مسؤول صيني: لا ضغوط أميركية على السودان من خلال بلادنا بشأن دارفور

نفى أي علاقة لزيارته الخرطوم بزيارة مبعوث أميركي لبكين

TT

بدا مساعد وزير الخارجية الصيني جاي جيوان امس زيارة رسمية للسودان، بعد يومين فقط من زيارة قام بها المبعوث الاميركي الخاص للسودان اندرو ناتسيوس الى بكين، حصل خلالها على تعهدات صينية حول حمل الحكومة السودانية على الالتزام بالقرارات الدولية الخاصة بإنهاء الأزمة في إقليم دارفور المضطرب.

ولكن المسؤول الصيني سارع الى نفي أية صلة بين زيارته للخرطوم وزيارة المبعوث الأميركي ناتسيوس لبكين، كما نفى وجود أية ضغط اميركي على السودان من خلال بلاده بشأن ملف دارفور.

وعلى النسق ذاته، قال المسؤولون في الحكومة السودانية ان زيارة المسؤول في الخارجية الصينية للخرطوم، تأتي في إطار التحضيرات لزيارة سيقوم بها الرئيس الصيني، هو جينتاو للخرطوم مطلع الشهر القادم وفي اطار العلاقات المتميزة بين البلدين.

وقال جيوان عقب مباحثات أجراها مع علي كرتي وزير الدولة بالخارجية السودانية امس «لا يمكن أن نقوم بالضغط على السودان بدلا عن آخرين لا في الماضي ولا في المستقبل». وأكد جيوان حرص بلاده على المعالجة السلمية لقضية دارفور، وأضاف أن زيارته تهدف للتشاور مع المسؤولين السودانيين حول الكثير من القضايا التي تتصل بالعلاقات الثنائية وإمكانية تطويرها في كافة المجالات، ولم تأت بناء على اقتراح من المبعوث الأميركي. وقال مساعد وزير الخارجية الصيني، إن هنالك مبادئ ومقدمات لمعالجة قضية دارفور ترتكز على احترام سيادة وسلامة الأراضي السودانية، الحل السياسي عبر الحوار والمفاوضات وموافقة الحكومة السودانية على كيفية مساعدة المجتمع الدولي لمعالجة القضية.

واعتبر أن قضية دارفور الآن تمضي في تقدم «إيجابي»، وأضاف «بفضل الجهود المشتركة من الأطراف المعنية وبدعم المجتمع الدولي ستعالج قضية دارفور بالتدريج وبأسرع ما يمكن».

وأكد أن سياسة بلاده الخارجية سياسة سلمية مستقلة تدعو لإقامة علاقات مع جميع الدول على أساس التعايش السلمي، مشيرا للعلاقات الجيدة التي تربط الصين بالولايات المتحدة دون أن تكون على حساب العلاقات مع الدول الأخرى. وقال إن علاقاتنا مع السودان علاقات صداقة وتعاون، واصفاً أنها أزلية وتاريخية ومتينة.

من جانبه، قال علي الصادق الناطق الرسمي باسم الخارجية في تصريحات صحافية، امس، إن الزيارة الحالية لمساعد وزير الخارجية الصيني للبلاد تأتي في إطار التحضير لزيارة الرئيس الصيني.

وذكر الصادق أن المبعوث الصيني حدد مواقف بلاده في تعاملها مع قضية دارفور في ظل الزيارة التي قام المبعوث الأميركي إلى بكين مؤخراً للضغط على السودان، وتتمثل مواقفها في احترام استقلال السودان وسيادته على أراضيه، وأن أي تسوية يجب أن تأخذ في الاعتبار موافقة الحكومة السودانية، واعتماد الحوار السياسي سبيلا وحيداً لحل مشكلة دارفور، وأن فرض أي عقوبات على السودان سيزيد الأمور تعقيداًَ، وأن لا تقتصر الضغوط الدولية على الحكومة السودانية ويتوجب ممارستها على الحركات المسلحة في دارفور، وينبغي تشجيع الحكومة على الجوانب الايجابية التي حققتها في دارفور بدلا عن تناول الجوانب السلبية وتضخيمها بما لا يتواءم مع الواقع. الى ذلك، ساد التذمر معسكر «كلمة» أكبر معسكرات النازحين في جنوب دارفور، على خلفية تأهب سلطات الولاية لتنفيذ حملة داخل المعسكر الذي يضم اكثر من «50» ألف نازح لجمع السلاح غير المشروع.

ودعا مشايخ النازحين بمعسكر كلمة بولاية جنوب دارفور لجنة أمن الولاية، الى عدم دخول المعسكر، مؤكدين رفضهم التام لهذه الخطوة. وقال الناطق الرسمي باسم المشايخ عبد الباقي زروق من داخل المعسكر، ان هناك حشوداً عسكرية حول المعسكر استعداداً لدخول المعسكر اليوم بحجة تفتيش المواطنين وجمع الاسلحة الموجودة، مؤكداً أن المعسكر خال من أي سلاح.