استبعد وزير خارجية أفغانستان رنجين دادافار سبانتا بشكل قاطع إمكانية أن تستخدم الولايات المتحدة أفغانستان كقاعدة لشن حملة عسكرية ضد إيران. وقال وزير الخارجية الأفغاني في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته الحالية للقاهرة، «إن أي تقارير تتحدث عن ذلك غير صحيحة، فهناك علاقات ودية وتاريخية تربط أفغانستان بإيران باعتبارها إحدى الدول الإسلامية التي تساهم في اعادة اعمار أفغانستان وإقامة المشروعات وكذلك إعادة بناء الدولة الأفغانية»، نافيا وجود أي خلافات بين بلاده وإيران. ووجه وزير الخارجية الأفغاني اتهامات مباشرة لباكستان بالتدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان ودعم الإرهابيين، قائلا «مصادر الإرهاب توجد داخل باكستان. وهناك العديد من الأماكن التي تسمى مدارس، وهي تستخدم مراكز تدريب وتلقينا عقيديا لعناصر إرهابية، يجب تدميرها ووقف استخدامها من الجانب الآخر من الحدود».
وأضاف «أننا واثقون بأن الدعم الذي يحصل عليه الإرهابيون من باكستان يأتي من داخل الدولة الباكستانية. هناك دوائر داخل الحكومة الباكستانية تنظم التدخلات في الشؤون الأفغانية. ولدينا وثائق تثبت ذلك. وأعرب سبانتا عن أمل كابل في تعاون باكستان على مواجهة الأنشطة الإرهابية. وقال « نأمل ألا تواصل بعض الدوائر استخدام الإرهاب والمجموعات الإرهابية كأداة لسياستها الخارجية» .
ورفض الوزير الأفغاني تحديد رقم بعينه لعدد عناصر تنظيم «القاعدة» داخل الأراضي الأفغانية، إلا أنه قال «إنهم شبكة إرهابية دولية تنتمي عناصرها لدول عديدة مثل الأوزبك والشيشان والأفغان والباكستانيين وبعض دول شمال أفريقيا» . واتهم الوزير المجموعات الإرهابية بتدمير 159 مدرسة في بلاده معظمها مدارس بنات، مشيرا إلى أن سياسة مكافحة الإرهاب ليست فقط عسكرية ولكنها تعليمية واقتصادية لشعب أفغانستان. وقال «إذا نجحنا في ذلك في غضون عام أو عامين، فإننا سنكون قد حققنا إنجازا في حربنا على الإرهاب».
من جهة أخرى، نوه وزير الخارجية الأفغاني بالتعاون الدولي مع بلاده لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار. وأشاد بالدور الايجابي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في عملية إعادة إعمار أفغانستان وتحقيق استقرارها، وبمساهمتها في إقامة طريق هرات ـ قندهار الاستراتيجي البالغ طوله 600 كيلومتر .
وتعد هذه هي أول زيارة رسمية يقوم بها وزير خارجية أفغانستان دادافار سبانتا إلى القاهرة.