بريطانيا وفرنسا: نعارض تنفيذ عقوبة الإعدام لكننا مع إجراء المحاكمات العادلة

الأردن: نأمل في ألا تؤثر الإعدامات على عملية المصالحة في العراق

TT

انطلقت ردود الافعال الدولية بعد ساعات قلائل من الاعلان عن تنفيذ حكم الاعدام باثنين من كبار مساعدي الرئيس العراقي السابق صدام حسين، فجر امس، وهما برزان التكريتي، الذي شغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات والاخ غير الشقيق لصدام حسين، وعواد حمد البندر رئيس محكمة الثورة انذاك.

فقد أعرب الاردن عن أمله في ألا تؤثرعمليات الإعدام بحق مسؤولين سابقين على عملية المصالحة الوطنية في العراق. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة، في تصريح للصحافيين، «إن الاردن يأمل في ألا تؤثر هذه الاحداث على الجهود والمساعي المبذولة لتحقيق المصالحة وإنهاء الصراع الطائفي في العراق».

من جهتها، اكدت بريطانيا مجددا امس معارضتها لعقوبة الاعدام، بعد تنفيذ حكم الاعدام في برزان والبندر، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية، لوكالة فرانس برس، «كما قالت وزيرة الخارجية (مارغريت بيكيت) في الثلاثين من ديسمبر (كانون الاول)، لا تؤيد الحكومة البريطانية تنفيذ عقوبة الاعدام في العراق او اي بلد اخر».

واوضح المتحدث «منذ اعدام صدام حسين، اكدنا معارضة الحكومة البريطانية لعقوبة الاعدام». واضاف «لكن هذا القرار يعود في النهاية الى حكومة ذات سيادة، وان المسؤولين برزان التكريتي وعواد البندر، ادينا بارتكاب جرائم ضد الانسانية، والقضاء العراقي اخذ مجراه».

واتخذت فرنسا موقفا مماثلا، اذ اكدت معارضتها المبدئية لعقوبة الاعدام، بعد الاعلان عن اعدام برزان والبندر، مضيفة، في الوقت ذاته، انه «ينبغي احالة المسؤولين عن التجاوزات التي ارتكبت في العراق الى المحاكمة». وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، جان باتيست ماتيي، ان «موقف فرنسا اسوة بشركائها الاوروبيين، هو العمل من اجل الغاء عقوبة الاعدام في العالم. انه موقف مبدئي ينطبق في جميع الحالات. وستواصل فرنسا الجهود لتحقيق ذلك».

واضاف المتحدث ان «فرنسا تعتبر ان المسؤولين عن الفظاعات، التي ارتكبت في العراق، يجب ان يحالوا إلى القضاء لمحاكمتهم».

واكد المتحدث ان الاتحاد الاوروبي تبنى في الخامس من الشهر الجاري اعلانا «بمبادرة فرنسية» يرمي الى «التذكير بمعارضته لعقوبة الاعدام في جميع الظروف، والمطالبة بعدم اعدام المتهمين».

جاء هذا بينما قال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو، انه ليس من حق اي انسان أن يسلب انسانا اخر حياته، وأيد النداءات بأن تفرض الامم المتحدة حظرا على عقوبة الاعدام.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية قوله، معقبا على اعدام برزان التكريتي وعواد البندر، انه يؤيد حملة ايطاليا بأن تعلق الامم المتحدة العمل بعقوبة الاعدام.

كما اعرب وزير الخارجية الايطالي ماسيمو دالميا في ابو ظبي عن الحزن والانزعاج لتنفيذ حكم الاعدام في معاوني الرئيس العراقي السابق صدام حسين في بغداد، مؤكدا ان هذا الاجراء «لن يؤدي الى تحسن الوضع في هذا البلد».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية قول دالميا، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاماراتي، في ختام جولة له في المنطقة، ان اعدام برزان التكريتي وعواد البندر، «اثار فينا ذات الانطباعات التي اثارتها فينا عملية اعدام صدام».

واضاف، «نشعر بالحزن لان النداءات، التي وجهت الى الحكومة العراقية، من اجل عدم تنفيذ حكم الاعدام بالرجلين تم تجاهلها».

وذكر دالميا بموقف بلاده الرافض لعقوبة الاعدام بشكل عام، واعرب عن اعتقاده بان الاعدام هذا لا يساعد في تحسين وضع هذا البلد. وتابع الوزير الايطالي، ان تنفيذ الاعدام في الرجلين سبب انزعاجا لبلاده. مؤكدا انه لمس لدى محادثيه في المنطقة انزعاجا مماثلا.

من جهتها اعتبرت وزارة الخارجية الروسية امس الاثنين، أن إعدام الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي السابق صدام حسين ورئيس محكمة الثورة العراقية السابق لن يؤدي إلى استقرار العراق.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين قوله، إننا نرى أن مثل هذا التصرف لا يساعد على تحقيق استقرار الوضع في العراق».

وأضاف أن إعدام صدام حسين أدى إلى تصاعد العنف والأعمال الإرهابية، التي أسفرت عن مقتل العشرات في العراق! مشدداً على أن موسكو تؤكد ضرورة إجراء حوار والابتعاد عن خيارات القوة لحل المشكلة أو المراهنة على الثأر.