التكهنات بشأن صحة خامنئي تتزايد.. وطهران تعلن أنه مصاب بنزلة برد حادة منذ فترة

كوريا الشمالية وافقت على أن تقاسمها طهران المعلومات التي حصلت عليها من تجربتها النووية

TT

تزايدت التكهنات بشأن صحة المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي، الذي لم يظهر علانية منذ نحو 10 ايام، بسبب مشاكل صحية يعاني منها. وبعدما سكتت طهران نحو اسبوع رافضة التعليق على الحالة الصحية لخامنئي، اضطرت أمس للخروج عن صمتها، وقالت وكالة «أنباء فارس» شبه الحكومية، إن آية الله علي خامنئي يعاني من «نزلة برد حادة»، نافية بذلك اشاعات تشير الى اصابته «بمرض خطير» بل وحتى الى وفاته.

وأضافت الوكالة المقربة من المحافظين «ان المرشد الأعلى مثله مثل أي مواطن، يمكن ان يصاب بالمرض. وهو بالفعل يعاني منذ بعض الوقت من نزلة برد شديدة، كما لوحظ من خلال صوته». وتابعت «لهذا السبب وبناء على نصيحة اطبائه خفف جدول اعماله»، مشيرة الى انه «منذ بعض الوقت راجت شائعات بأن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، قد يكون مريضا جدا، ترددت في وسائل الإعلام الأجنبية ومواقع الانترنت وبين الناس». وبدأت تروج هذه الاشاعات في مستهل يناير (كانون الثاني) اثر خبر نشره موقع الأميركي ميكائيل ليدين (من المحافظين الجدد)، قال فيه ان خامنئي توفي. ومنذ ذلك التاريخ ظهر خامنئي مرتين علنا. وكانت آخر مرة في 16 يناير حين بث التلفزيون الإيراني صورا لاجتماعه مع مسؤولين عن تنظيم الحج. وفي السابع من يناير نفى المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني هذه الشائعات. وقال «نتمنى للمرشد الأعلى العافية وطول العمر. وهو في صحة جيدة». وكان خامنئي، 67 عاما، اختير من قبل مجلس الخبراء في يونيو (حزيران) 1989 لخلافة مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله روح الله الخميني.

من ناحية أخرى، قال وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار، ان القوات المسلحة الايرانية مستعدة لمواجهة اي هجوم على بلاده، على ما اوردته امس وكالة «ايسنا» الايرانية للأنباء. وقال الوزير «ان القوات المسلحة للجمهورية الإيرانية في اوج قوتها وتراقب عن كثب كافة التحركات للرد بطريقة مدوية على ادنى اعتداء او تهديد». و«نصح» ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش «بالتحلي بالذكاء والتفكير في مصالح شعبها» في الوقت الذي أشارت فيه معلومات صحافية الى احتمال هجوم أميركي على المنشآت النووية الإيرانية. وأضاف الوزير الايراني «نحن نراقب عن كثب الخليج وحدودنا البحرية والجوية والبرية، وخاصة مضيق هرمز».

وعلى صعيد ذي صلة، قالت صحيفة بريطانية أمس ان كوريا الشمالية قدمت مساعدة لإيران من اجل اجراء تجربة نووية تحت الأرض مماثلة لتلك التي قامت بها بيونغ يانغ في اواخر اكتوبر (تشرين الاول) الماضي. ونقلت صحيفة «ديلي تلغراف» عن مسؤول رفيع المستوى في شؤون الدفاع الاوروبي، لم تكشف هويته قوله ان كوريا الشمالية وافقت على ان تقاسمها ايران كل المعلومات التي حصلت عليها من تجربتها النووية التي اجرتها العام الماضي. وأضاف المسؤول ان «الإيرانيين يعملون عن كثب مع الكوريين الشماليين لدراسة نتائج تجربة القنبلة النووية، التي أجرتها الدولة الشيوعية العام الماضي». وتابع «رصدنا نشاطا متزايدا في كل المنشآت النووية الايرانية منذ نهاية العام، وكل الدلائل تشير الى أن الإيرانيين يعملون بقوة على الاعداد لتجربتهم النووية». وأوضح أن كوريا الشمالية دعت فريقا من الخبراء الايرانيين الى دراسة نتائج تجربتها النووية، التي قامت بها تحت الأرض. وتأتي هذه المعلومات بينما التقى مسؤول كوري شمالي الجمعة في بيونغ يانغ، وفدا ايرانيا لاجراء محادثات «ودية». وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية للأنباء، ان كيم يونغ نام رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب العليا، التقى وفد وزارة الخارجية الايرانية وأجرى معه «محادثات ودية».

