صربيا خاضت أول انتخابات منذ استقلالها.. والكفة تميل للقوميين

الاتحاد الأوروبي يراقب نتائجها

TT

أدلى الناخبون الصرب أمس بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية للاختيار بين الديمقراطيين المؤيدين للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، والقوميين المتشددين المشككين في جدوى خطوة كهذه.

وتأتي هذه الانتخابات عشية تحديد وضع جديد لاقليم كوسوفو الصربي، الذي تتولى الامم المتحدة ادارته، وهي الانتخابات الاولى منذ استقلال صربيا القسري العام الماضي عن حليفتها مونتينيغرو، التي اختارت في استفتاء تاريخي الانفصال عنها. وقد جرت الانتخابات، التي بدأت الساعة السابعة صباحا وأقفلت الثامنة مساء، في أجواء هادئة، اذ لم تسجل أي حوادث عنف تذكر.

وقد بلغت نسبة الاقبال على مراكز الاقتراع، وفق رئيس لجنة الانتخابات الصربية زوران لوتشيتش، حتى الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي أمس 9.07 في المائة، وهي نسبة أعلى تسجل حتى هذه الساعة. ففي انتخابات 2003 لم يتجاوز عدد المشاركين في الانتخابات 8.21 في المائة.

وقد دعي اكثر من ستة ملايين ونصف المليون ناخب للمشاركة في الانتخابات، لاختيار أعضاء جدد للبرلمان الصربي من بين 3795 مرشحا ينتمون لعشرين قائمة انتخابية يتنافسون على 250 مقعدا من مقاعد البرلمان. ويتعين على كل مرشح الحصول على ما بين 14 الى 16 ألف صوت، حتى يضمن مكانه في البرلمان الجديد. ومن بين المراقبين الدوليين للانتخابات 50 مراقبا من البرلمان الاوروبي، من أصل 160 مراقبا أجنبيا. ويتعين على لجنة الانتخابات إعلان النتائج النهائية القطعية في أجل لا يتجاوز 25 يناير (كانون الثاني) الجاري، لتبدأ بعدها اجراءات تشكيل الحكومة الجديدة والمشاورات الحزبية بشأنها. كما يتعين على البرلمان الجديد عقد جلسته الاولى، في أجل لا يتجاوز الثلاثين يوما من اجراء الانتخابات. على ألا تتجاوز مدة تشكيل الحكومة 90 يوما من اجراء الانتخابات. ووفقا للدستور الصربي الجديد، يتعين الحصول على 126 صوتا من أصل 250 ليتم تشكيل الحكومة الجديدة.

وأثناء التصويت أمس، تحاشى الزعماء السياسيون لقاء بعضهم بعضا، حيث أدلوا بأصواتهم في أماكن مختلفة، وجميعهم كانوا يصطحبون زوجاتهم وبعض أفراد عائلاتهم. وفي الوقت الذي يبدي فيه الناخبون المسيسون اهتماما بالغا بقضية اقليم كوسوفو، تطغى القضايا الاقتصادية والاجتماعية على عدد كبير من الناخبين، الذين يتطلعون للتغيير الحقيقي.

ولا يستبعد المراقبون أن يكون تاريخ اجراء الانتخابات قد تم تحديده بدقة، حيث يوافق الذكرى الاولى لوفاة الزعيم الألباني الراحل وأول رئيس لكوسوفو ابراهيم روغوفا. حيث أحيا الألبان أمس الذكرى الاولى لرحيله. وهو ما وصفه البعض بعملية تعبئة جديدة. وتفيد آخر استطلاعات الرأي بأن الحزب الديمقراطي، الذي يتزعمه الرئيس الاصلاحي بوريس تاديتش والقوميون المتشددون في الحزب الراديكالي، هم الاوفر حظا للفوز بما بين 28 و30 بالمائة من الاصوات. وهم يتقدمون بذلك على حزب صربيا الديمقراطي، الذي يقوده رئيس الوزراء فويسلافكوستونيتشا.

وسيكون خيار الناخبين حاسما لمستقبل صربيا الاوروبي، بينما علقت المفوضية الاوروبية في مايو (ايار) الماضي مفاوضاتها للتقارب مع صربيا.

لكن استطلاعات الرأي تشير الى ان اي حزب لن يتمكن من الحصول على عدد الاصوات، التي تؤهله لتشكيل الحكومة المقبلة بمفرده، ويتوقع ان تجري مشاورات صعبة بين تاديتش وكوستونيتشا حول حكومة تحالف.وقال محللون ان عددا كبيرا من الناخبين سيختارون الامتناع عن التصويت للتعبير عن خيبة أملهم حيال السياسيين بعد ستة اعوام من سقوط نظام الرئيس الراحل سلوبودان ميلوشيفيتش، خصوصا بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد.

وفي بروكسل، يبحث وزراء الخارجية الاوروبيون اليوم نتائج الانتخابات الصربية، في ظل القلق على استقرار دول البلقان ومستقبل كوسوفو، والامل في انبثاق حكومة من هذه الانتخابات يقدرون على التفاوض معها. ولا تخفي الدول الـ27 رغبتها في وصول ائتلاف ديمقراطي مؤيد للاتحاد، من شأنه ان يسهل مفاوضات حساسة حول تقارب الاتحاد مع صربيا، المدعوة الى الانضمام الى الاتحاد الاوروبي يوما، وحول الوضع النهائي لاقليم كوسوفو، الذي تديره الامم المتحدة منذ عام 1999. واوقف الاتحاد الاوروبي التفاوض مع بلغراد حول اتفاق على ارساء الاستقراروالشراكة، يشكل المرحلة الاولى نحو الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وجعل من «التعاون الكامل» مع محكمة الجزاء الدولية شرطا لاستئناف المفاوضات.