المستوطنون يطالبون الحكومة الإسرائيلية بسحب الاعتراف بالبطريرك الأرثوذكسي السابق

بسبب التزامه إلغاء صفقة بيع عقارات في البلدة القديمة من القدس المحتلة لهم

TT

في تطور جديد يعتبر إحدى آخر الحلقات لتهويد العقارات العربية في القدس الشرقية المحتلة، تقدمت مجموعتان من المستوطنين الناشطين في شراء العقارات العربية في المدينة المقدسة، بطلب عاجل الى الحكومة الإسرائيلية للإطاحة بالبطريرك الأرثوذكسي (السابق عربيا)، ايرينيوس الأول، وسحب الاعتراف به بسبب دوره في العمل على إبطال صفقة بيع العقارات في باب الخليل ويلتزم أمام الحكومتين الفلسطينية والأردنية إشراك أبناء الطائفة العربية الأرثوذكسية في إدارة شؤون الكنيسة وأملاكها.

ويعتمد المستوطنون في طلبهم هذا على وثائق وصلت اليهم عن طريق محام عربي حصل عليها من نائب أرثوذكسي أردني حصل بدوره عليها من محكمة العدل العليا الأردنية، تضمنت تعهدات البطريرك ايرينيوس المذكورة. ويلمح المستوطنون ايضا الى انهم معنيون باستمرار البطريرك ثيوفولوس، الذي تعترف به فلسطين والأردن، أو استبداله بمطران يوناني آخر اسمه تيموثاوس، معروف بعلاقاته الإسرائيلية ومسؤوليته عن بيع العقارات خلال سنين طويلة، ودوره أساسي في الانقلاب على ايرينيوس. ويأتي هذا الطلب في وقت يفترض ان تبت فيه لجنة وزارية برئاسة وزير الداخلية الإسرائيلي، مردخاي بار أون، في موضوع البطريركية وتقدم توصياتها للحكومة والمحكمة. ووافقت لجنة بار أون على تأجيل البت في الموضوع لمدة شهرين الى حين دراسة طلب المستوطنين وتحقق في «المعلومات الجديدة» التي قدمها لها المستوطنون حول «نشاطات وتصريحات ايرينيوس الموالية للعرب»، كما جاء في رسالتهم.

يذكر ان البطريركية الأرثوذكسية تعيش أزمة متواصلة منذ عام 2005، اثر نشر خبر في صحيفة «معاريف» تقول فيه ان ايرينيوس باع عقارات في باب الخليل للمستوطنين. وبناء عليه اتخذ السلطة الفلسطينية والحكومة الأردنية اجراءات صارمة ضده من دون التأكد من خبر «معاريف» فسحبت الحكومتان الاعتراف بإيرينيوس وساندتا انتخاب بطريرك جديد، بعد ان تعهد للحكومتين بأن يعمل على إبطال الصفقة المذكورة ويشرك العرب في ادارة الأملاك وفي المجمع المقدس.

وتبين في ما بعد، من التحقيق الذي أجرته لجنة خاصة عينتها الحكومة الفلسطينية، ان ايرينيوس لم يبع شيئا وإنما أحد موظفي البطريركية زور توكيلا منحه له وان هذا الموظف يعمل لحساب المستوطنين بالتنسيق مع مجموعة من المطارنة اليونانيين وان القضية ليست اكثر من مؤامرة استهدفت استبدال ايرينيوس، ببطريك تابع لهذه المجموعة. وانتظرت اسرائيل لترى التطورات واستغلت التسرع الأردني والفلسطيني في سحب الاعتراف بإيرينيوس وانتخاب بطريرك جديد، وراحت تضغط على الأول كي يوقع لها على الصفقات إذا اراد ان تبقي على اعترافها به، وتضغط على ثيوفولوس أن لا يفعل شيئا لإبطال الصفقات حتى تعترف به، ويقال انه في الآونة الأخيرة بدأ ثيوفولوس الإجراءات للتوقيع على الصفقات. ومع ان اسرائيل واصلت الاعتراف بإيرينيوس فقد سمحت لثيوفولوس ان يسيطر بالقوة على مكاتب البطيركية وأن يدير حساباتها وأن يتصرف بأموالها، بينما ايرينيوس يعيش في غرفة في الدير ويتحرك وحيدا في المحاكم الإسرائيلية لإلغاء الصفقات.

ويطالب المستوطنون في رسالتهم الى الوزير بار أون بسحب الاعتراف بإيرينيوس، والتحقيق معه ومحاكمته بتهمة الإساءة لإسرائيل، ويتهمونه باللاسامية وبالولاء لحكومتي الأردن وفلسطين وبالنضال لإلغاء الصفقات وبإعطائه توكيلا لمحاميي السلطة الفلسطينية، جواد بولس والياس خوري، لكي يعملا على ابطال الصفقات. ويطلب المستوطنون من الوزير ان يستدعي المطران تيموثاوس وسماع رأيه في القضية ويهددونه بالتوجه الى القضاء في حالة ابقائه على ايرينيوس في البطريركية.