أوساط إسرائيلية تحذر من تسليم وزير عربي وزارة العلوم المسؤولة عن المفاعل النووي

TT

بعد أن اقتنع رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، بفكرة وزير دفاعه، عمير بيرتس، تعيين وزير عربي في حكومته، هو النائب عن حزب العمل، غالب مجادلة، برزت «مشكلة أمنية» لدى بعض الأوساط السياسية في الحكومة، تهدد مرة اخرى بالامتناع عن هذا التعيين.

وكان بيرتس قد قرر تعيين مجادلة وزيرا للعلوم والثقافة والرياضة. لكن مسؤولا في الوزارة، خرج، أمس، باتهامات شديدة اللهجة للحكومة قال فيها انها تتخذ قراراتها بارتجالية ومن دون تفكير. واضاف هذا المسؤول في حديث لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، «مثلما اتخذوا قرارا ارتجاليا باعلان الحرب على لبنان ومثلما اتخذوا القرارات بتعيين مديرين عامين للوزارات، اتخذوا قرارهم هنا بتعيين وزير عربي في مركز حساس كهذا. فوزير العلوم هو المسؤول عن معهد وايزمن للأبحاث، حيث تجري الأبحاث الأشد دقة وحساسية في شتى المجالات، وهو المسؤول عن المفاعل النووي في ديمونة في صحراء النقب جنوب اسرائيل وهو المسؤول عن الأقمار الصناعية بما فيها أقمار التجسس وهو المسؤول عن العديد من المرافق الحساسة الأخرى».

وادعى هذا المسؤول انه لا يوجد لديه أي شكوك أمنية في الوزير العربي المذكور، ولكنه يعتقد ان من تحمس لتعيينه في هذه الوزارة لم يتعمق في اقتراحه ولم يأخذ بالاعتبار الأبعاد الأمنية للاقتراح.

وأثنى أحد وزراء العلوم السابقين على هذا الانتقاد وقال: «في الماضي قامت الدنيا ولم تقعد، عندما تقرر ضم نائب عربي لعضوية لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، بسبب ما يطرح فيها من أسرار أمنية. ولكن الأسرار التي تمر عبر وزارة العلوم هي ألف مرة أكثر وأعمق وأخطر من الأسرار التي تمر على اللجنة البرلمانية».

ورفض قادة حزب العمل هذه الانتقادات وقال أحدهم «هذا كلام عنصري يطلقه أناس يختبئون وراء الستائر حتى لا يكشف وجههم الحقيقي». أما الناطق بلسان المخابرات الإسرائيلية فعلق بقوله: «ليس من مهمتنا أن نتدخل في تعيين الوزراء. وكل وزير يعين في الحكومة يعبر عادة دورة إرشاد أمنية للحفاظ على السرية، وهذا ما سيحدث في حالة تعيين مجادلة».

يذكر ان تعيين مجادلة يتأخر بسبب قرار أولمرت إحداث عدة تغييرات في الحكومة. ولكن أولمرت التقى مجادلة، أول من أمس، وأخبره بأنه سيكون وزيرا في حكومته وأن التعيين يتأخر لأسباب تقنية فقط.