مشعل يتصل بقطر قبل لقائه أبو مازن

الرئيس السوري يلتقي عباس ويشدد على ضرورة التماسك الفلسطيني في هذه المرحلة

TT

أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، التي وصلها امس. وشدد الرئيس السوري على ضرورة تماسك الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الدقيقة، التي تمر بها المنطقة، ووجوب نبذ الاقتتال الداخلي وتعزيز اللحمة الوطنية.

وقال بيان رئاسي سوري ان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم حضرا اللقاء عن الجانب السوري، وحضره عن الجانب الفلسطيني الوفد المرافق لرئيس السلطة، ويضم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء نصر يوسف وكبير المفاوضين صائب عريقات ومستشار الرئيس الفلسطيني نبيل عمرو ومدير مكتب منظمة التحرير في دمشق محمود الخالدي. وأضاف البيان الرئاسي، ان الرئيس الاسد اكد دعم سورية لكل ما يتفق عليه الفلسطينيون، واستعدادها لتقديم كل المساعدة بهذا الشأن.

وقال البيان، انه جرى خلال اللقاء التأكيد على وجوب اعتماد الحوار كلغة وحيدة بين الفصائل الفلسطينية، للوصول الى حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

ونقل البيان عن الجانب الفلسطيني، تمسكه بعملية السلام، التي تقوم على انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وإعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة.

وترجح عدة مصادر فلسطينية، في دمشق، أن يلتقي الرئيس عباس برئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل.

واستقبل وزير الخارجية وليد المعلم عباس في مطار دمشق. وردا على سؤال عما إذا كان سيلتقي مشعل، قال عباس للصحافيين «كل الفصائل موجودة هنا، ومن يرغب في أن يلتقي معنا فأهلا وسهلا ما الذي يمنع؟». وتأتي زيارة عباس إلى دمشق في إطار مساعيه لإيجاد مخرج لحالة الحصار التي تعيشها الأراضي الفلسطينية على كافة المستويات. ويقترح عباس، في حال فشل محاولات تشكيل حكومة وحدة وطنية، تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة.

وقبل وصول عباس إلى دمشق، أجرى مشعل اتصالا هاتفيا بوزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أطلعه فيه على آخر تطورات المحادثات بين حركتي التحرير الوطني (فتح) وحماس للتوصل إلى حل للأزمة بين الفلسطينيين، بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية. وكان المسؤول القطري قد قام في أكتوبر (تشرين الاول) الماضي، بمهمة وساطة لرأب الصدع بين الحركتين. وقال نبيل عمرو، المستشار الاعلامي للرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن اللقاء بين عباس والرئيس السوري بشار الاسد، كان وديا وحميما جدا وصريحا جدا وتناول الشؤون الفلسطينية بالتفصيل والوضع السياسي العام في المنطقة، وعرض الاسد اهتمامه التفصيلي بما يجري في الساحة الفلسطينية وحرصه على الوحدة الفلسطينية وتجنب ما من شأنه أن يؤدي إلى صراع داخلي فلسطيني، وتحدث عن الافاق التي تمر بها القضية السياسية في المنطقة. وأضاف عمرو أن أبو مازن عرض الوضع الداخلي الفلسطيني بالتفصيل للرئيس الاسد، مشيرا إلى أن الحديث مع الجانب السوري حيال القضايا الثنائية سوف يتواصل. وحول الحوار مع حركة حماس، بشأن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، قال المسؤول الفلسطيني: لن تكون هناك بداية لحوار جديد، بل سيبنى على ما تم الاتفاق عليه في المشاورات السابقة، معربا عن أمله في أن يتم التوصل إلى نتائج إيجابية.

وتعد زيارة عباس بمثابة الفرصة الاخيرة لإنجاح المفاوضات، التي امتدت على مدى عدة أشهر بين فتح وحماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية من أجل إنهاء المقاطعة الاقتصادية، التي تعاني منها السلطة الفلسطينية منذ فوز حماس بالانتخابات التشريعية العام الماضي، وذلك في ضوء رفض الحركة الاستجابة للمطالب الدولية حول نبذ أعمال العنف ضد إسرائيل والاعتراف بحقها في الوجود.

ومن جانبه، قال موسى أبو مرزوق، مساعد رئيس المكتب السياسي لحماس، إن الحوار الذي جرى مع مبعوثين لعباس زارا دمشق مؤخرا، كان طيبا وإيجابيا، معربا عن أمله في أن تحل كل المشكلات، ونرجو أن يكون ما قدم من صيغ مشتركة وقواسم بين الطرفين كافيا لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.