بكين تتحدى أميركا مجددا وتقرر منافسة تفوقها في الفضاء

الصين أصبحت ثالث قوة تسقط جسما من الفضاء .. وتحذيرات من «حرب نجوم» جديدة

TT

يرى خبراء بأن الصين قررت تحدي الولايات المتحدة مجدداً ومنافسة تفوقها في الفضاء، من خلال التجربة التي يعتقد على نطاق واسع بأنها اجرتها الأسبوع الماضي وتضمنت تدمير أحد اقمارها الصناعية بصاروخ باليستي. ويعتبر محللون بأن التجربة الأخيرة التي رفضت بكين تأكيد او نفي حدوثها، رغم التغطية الإعلامية والاستفسارات الدبلوماسية بشأنها، مطالب الدبلوماسية، كانت الاكثر استفزازاً منذ اجراء الصين تجربتها الصاروخية على سواحل تايوان منذ اكثر من عقد من الزمان. وعلى عكس التجربة في تايوان، فان تجربة الاسبوع الماضي جاءت هذه المرة بمثابة رسالة موجهة تحديداً الى الولايات المتحدة، القوة العظمى الوحيدة في مجال الفضاء.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس عن شونغ بين لين، الخبير الآسيوي في الشؤون العسكرية الصينية قوله: «هذا هو الوجه الآخر للصين، الذي غالباً ما يريدون إبقاءه مخفياً. يتحدثون عن السلم والدبلوماسية لكنهم يدفعون لتطوير قدرات تكنولوجية عالية وقاتلة، بطريقة لا تفتر أبدا».

وحسب تقرير «نيويورك تايمز»، فان اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا طلبت كلها استفسارات من بكين حول تجربتها الاخيرة المفترضة، والتي في حال تأكد وقوعها، ستجعل الصين ثالث قوة، بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق، تسقط جسماء من الفضاء.

ورأى خبراء آخرون ان التجربة الصينية لا تقوض التوازن الاستراتيجي وانما ستعيد اطلاق «حرب النجوم». واعتبر سايمون ويزمان الخبير الهولندي في شؤون التسلح في معهد ستوكهولم الدولي للابحاث حول السلام ان التجربة الصينية التي جرت في 11 يناير (كانون الثاني) الحالي، بحسب اجهزة الاستخبارات الاميركية، أتت نتيجة متوقعة الى حد ما لنشاطات الولايات المتحدة في الفضاء منذ عشرين عاما.

وترى الصين منذ فترة طويلة ان الاقمار الصناعية الاميركية العديدة للتجسس الالكتروني والمراقبة بواسطة الرادار او بواسطة الاجهزة ما دون الحمراء او مجرد التنصت التي تحلق بصورة دائمة، تشكل تهديدا مباشرا. في المقابل تعتبر واشنطن ان هذه المراقبة التي لا تستهدف الصين ليست سوى تدبير وقائي لمواجهة اي خصم محتمل في خضم الازدهار الاقتصادي والعسكري. ويبدو ان واشنطن، المتفوقة حاليا في الفضاء خصوصا ان روسيا فقدت معظم وسائلها، قلقة في الواقع من طموحات بكين العسكرية في الفضاء الذي تريد ان تحظره على اي دولة مناهضة للمصالح الاميركية.

ويملك الجيش والاستخبارات الاميركية سلسلة كبيرة من الاقمار الصناعية للتجسس والاستطلاع تستخدمها في عمليات قتالية وتسمح لها بمراقبة تحركات القوات ورصد تجارب نووية وغيرها. وفي هذا السياق قالت تيريزا هيتشنز مديرة مركز الاعلام حول الدفاع في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية ان الصينيين يأتون «وراء الولايات المتحدة وروسيا لجهة قدرتهم على استخدام الفضاء لغايات عسكرية» لكنهم «يملكون برنامجا جديا يرمي لتطوير قدراتهم. وبعد عشرين عاما سيصبحون على الارجح قوة فضائية عظمى».

وتكثر تكهنات الخبراء في الولايات المتحدة بشأن النوايا الصينية في هذا المجال. وبرأي هيتشنز فقد تكون الصين «ردت على الارجح على السياسة الاميركية التي تهدد ايضا الاقمار الصناعية» التي تعود لدول اخرى وترفض النقاش في تجريد الفضاء من السلاح.