نائب وزير الدفاع: إسرائيل ستضطر لإطلاق سراح البرغوثي

في محاضرة عن الخريطة السياسية الداخلية للشعب الفلسطيني

TT

في تصريح فريد، أعلن نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، أفرايم سنيه، ان حكومته ستضطر الى اطلاق سراح قائد حركة فتح في الضفة الغربية، وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني، مروان البرغوثي، رغم الحكم الصادر بحقه بالسجن خمسة مؤبدات، بعد إدانته بالمسؤولية المباشرة عن قتل خمسة إسرائيليين.

وقال سنيه، الذي كان يتحدث في محاضرة أمام مجموعة من جنرالات الجيش والشرطة والمخابرات السابقين، الليلة قبل الماضية، ان البرغوثي هو القائد الأكثر شعبية في صفوف الفلسطينيين، وإن الأخطاء الإسرائيلية في التعامل معه كانت أحد الأسباب لبناء شعبيته. ولم يعد ممكنا إبقاؤه في السجن بلا حدود. فقاطعه أحد الحاضرين قائلا: ولكنكم تقعون اليوم بنفس الأخطاء وتبنون قوة حماس، فرد بالنفي وقال: «لا يمكن لأحد أن يبني قوة لحماس، لأنها ترتكب أخطاء متواصلة تقلل من شعبيتها. فهي تدير سياسة عنيدة متحجرة وتبني رصيدها على زيادة الضائقة لدى الناس وتوسيع رقعة الفقر وتعميق اليأس وقتل الأمل، بغرض دفعهم دفعا الى الإرهاب. وهذا يتناقض مع رغبة الفلسطينيين وقدرتهم على الاحتمال».

وكان الجنرالات المذكورون المنضوون تحت لواء تنظيم «مجلس السلام والأمن»، قد دعوا سنيه ليتحدث عن الخريطة السياسية الداخلية للشعب الفلسطيني، والطريق الذي يسير فيه. فقال ان الفلسطينيين يعيشون صراعا داخليا مريرا، انفجر مؤخرا بحجم ضخم لم يحسن أحد تقدير حجمه من قبل. وتفاقم هذا الصراع يوضح للفلسطينيين مدى الخطأ الذي ارتكبوه حينما انتخبوا حماس. فهذه حركة لا تعرف بالضبط ما الذي تريده. وتكشف عن ضعف شديد يجعلها تتأرجح بين التأثير الإيراني والتأثير السوري، وتؤكد بذلك ما يقال في الشارع الفلسطيني، من أن حساباتها الأساسية خارجية. ولذلك ليس لها مستقبل. وقال سنيه ان اسرائيل ليست معنية بالتدخل في الشؤون الفلسطينية الداخلية، ولكنها تستطيع تعميق أزمة حماس، بواسطة الإصرار على مقاطعتها من جهة وبناء الآمال لدى الفلسطينيين بأن طريق السلام ممكن، وذلك بالعمل اليومي على تشجيع الحوار والتفاوض وتقديم التسهيلات لحياتهم. وأضاف: «على الإسرائيليين أن يعتادوا رؤية الحكومة تتخذ إجراءات وقرارات غير عادية، مثل اطلاق سراح البرغوثي وغيره. فإذا كانت هناك مشكلة قضائية في الموضوع، كعدم قدرة الحكومة الإسرائيلية على اطلاق سراح البرغوثي، كون الحكم ضده صادر عن محكمة مدنية، والوحيد المخول بالعفو عنه هو رئيس الدولة العبرية، والرئيس الحالي، موشيه قصاب، أكد أكثر من مرة أنه لن يصدر عفوا كهذا، فإن الحكومة ستجد حلا مناسبا لها، وهو التلميح الى ان قصاب سيضطر الى ترك منصبه بسبب تورطه في قضايا الاعتداءات الجنسية على موظفاته، وأن الرئيس المقبل سيكون من الشخصيات التي توافق على اطلاق البرغوثي.

يذكر ان الفلسطينيين، الذين أسروا الجندي الإسرائيلي، جلعاد شليط، يطالبون باطلاق سراح البرغوثي وغيره من القادة الفلسطينيين ومئات الأسرى الآخرين لقاء اطلاق الجندي.