائد أن شيراك لن يترشح لولاية ثالثة. وأوضح الأدلة على ذلك أن ألان جوبيه، «ابنه الروحي» والأقرب اليه أعلن دعمه لساركوزي. وما كانت أليو ماري تنسحب من السباق وتعلم وقوفها الى جانب المرشح الرسمي لو كانت لديها أية مؤشرات تدل على احتمال ترشح شيراك. وفي أي حال، سيكون من الصعب على شيراك أن يتجاهل تنصيب ساركوزي من قبل الحزب الذي أوصل شيراك الى سدة الرئاسة عام 2002.

أما الخطر الثاني فيتمثل في موقف رئيس الحكومة دومينيك دو فيلبان الذي ما زال «يناور». ورغم أن دو فيلبان سيأتي اليوم الى مؤتمر الحزب، إلا أنه لن يستمع الى خطاب ساركوزي كما أنه رفض المشاركة في الاقتراع الالكتروني الأخير، بحجة أنه رئيس للحكومة وأنه لن يعلن موقفا طالما لم يوضح شيراك خططه. لكن دو فيلبان، في الوضع السياسي القائم يمينا ليس في وضعية تؤهله لمنافسة ساركوزي. ويدفع رئيس الحكومة باتجاه خروج ساركوزي من الحكومة وتسمية وزير مكانه لتتاح للمرشح فرصة الانصراف لحملته الانتخابية. لكن ساركوزي ما زال يتمهل بسبب أهمية منصب وزير الداخلية الذي يعد المشرف الفعلي على الانتخابات.

ويمثل مرشح اليمين المتطرف وزعيم الجبهة الوطنية جان ماري لوبن الخطر الثالث على ساركوزي، كما على سيغولين رويال. ففي الانتخابات الرئاسية الماضية، سبق لو بن المرشح الاشتراكي ليونيل جوسبان وتنافس في الدورة الثانية مع شيراك. وحتى الآن، تظهر استطلاعات الرأي أن لو بن يأتي بعيدا وراء رويال وساركوزي. لكن حملته الرسمية لم تبدأ بعد وأفكاره المتطرفة تكسب مزيدا من التأييد أو التفهم لدى الناخبين الفرنسيين.