دجاج هجين لإنتاج عقاقير مضادة للسرطان

خبير بريطاني: «مفاتحة وكالة الغذاء والدواء الأميركية بهدف اختبار العلاج الجديد»

TT

نجح باحثون في معهد روزلين للابحاث في أدنبره في اسكوتلندا، في انتاج سلالات من الدجاج الهجين الذي يحمل بيضه عقاقير طبية لعلاج السرطان. واشتهر المعهد حول العالم بعد استنساخ باحثيه للنعجة دولي اول حيوان مستنسخ من حيوان بالغ في العالم. وقال نيك وولف، نائب رئيس «اوكسفورد بايوميديكا» للشؤون الاستراتيجية، وهي الشركة التي ساهمت مع معهد روزلين في البحث ان المستقبل يحمل آمالا واعدة في هذا الميدان. واضاف في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» ان باحثي الشركة المتخصصة في الابحاث الطبية البيولوجية التي ولدت قبل عقد من السنين من جامعة اوكسفورد العريقة، ساعدوا باحثي معهد روزلين على انتاج الدجاج الهجين، بتمكينهم من توظيف تقنيات طورتها الشركة لنقل الجينات على فيروسات مهندسة خصيصا سماها «لنتا فيروس» تتيح إدخال المادة الجينية من جسم حي الى خلايا جسم حي آخر. وهذه الفيروسات هي «فيروسات بطيئة اي ان فترة حضانتها طويلة.

وحول مستقبل هذا التطوير العلمي والخطوات العملية للاستفادة منه، قال وولف ان «الخطوة القادمة تتمثل في مفاتحة وكالة الغذاء والدواء الاميركية بهدف السماح باختبار العقاقير الجديدة التي ينتجها الدجاج في بيضه على الانسان «لعلاج حالات التصلب المتعدد».

وقال الباحثون الذين ينشرون نتائجهم في دورية الاكاديمية الوطنية للعلوم الاميركية، ان العقاقير انتجت في زلال (بياض) البيض، لدى خمسة أجيال متتالية من الدواجن الهجينة.

واشاروا في بحثهم الى انه ليس من السهل انتاج مثل هذه العقاقير داخل المختبرات، «اذ ان الكثير من البروتينات التي قد تساعد على الشفاء من امراض مثل الاجسام المضادة أحادية الخلية تنتج في مفاعلات حيوية صناعية، ولكن اقامة هذه النظم تتطلب وقتا كبيرا وتكلف الكثير من المال»، وفقا لما اوردته وكالة رويترز للانباء.

واشرفت على الابحاث التي استمرت سبع سنوات، الدكتورة هيلين سانغ، التي لم يتسن لـ«الشرق الاوسط» الاتصال بها في معهد روزلين. واختار العلماء بروتينين هما «ام.آي.ار.24»، وهو جسم مضاد يمكن ان يعالج الاورام القتامية (سرطان الجلد) والآخر «بي ـ1 ايه»، وهو بروتين من نظام المناعة ضمن عائلة من البروتينات التي تهاجم الأورام والفيروسات. واستخدم العلماء فيروسا لنقل المادة الوراثية منهما الى الحمض النووي لأجنة الدجاج في البيض. وعند فقس البيض، اكتشف الباحثون ان الديوك لديها الحمض النووي الجديد وهو مكتمل في حيامنها.

وربَّى الباحثون الديوك الهجينة مع دجاجات عادية وفحصوا الفراخ الصغيرة الناتجة عن تكاثرها لمعرفة أيها ما زال يحمل المادتين الجينيتين الجديدتين. وأصبح لديهم مئات الدجاجات التي يمكن ان تنتج البروتينين المطلوبين. وكان البروفيسور هاري غريفين، مدير المعهد، قد اشار في حديث صحافي الى ان إنتاج هذه البروتينات من الطيور التي تضع البيض يعني إمكانية الإنتاج على نطاق واسع ورخيص.

تجدر الاشارة الى ان العلماء طوروا حيوانات هجينة من الماشية والأغنام والماعز والابقار وغيرها بهدف انتاج بروتينات بشرية في ألبانها؛ ومنها الانسولين وعقاقير لعلاج التليف الكيسي. ويعتقد الباحثون ان الدجاج يمكن ان يكون مفيدا بالنظر الى ان دورة حياته أقصر، ويضع الكثير من البيض. وتم استخلاص علاج لتخثر الدم من حليب الماعز في مزرعة تابعة لشركة «ج.تي.سي» لأبحاث العلاج الحيوي في ولاية ماساشوستس الاميركية، اذ جرى انتاج الدواء الذي سمي «أرتين» بعد استخلاص نوع من البروتين من حليب قطيع يتألف من 57 عنزة. كما طور العلماء رزا معدلا وراثيا معززا بالفيتامينات ونوعا آخر للوقاية من حمى الحصبة والتهاب الكبد، وبطاطا معدلة وراثيا ضد الفيروسات وجزرا ضد التهابات القرنية.