رايس تختتم زيارتها إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية باتفاق لعقد اجتماع ثلاثي مع أبومازن وأولمرت في فبراير المقبل

بحثت مع مبارك إحياء عملية السلام وخطة بوش

TT

توجت جولة وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، في المنطقة أمس باتفاق على عقد لقاء ثلاثي يضمها الى جانب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبومازن)، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود أولمرت، ويعقد في فبراير (شباط) المقبل.

وكانت رايس قبل ان تنطلق الى القاهرة، أمس، قد التقت مع أولمرت في اجتماع دام أكثر من ثلاث ساعات، نصفها في لقاء ثنائي. وقالت مصادر إسرائيلية عليمة ان البحث دار في الأساس حول المطالب الفلسطينية التي طرحها أبومازن أمام رايس بضرورة إحداث انعطاف حاد في الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في المنطقة. واتفق على اتخاذ سلسلة إجراءات لتسهيل الحياة على الفلسطينيين، بدعوى ان هذه الإجراءات تساعد أبومازن في مواجهة حركة «حماس»، مثل تحرير الأموال (أولمرت كان قد وعد أبومازن في لقائهما الأخير بتحرير 100 مليون دولار من أموال الجمارك الفلسطينية المحتجزة لدى اسرائيل، لكنه لم يحرر منها سوى 20 مليونا قدمت الى المستشفيات الفلسطينية في القدس الشرقية)، وإزالة 29 حاجزا عسكريا إسرائيليا في الضفة الغربية، لكن تبين ان اسرائيل أزالت خمسة حواجز لكنها أعادت أربعة منها وأنها لم تخفف عمليات التفتيش المذلة في الحواجز الأخرى.

وقال مصدر فلسطيني ان رايس أمضت وقتها مع أبومازن بالاستماع بالأساس الى شكاويه، وإنها قالت إنها تحتاج الى مزيد من الوقت حتى تنتقل الى قضايا عملية كبرى. وعقب على ذلك بقوله ان «كل إجراء إسرائيلي للتخفيف عن الفلسطينيين مهم ومهم للغاية مثل إزالة حاجز عسكري، فذلك يخدم ألوف الفلسطينيين ويحل مشاكل حياتية كبرى لهم، ولكن هذه إجراءات تظل في إطار «الفتات»، أمام احتياجات الفلسطينيين لرؤية تحركات جدية تبعث الآمال بالانفراج وتدفع بالمسيرة السياسية الى الأمام». وفي اسرائيل كشف النقاب عن أن رايس ستعود الى المنطقة في زيارتين أخريين خلال الشهرين المقبلين وأنها تخطط لطرح مبادرة سياسية في أبريل (نيسان) المقبل.

ورغم ان أبومازن أبلغ رايس بمعارضته طرح مبادرات لتسويات مرحلية وحدود موقتة، فإن مبادرة رايس ستعتمد بالأساس على هذا النوع من التسويات بدعوى ان الطريق الى الدولة الفلسطينية يجب أن يتم بالتدريج وأن لا يسجل على لائحة إنجازات «حماس».

وفي الاقصر جنوب مصر اجتمعت رايس مع الرئيس مبارك، واحتلت قضية إحياء عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط صدارة مباحثاتهما. وقالت الوزيرة الأميركية للصحافيين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها المصري أحمد أبوالغيط «ان اللقاء مع الرئيس مبارك تركز على استمرار العمل من اجل تأسيس الدولة الفلسطينية». وأكدت «أهمية إجراء مناقشات حول قضايا واسعة والعمل على خريطة الطريق لتأسيس دولة فلسطين»، وأضافت: «لقد تحدثنا كذلك عن الوجود الاميركي في العراق وسنواصل المناقشات حول خطة الرئيس بوش اثناء التنفيذ»، وقالت «اننا نناقش خطة للسلام في الشرق الأوسط واتوقع زيارة الوزير عمر سليمان لواشنطن خلال اسابيع». وردا على سؤال حول ما استمعت اليه بالأمس وأول من أمس بالنسبة لعملية السلام، قالت رايس: «سوف نزيد من المشاركة الأميركية ونساعد الأطراف على المضي قدما لتنفيذ خريطة الطريق وتأسيس الدولة الفلسطينية، ونقدر رغبة كل من عباس واولمرت في المناقشات حول ترتيب الاوراق بعد توقف استمر لمدة ست سنوات»، وأضافت: «من الحكمة ان نبدأ بمناقشات غير رسمية ثم ننظم مباحثات رسمية بعد ذلك ونحن نعمل مع المصريين في القضايا الموجودة يوميا، ومصر تقوم بتدريب قوات الأمن الفلسطينية، كما تقدم دعما سياسيا كبيرا لمحمود عباس وكذلك سعي مصر لإطلاق الجندي الاسرائيلي»، وأكدت رايس: «أن مصر شريك أساسي في عملية السلام».