قومي عاطل عن العمل يعترف بقتل الصحافي المناهض لإبادة الأرمن

أردوغان أشاد باعتقال القاتل «باسم الديمقراطية»

TT

أقر شاب عاطل عن العمل ينتمي الى تيار القوميين الاتراك المتشددين بقتل الصحافي التركي الارمني الاصل هرانت دينك، كاتب مقالات مثيرة للجدل كان يندد على الدوام بعمليات الإبادة التي ارتكبتها السلطنة العثمانية مطلع القرن الماضي بحق الأرمن.

وصرح المدعي العام في مدينة سامسون احمد غوكجينار لوكالة انباء الاناضول، ان الشاب الذي اوقف في محطة السيارات في مرفأ سامسون على البحر الاسود «اعترف بانه ارتكب الجريمة» خلال جلسة استجواب تمهيدية سبقت نقله الى اسطنبول.

وسارع رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان الى الاشادة باعتقال الجاني «باسم الديمقراطية والكفاح من اجل الحريات» حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

واعتبر اردوغان ان الشرطة تحقق في احتمالات وجود رابط بين اغتيال دينك وقتل كاهن كاثوليكي ايطالي في فبراير الماضي في طرابزون. وكان مراهق اعترف في اكتوبر الماضي بمقتل الأب اندريا سانتورو أمام مدخل كنيسة سانتا ماريا في طرابزون التي تعتبر معقلا للقوميين الاتراك المتشددة.وقد اوقف قاتل الصحافي، وهو شاب عاطل عن العمل وقريب من أوساط القوميين يدعى اوغون ساماست بينما كان عائدا الى مدينته طرابزون شمال شرقي البلاد ومعه السلاح الذي اطلق منه النار على الصحافي الجمعة في اسطنبول.

واكدت السلطات ان والد الشاب اتصل بالشرطة ليبلغها ان الصور التي بثتها محطات التلفزيون هي لابنه. وجاءت الصور التي بثتها الشرطة من كاميرات المراقبة التي تضعها محلات تجارية في الشارع الذي قتل فيه الصحافي بثلاث رصاصات. وقد ظهر فيها شاب اسمر يرتدي سترة جينز ويضع قبعة بيضاء ويحمل بيده شيئا خبأه تحت سترته، هو مسدس على الارجح.

كما اعتقل ستة اشخاص آخرين في طرابزون متهمين بالتورط في عملية الاغتيال هذه ونقل اربعة منهم الى اسطنبول.

ومن بين هؤلاء صديق لساماست يدعى ياسين هايال الذي امضى احد عشر شهرا في السجن لتورطه في تفجير عبوة ناسفة استهدفت مطعم ماكدونالدز في طرابزون ما ادى الى وقوع ستة جرحى حسب ما نقلت وسائل الاعلام التركية.

وحسب صحيفة ملييت فان ساماست اعلن للشرطة ان هايال حرضه على قتل هرانت دينك واعطاه السلاح الذي استخدم في الجريمة. وكان الصحافي دينك اغتيل في حي سيسلي امام مكاتب مجلة «اغوس» التي تصدر بالتركية والارمنية والتي يعمل فيها مديرا للنشر في قلب الجزء الاوروبي من اسطنبول.

وكان الجاني توجه الجمعة الى مكاتب آغوس حيث امضى نحو ثلاث ساعات قبل الاعتداء وادعى انه طالب في جامعة انقرة، وطلب الالتقاء بدينك فلم يسمح له بذلك. ولما خرجت احدى الموظفات من مكاتب الجريدة بعد نحو ساعتين من طرده كان لا يزال واقفا في الشارع امام مدخل البناية.

وقد داهمت الشرطة مقهى للانترنت في مدينة طرابزون كان الشاب من رواده وصادرت أجهزة كمبيوتر في محاولة للتعرف على شركاء محتملين له في الجريمة، حسب ما ذكرت وكالة الانباء الالمانية.

وذكرت الصحف التركية أن الشاب لم ينته من دراسته التعليمية وأنه عاطل عن العمل وتم طرده مؤخرا من أحد أندية كرة القدم للهواة بسبب سوء السلوك.

ورفضت السلطات الاتهامات التي وجهت اليها بفشلها في حماية هرانت دينك الذي كتب في احدى مقالاته انه يتعرض لتهديدات ويتلقى رسائل إلكترونية حاقدة.