سعود الفيصل: تقسيم العراق.. أمر لا يمكن تصوره على المنطقة

السعودية وإيران تؤكدان ضرورة التوصل إلى حل عادل بشأن أزمة لبنان

TT

حذر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل من المخاطر المترتبة على تقسيم العراق على العراقيين بكل مكوناتهم وعلى المنطقة ككل. ودعا إيران الى الامتناع عن التدخل في الشؤون العربية، مفسرا سبب معارضة السعودية إرسال مبعوث فرنسي للتحاور مع إيران بشأن الملف اللبناني. واعتبر الأمير سعود الفيصل أن التدخلات الخارجية تعرض استقرار لبنان للخطر.

واضاف الفيصل «نعتقد ان التدخل في شؤوننا أمر خطير، لذلك نعبر للإيرانيين عن قلقنا من نفوذهم في العالم العربي». وجاءت تصريحات الوزير السعودي في حديث أدلى به الى صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية بمناسبة مشاركته في مؤتمر «باريس ـ 3» الدولي لمساعدة لبنان. وتناول الأمير سعود الفيصل في حديثه ملفات لبنان وإيران والعراق من عدة زوايا. ففي الموضوع العراقي اعتبر أن «تقسيم العراق أمر لا يمكن تصوره ومن الأساسي تفادي ذلك». وقال الوزير السعودي إن تفكك العراق «سيتم بالدرجة الأولى على حساب العراقيين الذين يعانون ـ إذا حصل ذلك ـ من النزاعات لعشرات السنين» مؤكدا أن السعودية «تقوم بكل ما هو ممكن حتى يتمكن العراقيون سنة وشيعة وأكرادا من التعاون في ما بينهم». وأضاف الأمير سعود الفيصل: «إن منظمة القاعدة تهدد انطلاقا من العراق ليس فقط السعودية ولكن كامل المنطقة، ولذا فنحن نحث على العثور على حل عربي للعراق حتى لا يعود العراقيون بحاجة للتعاون مع القاعدة».

وفي الموضوع الإيراني، قال سعود الفيصل: «نحن نكرر القول لهم (للإيرانيين): لا تتدخلوا في شؤوننا» وأن «من الخطر بمكان التدخل في الشؤون العربية». وفسر الأمير سعود الفيصل الحوار القائم بين السعودية وإيران بالحاجة الى إبلاغ الإيرانيين بالمخاوف السعودية والعربية «من التأثير (الإيراني) على العالم العربي» معتبرا أن هذا الحوار مشروع، بينما محاورة الآخرين لإيران حول الشؤون العربية أمر «لا يمكن قبوله لأنه يوفر الشرعية للتدخل الإيراني» في العالم العربي. واعرب وزير الخارجية السعودي عن أمله بأن تصبح إيران «جارة طيبة.. تكون جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة».

وفي هذا السياق، أعرب الأمير سعود الفيصل عن معارضة السعودية لـ «الحل العسكري» مع إيران بشأن برنامجها النووي لأن «النزاع مع إيران سياسي ويجب أن يحل بالدبلوماسية» معتبرا أن الحل العسكري «يجب أن يكون الخيار الأخير، فالقوة لا يمكن أن تبرر اعتداء يستهدف توفير هيمنة». وأضاف وزير الخارجية السعودي: «إن القيام بعمل عسكري ضد إيران سيكون بمثابة غلطة خصوصا أن ثمة قاسما مشتركا بينها وبين المفاوضين الأوروبيين حول احترام بروتوكول الوكالة الدولية للطاقة النووية فيما المسألة المعلقة تبقى مسألة تخصيب اليورانيوم». وأعرب الوزير سعود الفيصل عن قناعته «بوجود إمكانية للتوصل الى حلول عبر الدبلوماسية». منها الحل القائم على إيجاد كونسورتيوم دولي يتولى التخصيب ويكون مركزه في بلد محايد حتى خارج الشرق الأوسط و«يوفر ضمانات حول عدم استخدام البرنامج النووي لأغراض عسكرية». وبخصوص لبنان، قال وزير الخارجية السعودي إن بلاده ستعلن اليوم مساعدة جديدة للبنان علما بأنها وفرت للبنان منذ حرب يوليو (تموز) الأخيرة 3 مليارات دولار.

الى ذلك شددت إيران والسعودية امس على ضرورة التوصل «إلى حل عادل بشأن الأزمة اللبنانية». ونسبت وكالة الانباء الإيرانية الحكومية (ارنا) الى وزيري الخارجية الايراني منوشهر متقي، والسعودي سعود الفيصل، تأكيدهما في اتصال هاتفي امس «على ضرورة استمرار المشاورات لتسوية ازمة لبنان والتوصل الى حل عادل يرضي الجانبين».

وعبر متقي والفيصل عن قلقهما ازاء ظروف العراق، وشددا على ضرورة التعاون بين دول المنطقة خاصة دول الجوار العراقي لمساعدة الحكومة العراقية لإحلال الاستقرار والأمن. واشاد وزير الخارجية السعودي باقتراح نظيره الإيراني بشأن عقد اجتماع لدول الجوار العراقي في بغداد. وقال «وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري يواصل مشاوراته للاسراع بعقد هذا الاجتماع في بغداد». كما بحث الفيصل ومتقي بشأن تطوير العلاقات الثنائية بين طهران والرياض وطالبا بالمزيد من المشاورات بين البلدين بهذا الشأن.