لاريجاني: قواتنا «جاهزة» للرد على أي عدوان

خبير أميركي: خطط واشنطن الطارئة ضد البرنامج النووي الإيراني قد تؤدي إلى حرب

TT

قال المسؤول عن الملف النووي الايراني، علي لاريجاني، ان القوات المسلحة الايرانية مستعدة لمواجهة اي تهديد يستهدف المنشآت النووية في البلاد. ودعا الى «اليقظة الاسلامية». وقال محلل أميركي سابق لمعلومات المخابرات ان الخطط الأميركية الطارئة للقيام بعمل عسكري ضد البرنامج النووي الايراني تتجاوز توجيه ضربات محدودة وقد تؤدي بشكل فعلي الى حرب ضد البلاد، لكنه قال انه يهدد استقرار منطقة الشرق الاوسط لسنوات.

وقال لاريجاني الذي كان يتحدث بعد اجتماع مع رجال دين كبار في قم جنوب طهران، «القوات المسلحة للجمهورية الاسلامية مستعدة تماما لمواجهة اي تهديد.. من الاعداء». واستبعد احتمال تعرض المنشآت النووية الايرانية لضربة، معتبرا ان «الاعداء لا يملكون هذه القدرة». لكن لاريجاني دعا الى ما سماه بـ«اليقظة الاسلامية» في مواجهة التهديدات العسكرية الأميركية الاخيرة. وقال «نحن الآن في مفترق حرج. والخطط الأميركية التي أعلنت أخيرا تدعو إلى الحاجة (للتعامل معها) بيقظة إسلامية».

وأضاف أن «التهديدات العسكرية ليست جديدة. وهي محاولة أميركية أخرى لفرض إرادتها على إيران. لكن عهد فرض الاوضاع ولَّى إلى غير رجعة». وأكد لاريجاني الذي يشغل أيضا منصب كبير المفاوضين النوويين الايرانيين «تأهب القوات المسلحة الايرانية». وقال إن إيران لا ينبغي أن تكبح أهدافها النووية بل عليها «المضي قدما بحذر». وأضاف أن بلاده ما زالت «ترحب بأي مبادرة لتسوية الازمة النووية».

وكان نائب رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي اعتبر الاربعاء ان هجوما اميركيا او اسرائيليا على المنشآت النووية «مستبعد»، مع الاعلان عن الاستعداد لكل الاحتمالات. وتحدث مسؤولون اسرائيليون واميركيون خلال الاشهر الاخيرة عن احتمال تنفيذ ضربات عسكرية لمنشآت نووية ايرانية. إلا ان وزير الخارجية الاميركي روبرت غيتس اعلن هذا الاسبوع ان الولايات المتحدة لا تريد نزاعا مع ايران، وان هناك انواعا عدة من التحرك قبل اللجوء الى القوة.

واقر مجلس الامن الدولي في نهاية ديسمبر (كانون الاول) عقوبات على ايران بعد رفضها وقف تخصيب اليوارنيوم. الى ذلك، قال محلل أميركي سابق لمعلومات المخابرات ان الخطط الأميركية الطارئة للقيام بعمل عسكري ضد البرنامج النووي الايراني يتجاوز توجيه ضربات محدودة وقد تؤدي بشكل فعلي الى حرب ضد البلاد. وقال واين وايت الذي كان احد كبار محللي الشرق الاوسط في مكتب معلومات المخابرات والابحاث بوزارة الخارجية حتى مارس (اذار) عام 2005 «رأيت بعضا من هذه الخطط.. انك لا تتحدث عن ضربة دقيقة.. انك تتحدث عن حرب ضد ايران» من المرجح ان تؤدي الى زعزعة استقرار الشرق الاوسط لسنوات.

واردف قائلا لمجلس سياسة الشرق الاوسط، وهو معهد أبحاث بواشنطن، «انك لا تتحدث عن مجرد ضربات دقيقة ضد مجموعة من الاهداف داخل ايران. اننا نتحدث عن تمهيد ممر الى الاهداف» بتدمير كثير من القوة الجوية الايرانية وغواصات كيلو والصواريخ المضادة للسفن والتي يمكن ان تستهدف التجارة او السفن الأميركية في الخليج وربما حتى قدرات ايران في مجال الصواريخ ذاتية الدفع».

واضاف «انني قلق بشكل أكبر من عواقب اي هجوم أميركي او اسرائيلي ضد البنية الاساسية النووية الايرانية»، والذي قد يؤدي الى انتقام ايراني قوي اكثر من الحرب الاهلية في العراق والتي يمكن ان تكون قاصرة على هذا البلد. وشدد الرئيس الأميركي جورج بوش على انه يسعى الى التوصل لحل دبلوماسي للنزاع بشأن البرنامج النووي الايراني. ولكنه لم يستبعد الخيار العسكري.

من على الطاولة وادت تصريحاته في الاونة الاخيرة بالاضافة الى تشديد العقوبات المالية والتحركات ضد التورط الايراني في العراق الى احياء الحديث في واشنطن عن هجوم أميركي محتمل ضد ايران.

واعربت ادارة بوش وكثير من حلفائها في الخليج عن قلق متزايد بشأن زيادة النفوذ الايراني في المنطقة واحتمال امتلاكها سلاحا نوويا. وقال خبير الشرق الاوسط، كينيث كاتزمان، ان «الهيمنة الايرانية لا يمكن السيطرة عليها فحسب وانما يمكن وقفها ايضا» اذا فهم المرء نقاط ضعف ايران الكثيرة. واضاف ان زعماء طهران أقنعوا خبراء كثيرين بان ايران دولة عظيمة تقترب من وضع «قوة عظمى» ولكن هذا البلد «ضعيف جدا.. ولا يفي تقريبا بالمعايير المعروفة لاعتبارها دولة عظيمة». واردف قائلا ان «الاقتصاد يدار بشكل سيئ وبدائي تماما» ولا يصدر شيئا تقريبا سوى النفط. وقال ان طاقة انتاج النفط الايرانية تتراجع ايضا بشكل سريع وفيما يتعلق بالقوة العسكرية التقليدية، فان «ايران ليست كيانا فعليا». واضاف انه «لذلك يتعين على الادارة الأميركية ألا تغير نهجها من اجل استيعاب ايران لان هذا البلد ليس في وضع يتيح له الحاق الضرر بالولايات المتحدة في مرحلة ما.. قد يكون مفيدا كشف هذا الخداع». ولكن كاتزمان حذر من مواجهة مبكرة مع ايران، وقال اذا كانت هناك «صفقة كبيرة» تلبي مصالح البلدين فيجب اتباع ذلك.