فاعليات دينية لبنانية تجمع على التحذير من دعوة الإضراب

TT

دخلت المرجعيات الدينية على خط الدعوات للإضراب والتظاهر التي وجهتها المعارضة في إطار خطواتها الاحتجاجية التصعيدية ضد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وسياستها، فاعتبر البطريرك الماروني نصر الله صفير «أن الموالاة والمعارضة في لبنان تتشبثان كلاهما بمواقفهما، سواء أكان صوابا أم خطأ، فيما البلد يتفتت ويذوب، والناس يكادون يكفرون به وبالمسؤولين عن مقدراته، سواء أكانوا في موالاة أو معارضة». أما مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني فرفض الدعوة إلى الإضراب والاعتصام والتظاهر معتبرا «إن في الإضراب تعطيلا لمصالح الناس». فيما دعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان المعارضة إلى الهدوء والموالاة الى التجاوب مع مطالب المعارضة ومعالجة الامور».

وقال صفير في عظة ألقاها أمس: «عندما يكون المرء واثقا من نفسه، ومن القضية التي يدافع عنها، فلا يخشى ما يلقاه من صعوبات لتثنيه عن تبنيها ودفعه إلى إهمالها والتخلي عنها. وهذا ما يصر عليه الفريقان اللبنانيان: الموالاة والمعارضة، فهما يتشبثان كلاهما بمواقفهما، سواء أكان صوابا أم خطأ، فيما البلد يتفتت ويذوب، والناس يكادون يكفرون به وبالمسؤولين عن مقدراته، سواء أكانوا في موالاة أو معارضة. وكأن الأمر بالنسبة إلى كل منهما يقوم على إظهار أنه على حق ولو خرب البلد ومات الناس جوعا».

وأضاف: «لقد آن الأوان، ومؤتمر باريس الثالث ينعقد هذا الاسبوع لإقالة لبنان من عثرته، أن يفكر المسؤولون اللبنانيون بمصير وطنهم ومواطنيهم قبل التفكير بمصيرهم الشخصي. وماذا ينفعهم أن يتبوأوا أرفع المناصب، اذا كان وطنهم يجر في عهدهم أذيال الخيبة ويسارع الى الانهيار الكامل؟ وقانا الله شر ما نرى ونسمع».

من جهته، أعلن المفتي قباني «أن دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية والمؤسسات التابعة لها في سائر المحافظات والمناطق اللبنانية سوف تفتح أبوابها للعمل كالمعتاد واستقبال المواطنين وانجاز معاملاتهم يوم الثلاثاء المقبل كسائر الأيام». ورفض الدعوة إلى الإضراب والاعتصام والتظاهر، معتبرا «أن في الإضراب تعطيلا لمصالح الناس»، ومحذرا من «أي أعمال شغب أو محاولة الضغط على المواطنين وتخويفهم لإقفال مؤسساتهم ومحالهم»، ودعا «جميع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، إلى اعتبار يوم الثلاثاء يوم عمل واجب ونموذجا للحياة الطبيعية في البلاد كغيره من الأيام». وطالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان المعارضة بان «تهدأ في عاشوراء والموالاة ان تتجاوب مع مطالب المعارضة وان تعالج الامور». وأطلق «صرخة الى الجميع: يا معارضة يا موالاة اناشدكم جميعا وأطالبكم جميعا... بأن تتجاوبوا وان تتنازلوا وان تتواضعوا وان تتقاربوا وان تتواصلوا لتحلوا المشاكل، فنحن نرفض الدم ونرفض القتال ونرفض الانصياع للأجنبي. نحن نريد ان نتواصل مع بعضنا البعض».

وقال: «لبنان انتصر بمقاومته على العدو الإسرائيلي، انتصر بشعبه الذي استوعب المقاومة. .. نحن نرفض العداء والتحدي. نقول للجميع تراجعوا والرجوع عن الخطأ فضيلة. نحن نريد ان نهدأ ونستقر ويعم السلام في ربوعنا وان يعيش اللبناني مع اخيه اللبناني بسلام وأمان... لذلك استقبلوا محرم بالتواصل في ما بينكم وبالتعاون والتفاوض. اياكم والتحدي لاحد. نطالبكم بالهدوء والسكينة والاخلاق الفاضلة...».

إلى ذلك أعرب مفتي صور وجبل عامل الشيخ علي الامين عن دهشته واستغرابه من «العودة الى لغة التصعيد والتهديد مجددا بالاضرابات والخروج الى الشوارع لاسيما بعد معرفة الجميع بعدم الجدوى السياسية من تلك التحركات، ومدى الاضرار الاقتصادية التي الحقتها باقتصاد البلد ومصالح الناس، وبعد ادراكهم لما يمكن ان يترتب عليها من اخطار كبرى في حال استمرارها». وقال: «ان الدعاة للمسيرات والاعتصامات يقولون: نريد المشاركة والعيش المشترك. ولم نسمع في الدنيا ان سلوك طريق التصعيد وتسعير الاختلاف يؤدي الى المشاركة التي تتوقف على التراضي والائتلاف».