تفاقم الصراعات الداخلية في إسرائيل حول اختيار رئيس جديد لهيئة أركان الجيش

وسط ضغوط على وزير الدفاع ليستقيل من منصبه

TT

تتفاقم الصراعات الداخلية في إسرائيل، هذه الأيام، حول اختيار رئيس جديد لهيئة أركان الجيش بدل رئيس الأركان المستقيل، دان حالوتس. وفي الوقت الذي يطالب فيه العسكريون بالتعجيل، قائلين انه لا يجوز التأخير في إبقاء الجيش بلا رأس في هذه الأوضاع الحرجة، يتلكأ رئيس الحكومة في الموضوع خوفا من اختيار جنرال يخضع للانتقادات بسبب دوره في اخفاقات كبيرة في حرب لبنان الأخيرة.

المعروف ان مهمة اختيار رئيس أركان، حسب القانون الإسرائيلي الجديد، هي بيد وزير الدفاع، الذي يطرح اقتراحه على الحكومة لتبت فيه. ولكن وزير الدفاع الحالي، عمير بيرتس، يخضع لضغوط شديدة في إسرائيل كي يستقيل من منصبه لصالح شخصية إسرائيلية عسكرية لها احترامها في الجيش. فإذا لم يخضع بيرتس للضغوط ويواصل التمسك بمنصبه كما هو الحال اليوم، فإنه سيتغير بشكل شبه مؤكد في مايو (أيار) المقبل، حيث تجري انتخابات رئيس جديد لحزب العمل. وكل الاستطلاعات تشير الى ان بيرتس سيخسر منصبه لصالح أحد منافسيه، ايهود باراك (رئيس الحكومة الأسبق وأحد أبرز رؤساء أركان الجيش السابقين) وعامي ايلون (رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق وأحد قادة سلاح البحرية السابقين)، وكلاهما يحظى بشعبية كبيرة في الجيش ورئيس الحكومة أولمرت يؤيد باراك، صاحب أكبر الاحتمالات لتبديل بيرتس.

وحسب مكتب رئيس الوزراء، أولمرت، فإن بيرتس لا يستطيع ان يحسم في اختيار رئيس اركان جديد، طالما انه سيترك منصبه في وزارة الدفاع قريبا. وعلى رئيس الأركان الجديد أن يكون مقبولا لدى وزير الدفاع المقبل. ولذلك فإنه يفضل تأجيل اختيار رئيس جديد للأركان الى حين تتضح الصورة بالنسبة لمستقبل وزير الدفاع. لكن هذا الموقف يصطدم برفض من بيرتس، الذي يتمسك بمنصبه كوزير للدفاع، ويقول ان واجبه في الوزارة يحتم عليه ألا يترك الجيش يعيش فترة فراغ، في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل تحديات كبيرة تتمثل في خطر التسلح الايراني النووي وتحديث الأسلحة السورية وتهديدات حزب الله في لبنان والتنظيمات المسلحة الفلسطينية. وتشير المعلومات الواردة من وزارة الدفاع، الى ان بيرتس يؤيد اختيار الجنرال جابي اشكنازي، المدير العام لوزارة الدفاع الحالي، الى منصب رئيس الأركان الجديد. إلا ان أولمرت يريد تعيين الجنرال موشيه كابلينسكي، نائب رئيس الأركان الحالي، لهذا المنصب. ولأن القانون يحتم عليه التعامل مع اقتراح وزير الدفاع يحاول تأجيل البت في الموضوع. فيما يحاول بيرتس استغلال حقه القانوني حتى النهاية. وكلاهما يفتش عن وسيلة لعقد صفقة جانبية تساعد على حل هذه القضية. فمن جهته، يريد بيرتس من أولمرت تعيين وزيرين جديدين، أحدهما عربي في الحكومة. ويقال انه يستغل قضية رئاسة الأركان للضغط على أولمرت في ذلك الموضوعين. ويريد أولمرت أن يعين منافس بيرتس في حزب العمل، ايهود باراك، في منصب وزير الدفاع، وقد اجتمع به في هذا الشأن، وفي سبيل ذلك يضغط على بيرتس في موضوع الوزيرين.

ويؤدي هذا الصراع بين بيرتس وأولمرت الى انخفاض جديد في شعبيتهما. ويواجه بانتقادات لاذعة لكليهما في الشارع الإسرائيلي والصحافة. ولكن الانتقادات الأكبر تسمع داخل الجيش، فهناك يتهمون القيادة السياسية بالاستخفاف بالمصالح العسكرية وأمن إسرائيل بسبب الحسابات الشخصية الضيقة.ويقولون ان المستفيدين الوحيدين من التردد في القيادة السياسية هم أعداء إسرائيل. ويتحدثون صراحة عن غيظهم من هذا الاهمال مقابل الاحتفالات العربية باستقالة حالوتس. ويقولون ان حزب الله وحماس وفتح والجهاد الاسلامي والقاعدة تزداد قوة في المعنويات وفي الرغبة للقتال ازاء السياسة الإسرائيلية الرسمية، كونها سياسة احباط وتردد وقنوط تمس في عصب قوة الردع الإسرائيلية لدى العرب.