المنسق الأميركي الجديد لإعادة إعمار العراق: مهمتي في بغداد لن تتجاوز 6 أشهر

كارني أكد لـ «الشرق الأوسط» أنه سيعمل على تصحيح «الأخطاء»

TT

عبر تيموثي كارني الذي عين منسقاً لإعادة اعمار العراق، عن «تفاؤل قوي» بنجاح مهمته الجديدة في بغداد؛ وهي المهمة التي قال عنها الرئيس الاميركي جورج بوش إنها تهدف الى «التوصل الى نتائج أفضل لصرف المساعدات الاقتصادية في العراق».

بيد أن كارني شدد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أن العراقيين هم الذين يجب أن يحرصوا على إعادة اعمار بلادهم، وان دور الاميركيين يهدف الى مساعدتهم. وقال «كل شيء سيعتمد عليهم في نهاية الامر». وأبدى كارني تحفظاً في التطرق الى تفاصيل مهمته في العراق، وقال إنه يجمع المعلومات حالياً حول ما هو مطلوب القيام به، لكنه قال إنه سينتقل الى العاصمة العراقية الشهر المقبل. وزاد «لا أدري ما إذا كان ذلك سيكون في الاسبوع الاول او الاخير، لكن المؤكد أنني سأكون هناك خلال فبراير (شباط)».

ويعتقد أن تيموثي كارني العائد الى بغداد سيسعى الى «إصلاح الأخطاء» التي ارتكبها بول بريمر، وكذا أحمد الجلبي بشأن مسألة «اجتثاث البعث» التي عارضها كارني عندما ذهب في المرة الأولى الى بغداد في ابريل (نيسان) 2003 ليدير وزارة الصناعة والمعادن العراقية، لكنه اختلف مع بريمر الذي ظل مشدوداً الى نصائح الجلبي.

وقال تيموثي كارني في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» على هامش تقديمه الليلة قبل الماضية لكتاب حول السودان في اكسندريا (ولاية فرجينيا) «الأولوية ستكون لإعادة الخدمات، خاصة إمدادات الكهرباء والمياه». ورداً على سؤال حول الفترة التي يعتقد أنها كافية لإنجاز مهمته الجديدة، قال تيموثي كارني «الأمر لن يتعدى ستة أشهر»، وأوضح «العمل الأساسي يجب ان يقوم به العراقيون».

وسيتولى تيموثي كارني الإشراف على إنفاق 18.4 مليار دولار خصصت طبقاً لاستراتيجية الرئيس الاميركي جورج بوش لإعادة إعمار العراق. وعلى الرغم من تعيينه في منصبه الجديد، فإن تيموثي كارني، الذي سبق له ان عمل سفيراً في الخرطوم حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 1997، فإنه لم يلغ لقاء مع الجالية السودانية في واشنطن لتقديم كتاب ألفه بعنوان «السودان..الأرض والناس». وخلال اللقاء دعا الى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين واشنطن والخرطوم، وتوقع ان ينفصل الجنوب عن الشمال إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه بشأن تعثر تطبيق اتفاقية نيفاشا، وانتقد معالجة الأوضاع في دارفور من طرف الحكومة السودانية أو المجتمع الدولي.

وتجنب تيموثي كارني الحديث عن تفاصيل مهمته الجديدة في العراق، لكنه تحدث عن ضرورة «تصحيح الأخطاء». وقال تيموثي كارني لـ«الشرق الاوسط» إنه سيجري عدداً من اللقاءات في واشنطن قبل ان يتوجه الى العراق. وفي إشارة الى اعتراضه على قانون اجتثاث البعث، قال مازحاً «بالطبع انت لست من قدماء حزب البعث حتى تسعى للقاء بي». وكان تيموثي كارني راضياً عن الملف الذي نشرته عنه صحيفة «واشنطن بوست»، حيث تصدر الصفحة الاولى في عدد الاحد الماضي مع صورته واقتباس من أقواله مفاده «هناك الكثير من الأمور المهمة التي كان علينا إنجازها (في العراق) مثل تشغيل المصانع ودفع الأجور»، وقال «ستجد كل ما تريد في ذلك الملف وليس لدي ما أقوله لك هذه الأمسية، لأنني لم أذهب بعد الى بغداد».