خامنئي يدرس تعيين وجوه معتدلة في فريق التفاوض حول الملف النووي

من بينهم محمد موسويان المقرب من رفسنجاني

TT

قالت مصادر ايرانية بارزة ان المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، يريد ان يغير من نهج السياسات النووية لبلاده، كما يريد تعيين وجوه سياسية معتدلة في الملف النووي الذي بات مصدر حصار لإيران على الصعيد العالمي. وتأتي تلك التصريحات بعد ايام من نشر صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية تقريرا مفصلا حول الخلافات المتصاعدة بين خامنئي وبين الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بسبب تصريحات الرئيس العلنية المتشددة في الموضوع النووي، بالاضافة الى سياساته الاقتصادية التي تواجه معارضة داخلية شديدة بسبب وصول نسبة التضخم الى 30 في المائة ونسبة الباطلة الى 30 في المائة بحسب ارقام خبراء مستقلين. ونقلت صحيفة «صنداي تايمز» أمس عن مصادر وصفتها بالبارزة في طهران قولها ان المرشد الأعلى خامنئي يدرس تغيير سياسة بلاده المتشددة حيال برنامجها النووي لنزع فتيل التوتر المتصاعد مع الغرب. وقالت الصحيفة إن مسؤولين إيرانيين مقربين من خامنئي «يفضلون تعيين فريق أكثر اعتدالاً للمفاوضات الدولية المتعلقة بمراقبة المنشآت النووية الإيرانية، جراء تنامي الضغوط الأميركية والتلويح بفرض عقوبات دولية جديدة ضد طهران»، مشيرة إلى أن هذا التحرك «يمثل تجاهلاً للرئيس الإيراني الذي سببت تهديداته بتدمير إسرائيل في تزايد عزلة إيران ومواجهتها لمشاكل اقتصادية خطيرة».

وأضافت الصحيفة نقلا عن المصادر الإيرانية ذاتها أن «خامنئي يقف وراء القوة الدافعة لتغيير السياسة بسبب تمتعه بالصلاحية المطلقة حيال السياسة الخارجية لإيران وأمنها وقواتها المسلحة انطلاقاً من اعتقاده بأن هدف واشنطن لا يقتصر فقط على وقف برنامج طهران النووي، بل يشمل إسقاط النظام في طهران أيضاً، كما أنه يرى مصالح بلاده الوطنية مهددة من قبل رئيس لا يتمتع بالخبرة بسبب خطاباته لحماسية غير الضرورية».

ورجّحت الصحيفة نقلاً عن المصادر الإيرانية احتمال تعيين محمد موسويان، المفاوض النووي البارز السابق وأحد حلفاء الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، عضواً في فريق التفاوض الإيراني المعتدل المقترح. وكان موسويان قد اتهم الرئيس الإيراني الأسبوع الماضي بخداع الأمة بشأن المخاطر التي تواجهها نتيجة العقوبات المفروضة عليها حاليا من قبل الأمم المتحدة.

ونسبت الصحيفة إلى الاقتصادي الإيراني سعيد ليلاز قوله «إن مستقبل إيران لم يكن حالكاً كما هو عليه الآن من الجانبين الاقتصادي والسياسي، لذلك يواجه أحمدي نجاد ضغوطاً هائلة من قبل مؤيديه لتغيير سياساته»، مشيرة إلى أن صحيفة «جمهوري اسلامي»، التي يملكها خامنئي، شنت هجوماً حاداً على قيام أحمدي نجاد بشخصنة القضية النووية. ونصحت الرئيس الإيراني بحصر أحاديثه عن القضية النووية في المناسبات الوطنية الهامة فقط، والتوقف عن استفزاز القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والتركيز بشكل أكبر على الاحتياجات اليومية للناس الذين صوتوا له على الوعود التي قطعها لأجلهم». وقالت الصحيفة انه «مؤشر على تآكل نفوذ احمدى نجاد انتقد نواب إيرانيون الرئيس الإيراني على الطريقة التي تعامل بها مع مفاوضات البرنامج النووي الإيراني». وحملوه مسؤولية الأزمة الاقتصادية المتزايدة التي تعاني منها إيران حالياً». كما كشفت الصحيفة أن اقتراحات تجري دراستها الآن لإنشاء مجموعة دولية تتكون من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا أو دولة نووية كالهند للإشراف على مراقبة البرنامج النووي الإيراني.

الى ذلك، اقترح أحمدي نجاد تقليص سعر النفط الذي تقوم على أساسه ميزانية العام القادم لحماية إيران من «أعداء» يحاولون إلحاق الضرر بالاقتصاد عن طريق خفض أسعار الخام العالمية. وفي خطاب متلفز الى البرلمان اقترح أحمدي نجاد امس وضع الميزانية على أساس سعر 33.70 دولار لبرميل النفط في السنة التي تبدأ في مارس (آذار) مقارنة مع ما قال انه سعر 44.10 دولار في الميزانية الحالية. والرقمان أقل كثيرا من أسعار الخام العالمية التي تدور الآن حول 52 دولارا للبرميل. وأبلغ أحمدي نجاد أعضاء البرلمان في كلمة لعرض ميزانية العام الجديد بثها التلفزيون مباشرة «انها رسالة الى أعداء ايران تقول اننا مستعدون وسنتدبر أمر البلاد حتى اذا خفضتم أسعار النفط أكثر».