«حزب الله» و«أمل» وعون وفرنجية وأرسلان يدعون للمشاركة في «اليوم العظيم»

قوى المعارضة في لبنان تحشد للإضراب العام غداً وسط انقسام نقابي وسياسي .. والهيئات الاقتصادية ترفض التصعيد

TT

يحبس اللبنانيون أنفاسهم، ولا سيما طرفي النزاع السياسي في المعارضة والموالاة، في انتظار ما ستكون عليه الحال في بيروت وبقية المناطق اللبنانية غدا الثلاثاء، بعدما دعت المعارضة اللبنانيين الى الإضراب والإقفال العام في هذا اليوم وذلك في اطار التحرك الشعبي الذي بدأته في وسط بيروت في اول ديسمبر (كانون الأول) الماضي للمطالبة بإسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وتشكيل حكومة وحدة وطنية «تؤسس عهدا جديدا عبر قانون انتخاب جديد وعادل وانتخابات نيابية مبكرة».

والتزاما بدعوة المعارضة بدأت أمس القوى السياسية المنضوية تحت لوائها، لا سيما حزب الله وحركة امل والتيار الوطني الحر واللقاء الوطني الديمقراطي حشد مناصريها للمشاركة في الاضراب.

وفي المقابل، سارعت الهيئات الاقتصادية والنقابات والاتحادات العمالية المتعاطفة مع الحكومة الى رفض الإضراب. ودعت الهيئات الاقتصادية الى اعتبار يوم الثلاثاء «يوم عمل عاديا». ودعت «شركاء الإنتاج (العمال) والجمعيات المهنية الى مضاعفة جهودهم بالانتاج». وأكدت على «الاستمرار في العمل والسعي وبذل كل الجهود لدى القيادات والمسؤولين للعودة الى الحوار والتشاور اللذين وحدهما يوصلان البلاد الى تسوية تنهي الازمة». وقد صدرت مواقف مماثلة عن رئيس نقابة المقاولين فؤاد الخازن وعدد كبير من رؤساء النقابات في بيروت ومختلف المناطق اللبنانية.

لكن مصادر المعارضة توقعت ان تكون نسبة المشاركة كبيرة في المناطق التي تعتبر معاقل لحزب الله وامل والتيار الوطني الحر. وطوال يوم امس تركزت الخطب السياسية لنواب وشخصيات وقيادات سياسية في المعارضة على الحشد للمظاهرات، ولا سيما في مجالس عاشوراء التي اقيمت في الجنوب ومناطق البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. وعقدت قيادتا حزب الله وحركة أمل في الجنوب اجتماعا مشتركا في صور أكدتا خلاله على ضرورة الاستفادة من شهر محرم ومدرسة كربلاء وتأكيد معاني الهجرة النبوية في توحيد صفوف المسلمين لمواجهة الفتنة التي تحوكها الادارة الاميركية، وضرورة الالتزام بالدعوة الى الاضراب العام واقفال المؤسسات والمحلات التجارية الذي اعلنته المعارضة والالتزام التام بالضوابط والقواعد المقررة، والتأكيد على ان الاضراب العام انما هو تعبير صارخ عن الارادة الشعبية التي عبرت عن نفسها في اكثر من مرة، ومن خلاله تؤكد انها ترفض سياسة الفريق الحاكم الذي اوصل البلاد الى المأزق الأمني والسياسي. وان الدعم الخارجي لهذه السلطة لن ينقذها من السقوط طالما لم تستجب لارادة شعبها».

ودعا رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في صيدا والجنوب عبد اللطيف الترياقي كل النقابات والعمال والمستخدمين في صيدا ومنطقتها الى اعتبار يوم الثلاثاء يوم عمل طبيعياً. واعتبر رئيس نقابة المقاولين فؤاد الخازن ان الدعوة الى الاضراب العام «تأتي في وقت غير ملائم وقبل انعقاد مؤتمر باريس ـ 3». وقال في بيان له امس: «لقد سبق ودعونا ودعت الهيئات الاقتصادية اللبنانية الى تحييد الاقتصاد عن السياسة. ولكن مرة جديدة تلجأ المعارضة الى اجراءات من شأنها ان تؤدي الى المزيد من الشلل والتعطيل الاقتصادي من خلال الدعوة الى الاضراب العام». ودعا «جميع المقاولين الى اعتبار يوم الثلاثاء المقبل يوم عمل عاديا».

وأعلن رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف: «ان يوم الثلاثاء بالنسبة الى السوق التجارية في المدينة سيكون يوم عمل عاديا وانتاجيا». وقال: «تبين ان الوضع الاقتصادي بحاجة ماسة الى يوم عمل انتاج وليس الى تعطيل الانتاج، وخصوصا ان الحكومة اليوم امام الدعم العربي والدولي الكبير وانعقاد مؤتمر باريس ـ 3».

الى ذلك، تركزت الخطب والمواقف والتصريحات السياسية امس على موضوع الاضراب العام. ودعا رئيس حزب «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون كل فئات الشعب اللبناني بمن فيهم التجار الى تلبية الدعوة الى الاضراب «لانه في العام المقبل لن يجدوا من يشتري منهم بعد ان يفقد اللبنانيون قدرتهم الشرائية». وقال: «ان يوم الثلاثاء سيكون يوما عظيما للحرية والاستقلال والامن في لبنان».

وتساءل: «كيف يمكن ان نجدد الثقة في الأشخاص الذين يسهرون على تنفيذ خطة باريس ـ 3 وهم انفسهم اصحاب الخطط السابقة؟» و«كيف نضع خطة اصلاحية من دون خطة لمكافحة الفساد؟».

وفي شمال لبنان، قال رئيس «تيار المردة» النائب والوزير السابق سليمان فرنجية خلال اجتماع لكوادر تياره امس: «ان اكثرية الشعب اللبناني ضد الحكومة بسبب تجويعها الناس. فالكل يريد التغيير ولكن ليس بسحر ساحر، فأنتم التغيير، الشعب والرأي العام». من جهته، أكد رئيس كتلة نواب حزب الله، النائب محمد رعد ان «يوم الثلاثاء لن يكون نهاية المطاف، ولا هو يوم حسم. وانما هو يوم لقرع جرس انذار جديد ايذانا بأن البلاد وصلت الى مرحلة الخطر. وعلى الفريق الحاكم ان يتخلى عن مكابرته ورهاناته الواهمة ويعود الى شعبه ويقبل الشراكة لان هذا البلد لا يحكم بغيرها».

من جهتها، دعت حركة امل الى «جعل الثلاثاء يوما للشراكة الوطنية في مواجهة السلطة». كما دعت «جميع اللبنانيين وكل الاطر التنظيمية والشبابية والنقابية والتربوية والجماهيرية العاملة في الحركة الى تلبية الدعوة التي أطلقتها المعارضة الوطنية اللبنانية للمشاركة بفعالية في الاضراب العام».

وقال رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب والوزير السابق طلال ارسلان امام وفود زارته امس: «ان الشعب الذي يجوع يأكل حكامه. وهذه هي الأصول. أما أصحاب ثقافة الموت فيراهنون على تجويع الشعب وجعله يأكل بعضه البعض من خلال الفتنة».