«السلفية» تبث لقطات مصورة لهجومها ضد حافلة «هاليبرتن» الأميركية في الجزائر

TT

بث أكبر تنظيم مسلح في الجزائر أمس على الانترنت شريط فيديو يتضمن لقطات للهجوم الذي نفذه الشهر الماضي ضد حافلة كانت تقل موظفين في شركة نفط أميركية بالعاصمة الجزائرية وأسفر عن مقتل شخصين. وكان الهجوم الذي تبنته «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» قد استهدف حافلة تابعة لفرع شركة «هاليبرتن»، في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وأسفر الاعتداء حينها عن مقتل سائق الحافلة الجزائري وموظف لبناني وجرح ثمانية موظفين آخرين، منهم أربعة بريطانيين وأميركي.

وبثت «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الشريط المصور على «المنتديات الجهادية» على الإنترنت القريبة من القاعدة، حيث يظهر فيه أسامة بن لادن يتحدث عن «الإرهاب ضد أميركا»، بينما يدعو نائبه أيمن الظواهري إلى استهدف المدنيين الغربيين بدعوى أن الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير يتعمدان استهدف المدنيين في العراق وأفغانستان وفلسطين.

ويظهر الشريط الذي يدوم ثماني دقائق، واطلعت عليه «الشرق الأوسط»، تفاصيل الإعداد للهجوم على حافلة فرع شركة «براون روت أند كوندور» بالجزائر، حيث تبدو يدا شخص بصدد شطر قارورة غاز إلى نصفين، يقوم بملء الجزء السلفي بقطع حديدة، قبل أن يمزجها بمستحضرات كيميائية تحضيرا لتفجيرها. ويصور الشريط عملية ترقب مرور الحافلة بمنطقة بوشاوي القريبة من موقع سكني يقيم به كبار المسؤولين بالضاحية الغربية للعاصمة، فتنفجر العبوة الناسفة التي كانت مزروعة على حافة طريق غابي فتحدث انفجارا قويا ودخانا كثيفا. ويعلق الشريط الذي يحمل تاريخ الأربعاء الماضي، على العملية بأن نتيجتها كانت غلق مكاتب الشركة التي تتبع لمجموعة «هاليبرتن» التي يملك نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني أسهما فيها.

وبعد الهجوم بفترة وجيزة، تبنت «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الاعتداء، وقالت في بيان إن العملية «هدية متواضعة نقدمها لإخواننا المسلمين الذين يذوقون ويلات الحملة الصليبية الجديدة التي تستهدف الإسلام ومقدساته». وسبق للجماعة السلفية أن هددت الرعايا الأجانب من مغبة البقاء في الجزائر. وقالت في بيان وزعته العام الماضي إلكترونيا، إن استمرار بقاء الفنيين الأجانب دعم للحكومة. ونفذت الجماعة السلفية هجومها ضد حافلة هاليبرتن، بعد ثلاثة أشهر من إعلان انضمامها الى تنظيم «القاعدة». ولاحظ متتبعون لنشاط الجماعة السلفية الجزائرية ان هذه الأخيرة بدأت تدريجياً تنحى منحى تنظيم «القاعدة» في الدعاية الإعلامية لعملياتها المسلحة.