عبد الله بن زايد: اللقاء مع رايس اليوم يركز على ضرورة نزع سلاح المليشيات في العراق

نفى عدم تعاون الإمارات مع لجنة التحقيق في اغتيال الحريري

TT

قال وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أمس انه ونظراءه في دول مجلس التعاون ومصر والاردن سيركزون خلال لقائهم اليوم مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في الكويت على ضرورة العمل بفعالية اكبر لنزع سلاح المليشيات المسلحة من مختلف الفئات في العراق. ورداً على اسئلة لـ«الشرق الاوسط» في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الايطالي ماسيمو داليما الذي اختتم امس زيارة لدولة الامارات، قال الشيخ عبد الله ان المليشيات المسلحة والقوات غير النظامية هي أساس المشكلة الامنية في العراق. واعتبر انه «من دون انهاء هذه الظاهرة لا يمكن ان نشهد الاستقرار والامن هناك». واوضح ان وزراء خارجية مجلس التعاون ينتظرون من رايس شرحا مفصلا حول استراتيجية الرئيس الاميركي جورج بوش الجديدة في العراق.

وابدى الشيخ عبد الله بن زايد تفهماً حذراً للانتقادات التي عبر عنها وزير الخارجية الايطالي لإعدام كل من برزان التكريتي ـ الاخ غير الشقيق ـ للرئيس العراقي السابق صدام حسين والرئيس السابق لمحكمة الثورة عواد البندر. وكان الوزير الايطالي قد قال إن بلاده تعارض احكام الاعدام، وإن اعدام برزان والبندر يثير ذات الانطباعات السلبية التي عبرت عنها ايطاليا عند اعدام الرئيس السابق صدام حسين. وابدى اسفه لان الحكومة العراقية تجاهلت النداءات لوقف تنفيذ احكام الاعدام التي قال انها لا تساعد على اعادة الاستقرار الى العراق. ونفى الوزير الاماراتي ما أثير عن ان دولة الامارات كانت من بين عشر دول لم تتعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، قائلا ان «دولة الامارات تعاونت وتتعاون مع كل قرار ومنظمة دولية، وان هذا جزء من سياسة ثابتة لها». وقال ان على الذي يثير هذه الاتهامات ان يعلم ان «من بيته من زجاج لا يجب ان يرمي الاخرين بالحجارة»، دون ان يوضح الجهة التي يقصدها. ورفض الشيخ عبد الله في هذا الشأن فكرة الدولة الفلسطينية ذات الحدود المؤقتة، قائلاً ان الرئيس الفلسطيني تعرض الى هذا السؤال ورفض الفكرة والموقف العربي ينسجم في هذا مع الموقف الفلسطيني. واشار الى ان فكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة غير مقبولة وغير عملية، مضيفاً انها تفتقر الى الوضوح ولا تستجيب لرغبة الفلسطينيين في قيام دولة تضمن الاستقرار والامن لهم وتكون الاساس لبناء ازدهار وسلام دائم. واعتبر ان على المجتمع الدولي ان يرمي بثقله من اجل اجبار اسرائيل على التخلي عن الاراضي غير التابعة لها وتعطي للمنطقة فرصة الاستقرار وتلبي حاجة الفلسطينيين لقيام دولة حقيقية وليس ما وصفه بـ«الوهم والبريق البروتوكولي». من جانبه، قال الوزير الايطالي ان المنطقة تتوفر فيها الآن ارادة للاستقرار وتحقيق السلام، وهو امر يوفر «فرصة للتحرك الجاد من اجل السلام». وقال ان من بين اهم الخطوات لعزل الارهاب الاصولي ومحاربته تحسين ظروف الحياة في المنطقة ومقاربة القضايا التي توجد مشاعر القلق والغضب؛ وعلى رأسها الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي. واعلن داليما ان ايطاليا تعمل من اجل اطلاق مبادرة جديدة لحل الصراع في المنطقة قائمة على توفير التزام دولي اكبر في هذا الشأن، لكنه رفض ان يحدد الافكار التي سيعرضها على نظيرته الاميركية رايس عندما يلتقيها الشهر المقبل. واتفق الوزيران الاماراتي والايطالي على ان علاقات بلديهما في طريقها الى مرحلة جديدة من الازدهار. وقال الشيخ عبد الله في رده على سؤال لـ«الشرق الاوسط» ان الخلافات التجارية والاقتصادية مع الجانب الايطالي اصبحت من الماضي، وان العلاقات بين البلدين تشهد حاليا ازدهارا على المستوى الاقتصادي والاستثماري، مشيراً الى ان الامارات هي اكبر شريك تجاري عربي لايطاليا حيث يقدر التبادل بين البلدبين بما يزيد على مليارين ونصف المليار دولار.