مسؤول سعودي: إيران طلبت مساعدة السعودية لتخفيف التوتر مع واشنطن

أحمدي نجاد: سنوسع منشآت التخصيب في ناتنز قريبا جدا

TT

قال مسؤول سعودي إن إيران طلبت من المملكة العربية السعودية المساعدة في تخفيف حدة التوتر بين الجمهورية الايرانية والولايات المتحدة في رسالة سلمها علي لاريجاني كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات النووية الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وتأتي الرسالة التي بعث بها المرشد الأعلى لإيران أية الله علي خامنئي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في وقت يتزايد فيه التوتر بشأن التدخل الإيراني في العراق وبرنامج ايران النووي. ويأتى ذلك فيما قال الرئيس الإيراني امس خلال زيارته الى الاكوادور «ان ايران ستوسع منشات التخصيب في ناتنز قريبا جدا». وقال مسؤول سعودي فى تصريحات لوكالة «رويترز» أمس ان ايران تريد من السعوديين توصيل رسالة حسن نوايا لواشنطن. واضاف المسؤول ان ايران تريد من السعودية المساعدة في تقريب وجهات النظر بين ايران والولايات المتحدة لكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل. وكان من المتوقع وصول وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لاجراء محادثات في الرياض ليل امس وصباح اليوم. وقالت دول الخليج العربية الشهر الماضي إنها ستمضي قدما في انشاء برنامج مدني للطاقة النووية. وتقول ايران ان برنامجها النووي مكرس لأغراض سلمية لكن الولايات المتحدة تقول انه برنامج مستتر للتسلح النووي. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مطلع الأسبوع انه يأمل في ان يسمع من رايس توضيحات بشأن استراتيجية بوش الجديدة. وعلى صعيد آخر، افاد مصدر في الرئاسة الجزائرية ان الرئيس الإيراني سيلتقي اليوم نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة خلال توقفه الرئيس الإيراني في العاصمة الجزائرية لأسباب تقنية في طريق عودته من الإكوادور. وأضاف المصدر ان احمدي نجاد سيجري مناقشات مع الرئيس بوتفليقة في مطار الجزائر لكنه لن يدلي بأي تصريح. ولم يعط المصدر اي توضيحات حول الوجهة التي سيقصدها احمدي نجاد بعد توقفه في الجزائر. ووصل احمدي نجاد ليل أول من امس الى الاكوادور للمشاركة في احتفالات تنصيب الرئيس المنتخب الجديد رافاييل كوريا.

وكان الرئيس الإيراني بدا جولة في اميركا اللاتينية بزيارة الى الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي يدعم البرنامج النووي الإيراني.

ودعا احمدي نجاد في الإكوادور للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس المنتخب الجديد كوريا، نظيره الاكوادوري الى زيارة طهران. وأعلن احمدي نجاد لدى وصوله الى فندق في كيتو اثر زيارة قصيرة الى نيكاراغوا «نحن مهتمون كثيرا بهذه الزيارات في اطار العلاقات الدولية وبتوسيع وتعميق العلاقات مع دول أميركا اللاتينية وكافة دول العالم والإكوادور بشكل خاص».

وألقى احمدي نجاد مجددا بمناسبة حفل تنصيب لاختصاصي في الاقتصاد رافاييل كوريا اليساري المناهض لليبيرالية والذي انتخب في نوفمبر (تشرين الاول) الماضي، الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز ونظيره الاشتراكي البوليفي ايفو مورالس. وعلى صعيد الملف النووي، ابدت طهران أمس تصميمها على مواصلة طموحاتها النووية وعلى نصب ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي على الأقل غداة الخطاب الذي القاه الرئيس الاميركي جورج بوش واعتبر فيه ان ايران تشكل «تهديدا» على المنطقة. وأعلن الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام أمس في تصريحه الصحافي الأسبوعي «نتجه نحو انتاج الوقود النووي الذي هو بحاجة الى ثلاثة آلاف أو حتى أكثر من اجهزة الطرد المركزي». وأضاف ان «هدفنا هو تأمين احتياجاتنا الصناعية ونحن نمضي في هذا الاتجاه». وتابع «نقوم باستكمال برنامحنا وسنعلن عنه في فترة قصيرة خلال عشرية الفجر» التي تنظم فيها الاحتفالات بذكرى انتصار الثورة الايرانية عام 1979 بين 1 و11 فبراير (شباط). وأوضح الهام ان مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ابلغوا «بالأعمال التي تم انجازها». وقامت ايران بتركيب سلسلتين من 164 جهاز طرد مركزي في نطنز لتخصيب اليورانيوم لانتاج الوقود الضروري لتشغيل محطات نووية مدنية. وتؤكد ايران ان هذا البرنامج لأغراض مدنية بحتة الا ان الولايات المتحدة تخشى من ان يكون ستارا لاغراض عسكرية.

وتبدو تصريحات الهام وكأنها تحديا للأسرة الدولية، خصوصا انها تأتي غداة اتهامات اميركية جديدة لإيران وخصوصا لدورها في زعزعة استقرار العراق. فقد أعلن بوش في مقابلة مع شبكة «سي بي اس» ان «فشلا في العراق سيعزز موقع ايران التي تشكل تهديدا كبيرا على السلام في العالم».