محامو الدفاع: أكدوا لنا أن الإعدام لن ينفذ قبل ساعة من حدوثه

مسؤول أميركي طلب من بدر عواد البندر الصلاة على والده

TT

انتقد محامو الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ورفاقه، تنفيذ الاعدام في حق الاخ غير الشقيق لصدام برزان التكريتي ورئيس محكمة الثورة سابقا عواد البندر فجر امس، قائلين انهم تلقوا تأكيدات حتى اللحظات الأخيرة بأن الإعدام لن ينفذ، ومعتبرين ان المعلومات عن انفصال رأس برزان خلال تنفيذ عملية الاعدام دليل على ان العملية كانت انتقامية. وقال عصام الغزاوي أحد محامي الدفاع عن صدام حسين ورفاقه في اتصال مع «الشرق الاوسط» من عمان، إن بدر عواد البندر لم يبلغ مسبقا عن إعدام والده، وهو يقيم في المنطقة الخضراء منذ عشرة أيام «انتظارا للتطورات القانونية». وأضاف ان بدر البندر المقيم بين عمان ودمشق انتقل الى بغداد مع فريق الدفاع (هو احد وكلاء صدام حسين ايضا) الى بغداد قبل عشرة ايام وفضل البقاء هناك في المنطقة الخضراء، في حين أن فريق الدفاع زار برزان والبندر قبل أسبوعين ثم عاد الى بغداد ليزورهما مجددا يوم الجمعة الماضي.

وقال الغزاوي انه زار بغداد برفقة المحامي الايطالي جيوفاني دي ستيفانو والمحامي العراقي بديع عارف عزت الى جانب بدر عواد البندر.

وشدد الغزاوي على ان فريق الدفاع قدم كل الاوراق القانونية اللازمة لحضور عملية الاعدام «لنتأكد من ان الأمور تسير بشكل قانوني»، معتبرا أن المعلومات عن انفصال رأس برزان التكريتي عن رقبته خلال عملية الاعدام «دليل على انهم مثلوا بالجثة بعد الإعدام». وأكد أنه كان قد تلقى تأكيدات من مسؤولين بينهم كاميران قره داغي المتحدث باسم الرئيس العراقي جلال طالباني، ان الاعدام لن يحصل.

وقال «آخر اتصال أجريناه كان في الساعة الرابعة صباحا، وقيل لنا ان الاعدام لن يحصل وقد نفذ بالفعل الساعة الخامسة فجرا». ووصف بديع عارف عزت، أحد المحامين في هيئة الدفاع، الساعات التي سبقت تنفيذ حكم الاعدام، إذ كان برفقة بدر عواد البندر أثناء إقامته المؤقتة في المنطقة الخضراء ببغداد. وقال عزت في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من المنطقة الخضراء، إن احد الأميركيين أبلغه بشكل غير رسمي مساء اول من امس، بان يطلب من بدر البندر الصلاة على والده لأنه سيعدم يوم غد (أمس). وقال المحامي عزت إنه طلب من بدر البندر الصلاة على والده، وقال إنه شعر بالصدمة في بداية الأمر، إلا انه سرعان ما قال إن والده شهيد وانه فخور به.

وقال عزت إنهم تبلغوا تنفيذ حكم الإعدام بحق برزان والبندر من قبل الأميركيين في الساعة السابعة صباحا بتوقيت بغداد أمس. وقال إن بدر البندر، وهو أيضا موكل عن والده في قضية الدجيل، شعر بالصدمة وسأل الاميركيين عن جثمان والده وكيفية تسلمه.

ووفقا للمحامي بديع عارف عزت، فان حكم الاعدام نفذ في ذات المكان الذي أعدم فيه الرئيس العراقي السابق صدام حسين منذ أكثر من أسبوعين، وهو مقر الاستخبارات العسكرية في منطقة الكاظمية التي تعرف بالشعبة الخامسة سابقا.

وأضاف عزت أنه بعد مرور عدة ساعات ذهب بدر البندر لتسلم جثة والده برفقة عدد من الاميركيين، وقد أخذ كاميرا معه لتصوير الجثمان. وأكد أن البندر سيدفن في مدينة تكريت، إلا انه لم يؤكد ما إذا كان سيدفن بجوار صدام حسين وهو الطلب الذي تقدم به عواد البندر قبل إعدامه.

وبحسب المحامي عزت، فان عواد البندر كان قد طلب من نجله بأن يسأل المدعي العام أن ينفذ حكم الاعدام وهو يرتدي اللباس العربي الجلباب العريض والعقال. كما طلب من ابنه عدم البكاء وقال إنه شهيد. وبصدد تنفيذ حكم الاعدام ببرزان التكريتي، قال بديع عارف عزت إن لديه معلومات غير مؤكدة بأن برزان تشاجر مع الحضور قبيل تنفيذ الحكم ووجه الشتائم للحاضرين ووصفهم بالخونة والعملاء؛ الامر الذي لم يستبعده عزت. وكان علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية، قد صرح في مؤتمر صحافي عقده ببغداد بعد ساعات من تنفيذ حكم الإعدام، أن رأس برزان قد انفصل عن جسده عند شنقه، الأمر الذي أثار الشكوك لدى هيئة الدفاع عن صدام وبقية المتهمين بأنه ربما يكون قد نحر.

وفي تونس، قال المحامي التونسي أحمد الصديق أحد أعضاء فريق الدفاع، إنه فوجئ بتنفيذ حكم الاعدام الذي وصفه بأنه «إعدام للقانون».

كما وصف قصة انفصال رأس التكريتي عن جسمه عند شنقه «بالعجيبة والغريبة».

وقال المحامي التونسي في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية «كنت على اتصال الأحد مع محامي بندر والتكريتي، ولم يكن لديهما علم وإشعار بتنفيذ حكم الإعدام في حقهما». وأشار الى ان «الحكومة العراقية ما زالت تمارس سياسة الهروب الى الأمام في التعامل مع موضوع الإعدام بمنطق التشفي من دون احترام الاجراءات القانونية وأولها إعلام محامي من سيتم فيه تنفيذ الحكم». واعتبر الصديق أن «كل الخروقات التى حصلت قبل فجر الثلاثين من ديسمبر(كانون الاول) الماضي (إعدام صدام) وحتى فجر اليوم تشكل إعداما للقانون»، ورأى في ذلك «خطرا فادحا سيؤثر على أجيال من العراقيين والعرب والمسلمين لاحقا».