عشية انطلاق مؤتمر «باريس 3»: شيراك يدعو جيران لبنان لاحترام سيادته

السنيورة رفض الانتخابات المبكرة

TT

يفتتح الرئيس الفرنسي جاك شيراك صباح اليوم في مقر المؤتمرات الدولي «مؤتمر باريس ـ3» بحضور رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة وممثلي 33 دولة والأمين العام للأمم المتحدة الجديد بان كي مون، ورئيس المفوضية الأوروبية مانويل باروسو وأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى ووزراء خارجية الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والسعودية ووزراء عرب وأجانب آخرين. وفيما تعول السلطات الفرنسية على هذا المؤتمر من أجل تأمين دعم مالي وسياسي ومعنوي للحكومة اللبنانية، أعطى الرئيس شيراك إشارة الانطلاق بإعلام السنيورة لدى استقباله له ظهر أمس، أن باريس ستمنح لبنان 500 مليون يورو على شاكلة قروض ميسرة جدا، بحسب ما نقل الناطق باسم قصر الإليزيه عن شيراك.

وكان السنيورة قد وصل الى باريس قبيل الظهر وعقد جلسة مباحثات مع الرئيس الفرنسي شيراك استكملت على مأدبة غداء. وتركز البحث على وضع اللمسات الأخيرة على المؤتمر وإجراء جرد كامل للوضع اللبناني بكل أبعاده المحلية والإقليمية والدولية. ومساء، التقى السنيورة رئيس الحكومة دومينيك دو فيلبان على أن يجتمع صباح اليوم مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس وعمرو موسى، بالإضافة إلى لقاءات أخرى. وكانت باريس قد بعثت للمعنيين في لبنان برسالة مفادها أن الرئيس السنيورة سيحضر المؤتمر بكل الأحوال، مشددة على أن المؤتمر هو «لكل اللبنانيين وليس للحكومة اللبنانية وحدها». وشدد الرئيس شيراك، وفق الاليزيه، على أهمية أن «تظهر الدول المشاركة والمؤسسات المالية الدولية ثقتها ببرنامج الحكومة اللبنانية الاجتماعي والاقتصادي عبر مساهمات ذات معنى». واغتنم شيراك المناسبة لإعادة تأكيد دعم فرنسا للبنان، ولكن أيضا من أجل الإعراب عن رغبته في أن «تسود روح الوحدة والحوار واحترام المؤسسات اللبنانية والحكومة الشرعية المنبثقة عن انتخابات ديمقراطية». وطالب الرئيس الفرنسي، في رسالة موجهة الى الجوار اللبناني بـ«احترام سيادة واستقلال لبنان الكاملين» و «ألا يستمر لبنان ضحية النزاعات الإقليمية»، معتبرا أن «ازدهار واستقرار لبنان يساهمان باستقرار المنطقة». ونقل الناطق الرئاسي عن شيراك، قوله إن «ثمن عدم التحرك هو أكبر من كلفة التحرك» لدعمه لبنان.

وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده في باريس بدعوة من نادي الصحافة العربية، وجه الرئيس السنيورة عدة رسائل الى المعارضة اللبنانية والى المحيط الإقليمي. وأهم الرسائل الداخلية الإعراب من جهة عن استعداده للحوار مع المعارضة، ولكنه في الوقت عينه رفض المطلب الرئيسي الذي ترفعه المعارضة والقائل بالدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة، مشددا على ضرورة الالتزام بالمواعيد المحدد للانتخابات ورفض انتهاكها إرضاء لمطالب أو لأمزجة. وجدد رئيس الحكومة قبوله وتمسكه بصيغة الحل التي طرحت سابقا، والتي سوق لها عمرو موسى والقائلة بحكومة من 30 وزيرا بينها 19 للأكثرية و10 للمعارضة الحالية ووزير مستقل. وقال السنيورة: «يدنا مفتوحة ممدودة للتواصل ولا حل إلا بتعاون اللبنانيين وحوارهم، فالمشاكل لا تحل في الشارع». أما بالنسبة لمطلب الانتخابات، قال السنيورة «لبنان بلد ديمقراطي وحصلت فيه انتخابات حرة وديمقراطية ويتعين أن تتم الأمور في أوقاتها»، مضيفا أن إجراء الانتخابات في هذه الأجواء لن يحل المشكلة بل «سيفضي الى مشاكل جديدة». وبحسب السنيورة، «لا يمكن تغيير القوانين بسبب رغبة هذا أو ذاك»، مشددا على أن الحكومة تحظى بدعم أكثرية اللبنانيين.

وتوقف السنيورة عند ظروف مغادرته لبنان صباح أمس، فقال إنه خرج من مكتبه الى المطار «بطريقة عادية»، لكن آثار حركة الاحتجاج «رأى مثلها إبان الاجتياح الإسرائيلي، لكن هذه المرة قام بها لبنانيون». ورأى السنيورة أن ما يحصل في لبنان «لا يحل شيئا ولبنان لا يتحمل الضغائن»، محذرا من «الانزلاق الى مخاطر لا تحمد عقباها»، ومعتبرا أن أحداث الثلاثاء «تنبيه» للبنانيين من مخاطر العودة الى الحرب الأهلية.

ووجه السنيورة رسالة الى إيران قائلا إنه طالب باستمرار بـ«ضرورة فتح حوار جدي من أجل المصالحة التاريخية مع إيران». وإذ أكد على رغبة لبنان بإقامة علاقات صداقة مع طهران، طالب هذه الأخيرة بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية، وبأن تمر علاقاتها مع لبنان عبر الدولة اللبنانية.