هيلاري كلينتون تخطو الخطوة الأولى نحو «العودة» للبيت الأبيض

أعلنت رسمياً سعيها لأن تصبح أول امرأة رئيسة لأميركا

TT

اتخذت السناتورة الديمقراطية هيلاري كلينتون الخطوة الأولى في مسيرة ترشحها لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2008، وذلك بإعلانها أمس تشكيل لجنة استكشافية لدراسة إمكانية خوضها سباق الرئاسة.

وجاء إعلان هيلاري كلينتون، الذي بثته في رسالة الى الأميركيين بالصوت والصورة على موقعها الانترنتي، حاملا نبرة تفاؤل كبيرة بالفوز، اذ جاء في مطلع الرسالة: «إنني هنا لأفوز». وظهر في شريط الفيديو خلف السيدة كلينتون على إحدى الطاولات صورة لزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون الذي يمكن أن تستفيد من خبرته السياسية وشعبيته بين الديمقراطيين في الفوز بترشيحهم لها. وقالت كلينتون إنها ستبدأ من يوم غد الاثنين رحلة النقاش مع الأميركيين حول القضايا التي تهمهم لمعرفة آرائهم وردود فعلهم كي تتصرف على ضوئها.

لكن السيدة الأولى السابقة التي قضت ثماني سنوات في البيت الأبيض أثناء رئاسة زوجها، أقرت في كلمتها المقتضبة أنها لا تبدأ بهذا الإعلان حملتها الانتخابية وإنما تدشن نقاشا مع الأميركيين حول القضايا الكبرى التي تهمهم من أجل التوصل للحلول المناسبة بعد ست سنوات من رئاسة جورج بوش التي ترى انها لم تحقق الوعود للأميركيين.

ومن الواضح أن هيلاري كلينتون سارعت في اتخاذ هذه الخطوة بعد أيام قليلة من خطوة مماثلة اتخذها منافسها المحتمل القوي على بطاقة الحزب الديمقراطي السناتور باراك أوباما الذي يمكن أن يقضى على آمالها في الفوز بترشيح الحزب نظرا لما يحظى به من شعبية كاسحة بين المهاجرين والأقليات؛ وعلى رأسها أقلية الأميركيين الأفارقة إضافة إلى قطاع واسع من مؤيدي الحزب الديمقراطي.

ولكن بحكم النفوذ الذي يتمتع به الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، فمن المتوقع أن تحظى زوجته بتأييد مؤسسة الحزب وقياداته، ولكنها ستواجه داخل الحزب بمنافسة قوية أيضا ليس من المرشح المحتمل أوباما فقط بل من المرشح جون إدواردز الذي ينتمي للأغلبية البيضاء والذي كان قد خاض التجربة كمرشح لمنصب نائب الرئيس على بطاقة المرشح الديمقراطي الخاسر للانتخابات الماضية جون كيري وله شعبية قوية في ولايات الجنوب. ويقول أنصار الحزب الديمقراطي إن المجتمع الأميركي أصبح مهيئاً لأن ترأسه امرأة أو رجل أسود حيث أن الحزب كان أول من يقدم امرأة لمنصب وزارة الخارجية، هي الوزيرة السابقة مادلين أولبرايت في عهد كلينتون، كما كان أول من يقدم امرأة لرئاسة مجلس النواب هي الرئيسة الحالية لمجلس النواب نانسي بيلوسي،‏ وليس مستبعدا أن يقدم أول امرأة تحظى بفرصة للنجاح في منصب رئاسة الولايات المتحدة أو ينجح في إيصال رجل أسود إلى البيت الأبيض لأول مرة في التاريخ الأميركي.

وتتفوق هيلاري كلينتون على منافسها المحتمل في بطاقة الحزب الديمقراطي أوباما في الخبرة السياسية وفي علاقتها مع قيادات الحزب، في حين أنها لا تحظى بالثقة نفسها في أوساط قطاع واسع من الناخبين الذين ينظرون لأوباما بأنه أكثر صدقا وأكثر استحقاقا للثقة كونه لا يغير رأيه حسب مزاج الناخبين مثلما تفعل كلينتون أو زوجها الرئيس السابق، وفقا لرأي منتقديهما.

ومن المقرر أن يخوض الحزب الديمقراطي قبل عقد مؤتمر الحزب العام المقبل تصفيات صعبة بين المرشحين ولكن لن يتعرض أي من المرشحين الأقوياء لهجوم قاس من منافسيه داخل الحزب حتى لا يستفيد الجمهوريون في وقت لاحق من هذا الهجوم.

ومن المقرر أن تجري مناظرات تلفزيونية بين المرشحين الأقوياء قبل أن يختار الحزب أحدهم لتمثيله‏، كما سيعتمد الحزب على التصفيات الانتخابية الأولية في عدد من الولايات لاستكشاف المرشح المناسب الذي يحظى بالتأييد الأكبر.

ويقول مقربون من هيلاري كلينتون إنها في حال نجاحها في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي فإنها لن تتردد في اختيار السناتور أوباما مرشحا لمنصب نائب الرئيس طمعا في الاستفادة من شعبيته بين المهاجرين والأميركيين الأفارقة‏. وفي حال فوز أوباما بترشيح الحزب الديمقراطي فمن مصلحته اختيار هيلاري كلينتون لمنصب نائب الرئيس لكن من غير المعروف ما إذا كانت ستقبل بذلك أم لا.