توقع فوز الراديكاليين في الانتخابات الصربية.. بسبب كوسوفو

الألبان يدفعون مؤيديهم للتصويت على القوميين المتشددين

TT

مرة أخرى يجد المواطنون في صربيا أنفسهم على موعد جديد لاختيار قدرهم السياسي، عبر الانتخابات التي ستجرى اليوم لتحديد السياسات التي ينبغي انتهاجها في الداخل والخارج. وأمام ما يزيد عن ستة ملايين ناخب عدة خيارات مطروحة من خلال برامج الأحزاب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.

قد دعي نحو 6 ملايين و600 الف ناخب للادلاء باصواتهم لاختيار 250 نائباً في البرلمان. ويشارك في الاشراف على هذه الانتخابات 4276 مراقبا بينهم 3808 مراقبين محليين إضافة لـ 210 مترجمين. وسيكون للسفارة البريطانية 10 مراقبين ولروسيا 9 وللسفارة الاميركية 35 مراقبا. وقد شددت لجنة الانتخابات على آليات التصويت وهي أن يدلي الناخب بصوته منفردا، ومرة واحدة فقط، وبشكل سري، ووفق الأسماء على القوائم، وبوجود المراقبين خارج الستائر المغلقة. كما شددت اللجنة على مرافقة ممثلين عن الاحزاب والقوائم لصناديق الاقتراع عند نقلها إلى لجان الفرز لضمان عدم التلاعب بالاصوات أثناء النقل كما هو الحال في الأنظمة الشمولية، وتتطلب الاجراءات ايضاً استظهار الناخب بطاقة هويته والتأكد من وجود اسمه في قائمة الناخبين.

ويمنع قانون الانتخابات تدخل المراقبين أو أعضاء اللجان الانتخابية أو أي كان في قرار الناخب عندما يكون في مكان الاقتراع، ويحق لأفراد الجيش والشرطة المشاركة في الانتخابات. ويمكن للجنة الانتخابات وقف عملية التصويت إذا لم يكن الناخبون منظمين في طوابير للقيام بحقهم الانتخابي إلى حين عودة النظام، كما يمنع استخدام الهاتف الجوال في مكان الاقتراع. وهناك نحو 20 قائمة انتخابية، لكن يعتقد ان الاختيار الرئيسي سيكون بين القوى المؤيدة للغرب والقوى القومية. وكان الحزب الصربي الراديكالي (قومي متشدد) قد فاز بأغلبية الأصوات في انتخابات عام 2004 لكنه ظل في مقاعد المعارضة لعدم تمكنه من تشكيل تحالف للاغلبية، وتتوقع استطلاعات الرأي أن يحقق الحزب تقدما مجددا ويفوز بنحو 30 في المائة من الاصوات.

ويأمل حلفاء الحزب الاشتراكي الذي كان يتزعمه الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش في الفوز بأكثر من 5 في المائة من الاصوات للتغلب على عائق قانوني والتأهل لدخول البرلمان. أما الحزب الديمقراطي المؤيد للغرب بزعامة الرئيس بوريس تاديش فينظر إليه باعتباره أقوى منافس مما يسمى الكتلة الديمقراطية الصربية التي يأمل الغرب أن يراها في الحكم خلال السنوات الاربع المقبلة.

وتلقي قضية كوسوفو بظلالها على الانتخابات الصربية، حيث يدفع الألبان باتجاه فوز الراديكاليين من خلال التصريحات التي يؤكدون فيها استقلال كوسوفو، وفي هذا السياق قال رئيس الحزب الديمقراطي الالباني هاشم تاتشي إن «كوسوفو تستعد للاستقلال» وإن «جيش تحرير كوسوفو سيصبح الجيش الوطني لدولتنا المستقلة لانه لا يمكن أن تكون هناك دولة مستقلة بدون جيش» وان «التعاون بينه وبين المنظمات الدولية جيد جدا». وأعرب رئيس كوسوفو فاطمير سيدو عن اعتقاده بحصول كوسوفو على الاستقلال في شهر فبراير (شباط) المقبل.