ويأتى ذلك فيما أكد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، على ثبات بلاده على مواقفها المبدئية، فيما يتعلق باستخدام الطاقة النووية السلمية. وقال ان «إيران لا تسعى وراء المغامرة في قضية الطاقة النووية، وتنصح الآخرين بذلك ايضاً». ونسبت وكالة الانباء الإيرانية الحكومية (ارنا) إلى رفسنجاني خلال استقباله السفير البريطاني لدى طهران جفري آدامز امس، تشديده على رفض ايران لاي شروط مسبقة لبدء المفاوضات، واعتبر خلق الثقة خلال المفاوضات امرا ممكنا. وأضاف أن «الغرب يريد التعامل بغطرسة في هذه القضية، وهو ما يرفضه الشعب الايراني». وأضاف «لو جرت متابعة هذه القضية وفق مسارها الصحيح، فإن ايران على استعداد لاختبار صدقيتها من قبل المراجع المعنية، بهدف التحقق من سلمية نشاطاتها النووية».

وأشار رفسنجاني الى التطورات الجارية في العراق وافغانستان. واعتبر زيادة انتاج المخدرات في افغانستان وزعزعة الامن في العراق بأنهما من تداعيات الاحتلال، وقال ان «شعبي البلدين، وخاصة في العراق، مستاءان من تداعيات الاحتلال، واذا كانت هناك رغبة جادة لحل هذه المشاكل، فإن الجمهورية الايرانية على استعداد للتعاون بهذا الصدد». وفى باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي امس، ان المجتمع الدولي يعمل في اطار «منطق عقوبات» لحمل ايران على وقف انشطتها النووية الحساسة، وليس «منطق حرب». وشدد دوست بلازي على «وحدة المجموعة الدولية» التي ترجمها تبني القرار 1737 في مجلس الامن، الذي يلوح «للمرة الاولى» بعقوبات على ايران. وأضاف «امام ايران حلان: اما العزلة او التفاوض». وقال الوزير الفرنسي ان ايران لم ترحب بـ«اليد الممودة» من قبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي اقترح تعليق العقوبات اذا علقت طهران «انشطتها النووية الحساسة».

وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك اقر أول من أمس في حديث لثلاث قنوات تلفزيونية، نشرت نصه الرئاسة الفرنسية، بأنه كان يعتزم القيام بمباحثات دبلوماسية مع ايران بشأن الوضع في لبنان، بدون ان يطول ذلك الملف النووي الايراني. وقال شيراك في حديثه لقنوات «فرانس 24» الفرنسية وتلفزيوني المستقبل و«ال.بي.سي» اللبنانيين، ان فرنسا اجرت «في السابق» مباحثات مع ايران بشأن لبنان «من خلال قنوات».

من ناحيته، قال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، ان التهديد بشن هجوم أميركي على ايران خطير جدا، ويهدد بنشر العنف الطائفي في ارجاء الشرق الاوسط.

وقال موسى لرويترز في اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ان احتمالات شن هجوم على ايران، تتساوى مع احتمالات عدم شن الهجوم. ومضى قائلا «نأمل ألا يحدث ذلك. فالهجوم على ايران سيأتي بنتائج عكسية». ودعا موسى الى الحوار بدلا من العمل العسكري لحل التوترات في كل من العراق والعلاقات الاميركية الايرانية.

وقال موسى «إذا اندلعت الحرب سيخرج مردة آخرون من القمقم. لا يمكننا تخيل التأثير على دول الخليج وعلى دول البحر المتوسط». وشارك رجال الاعمال والمعلقون السياسيون الامين العام للجامعة العربية، قلقه من مواجهة أمريكية ايرانية تلوح في الافق، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية المخصصة للشرق الاوسط في المنتدى الاقتصادي العالمي، وهو تجمع سنوي يضم الاثرياء وأصحاب النفوذ من انحاء العالم. وقال البعض ان تلك المواجهة تهدد بامتداد الانقسامات الطائفية الى دول أخرى، وتمزيق نسيجها الاجتماعي، كما أنه يقوض أيضا النمو الاقتصادي القوي الذي حققته العديد من الدول العربية في السنوات الثلاث الماضية. وأضافوا أن هذا النمو مهم لتحقيق الاستقرار في المنطقة.