الفلبين: خبراء الطب الشرعي الأميركيون يؤكدون مقتل زعيم جماعة أبوسياف

TT

قال قائد الجيش هيرموجينيس اسبيرون امس ان زعيم جماعة أبوسياف المتشددة وأكثر الشخصيات المطلوبة في الفلبين قد مات حسبما ذكرت وكالات الأنباء. وأضاف ان اختبارات الطب الشرعي الاميركية التي أجريت على جثة متحللة عثر عليها الشهر الماضي على جزيرة جولو، أكدت ان المتوفى هو قذافي جنجلاني أخطر المطلوبين في البلاد والذي رصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يقتله.

ونقل جزء من نسيج أخذ من جثة لم يتسن تحديد هوية صاحبها الى الولايات المتحدة لمقارنته بعينات من شقيق جنجلاني. وقال اسبيرون لرويترز: «هناك مطابقة في الحمض النووي»، واضاف «نحن واثقون انه جنجلاني»، وقال في وقت لاحق في مؤتمر صحافي «القوات المسلحة الفلبينية تفخر بأن تعلن اننا قمنا باسكات مركز جاذبية الارهاب في الفلبين». واستشهد بتقرير الطب الشرعي قائلا «مختبرات مكتب التحقيقات الاتحادي الاميركي طابقت عينات الحمض النووية من رفات من كان يشتبه في أنه قذافي جنجلاني زعيم جماعة أبو سياف بعينات من شقيق الزعيم مما أكد وفاة جنجلاني». وقال المتحدث باسم السفارة الاميركية ماثيو لوسنهوب ان اختبارات الطب الشرعي موثوق من نتائجها. وأضاف «تأكد أن الرفات هي لقذافي جنجلاني، الاختبارات تظهر أنه هو بالفعل». وكان اسم جنجلاني، 31 عاما، مدرجا على قائمة مكتب التحقيقات الاتحادي الاميركي «اف. بي. أي» لاخطر المطلوبين «الارهابيين» بعدما وجهت له محكمة أميركية تهمة خطف وقتل المبشر الاميركي مارتن بيرنهام عام 2002.

وقال سكوت هاريسون الذي يرأس مؤسسة استشارية لتقدير المخاطر مقرها مانيلا «أعتقد ان وفاة جنجلاني تطور ايجابي للغاية للفلبين وللحرب العالمية على الارهاب»، واضاف «وهي لن تغير دينامية جماعة ابوسياف ولن تسبب انهيار جماعة ابوسياف وانما تشير الى ان الجيش يقاتل بشدة جماعة ابوسياف في جزيرة جولو». وقال متشددون القي القبض عليهم قادوا القوات الى الجثة المدفونة ان جنجلاني اصيب بجروح قاتلة في معركة جرت في سبتمبر (ايلول).

وتأتي نتائج الاختبارات في ختام اسبوع من النجاحات التي حققها الجيش الفلبيني ضد جماعة ابوسياف. وقال الجيش الفلبيني يوم الاربعاء الماضي ان زعيما لجماعة ابوسياف المتشددة قتل في اشتباك مع جنود الجيش في معسكر للمتمردين في الغابات. وزعم الجيش الذي تدربه الولايات المتحدة يوم الاربعاء أنه قتل جينال انتيل المعروف باسم ابوسليمان وهو أحد خمسة زعماء لجماعة ابوسياف قتل في اشتباك بالاسلحة النارية يوم الثلاثاء الماضي في جزيرة جولو في جنوب غرب الفلبين. وقتل عشرة متشددين في معركة اخرى يوم الخميس الماضي بينما قتل عدة متشددين اخرين في الاسابيع الاخيرة. وقال اسبيرون ان نحو 70 من مقاتلي الجماعة قتلوا في معارك مسلحة منذ أول أغسطس (آب) بينهم ثمانية من الزعماء الثانويين البارزين. وكان يقال ان جنجلاني يحاول اعادة الجماعة الى جذورها الاسلامية الاصولية. وفي السنوات الاخيرة طور أبوسياف علاقات مع الجماعة الاسلامية التي تريد اقامة دولة اسلامية في انحاء جنوب شرق اسيا. ويعتقد ان 30 اندونيسيا على الاقل يشتبه في انهم اعضاء في الجماعة الاسلامية بينهم رجلان يشتبه في تورطهما في تفجيرات بالي عام 2002 موجودون في جزيرة جولو مع نحو 400 متشدد من جماعة ابوسياف. ويوجد ما لا يقل عن 7000 جندي في جزيرة جولو يتلقون تدريبا ومعلومات مخابرات من نحو 100 مستشار عسكري اميركي في الجزيرة. وقال اسبيرون للصحافيين «جنودنا سيواصلون ملاحقة الارهابيين. سنطهر اقليم سولو من الارهابيين ولن نسمح لهم بالنمو في أية منطقة من الفلبين». وأضاف أن الاهداف المقبلة هما الرجلان الاندونيسيان المطلوبان بتهمة تنفيذ تفجيرات بالي «ذو المتين» و«عمر باتيك» والاشخاص الذين يحموهما وهم اسنيلون وهابيلون وزعيم اخر للمتمرد يدعى رادولان شايرون. ويعتقد أن الجماعة مسؤولة عن سلسلة من عمليات الخطف والقتل والقرصنة والتفجيرات خلال الاعوام العشرة الماضية بما في ذلك الهجوم الاسوأ في الفلبين حيث انفجرت عبارة في فبراير (شباط) 2004 مما أدى الى مقتل أكثر من مائة شخص.

* جماعة أبوسياف في سطور فيما يلي بعض الحقائق عن جماعة ابوسياف التي تدرجها وزارة الخارجية الاميركية على قائمتها السوداء بسبب عمليات خطف وقتل السائحين التي كان من أبزرها خطف ثلاثة أميركيين في جنوب الفلبين.

* تشكلت جماعة أبوسياف في التسعينيات على يد داعية اسلامي ذي شخصية جذابة كان قد عاد من أفغانستان بعد أن طردت قوات الاحتلال السوفياتي من البلاد عام 1989.

* تريد جماعة أبوسياف اقامة دولة اسلامية مستقلة في الفلبين وتحالفت مع جماعات أخرى لها نفس الرؤية بشأن دولة اسلامية مترامية الاطراف في جنوب شرق اسيا.

* مؤسس وزعيم الجماعة الفضفاضة هو عبد الرزاق أبو بكر جنجلاني الذي قتل في ديسمبر (كانون الاول) عام 1998 في معركة مسلحة مع الشرطة في جزيرة باسيلان وحل محله بعد ستة أشهر أخوه الاصغر قذافي جنجلاني، وسجن أخوه الثالث هكتور بتهم القتل والخطف.

* مركزها في جزيرتي باسيلان وسولو قبالة مينداناو. وبدأت الجماعة بشن هجمات صغيرة تستهدف الكنائس الكاثوليكية وبعثات التبشير والراهبات، لكنها سرعان ما تحولت الى الهجمات الكبيرة وعمليات خطف شخصيات مهمة وقتل الاجانب بما في ذلك تنفيذ عملية خطف في منتجع ماليزي عام 2000.

* ألقيت على عاتق الجماعة المسؤولية عن أسوأ هجوم تتعرض له الفلبين عندما وقعت عملية تفجير عبارة قرب خليج مانيلا في فبراير (شباط) 2004 قتل فيها أكثر من 100 شخص.

* منذ أول أغسطس (آب) يلاحق نحو سبعة الاف جندي زعماء الجماعة واثنين من الجماعة الاسلامية يشتبه في تورطهما في تفجيرات بالي في جزيرة جولو بجنوب غرب البلاد.

* كان يعتقد أن قذافي جنجلاني توفي متأثرا بجروح أعيرة نارية أصيب بها في الرقبة خلال هجوم نفذته قوات مشاة البحرية على مخبأ للمتمردين في جولو بين الثالث والسادس من سبتمبر (أيلول)، وتأكدت وفاته امس.

* من الزعماء الخمسة الكبار للجماعة يعتقد الان أن أربعة قتلوا هم جنجلاني وأبوصبايا الذي قتل في معركة بحرية في يونيو (حزيران) عام 2002 وهمسراجي سالي الذي قتل في اشتباك بباسيلان في أبريل (نيسان) عام 2004 وأبوسليمان الذي قتل الاسبوع الماضي.