بغداد: عملية أميركية ـ عراقية مشتركة واعتقال وقتل 13 مسلحا

4 قتلى بانفجار سيارة مفخخة غرب العاصمة.. واغتيال أستاذ جامعي

TT

شهدت بغداد اشتباكات عنيفة بين القوات الأميركية وبين مسلحين مجهولين في منطقة شارع حيفا في قلب العاصمة العراقية، فجر أمس، أسفرت عن مقتل مسلحين واعتقال 11 آخرين. كما لقي 10 أشخاص على الأقل حتفهم من بينهم عدد من أفراد القوات الأمنية العراقية في حوادث عنف متفرقة شهدتها العاصمة. فقد شنت القوات الاميركية والعراقية منذ فجر امس هجوما مشتركا واسع النطاق على منطقة شارع حيفا والذي يعد معقلا للجماعات المسلحة السنية. وأفاد بيان عسكري أميركي بأن الجيش العراقي والقوة المتعددة الجنسيات قاما بعملية أمنية تم التخطيط لها مسبقا في شارع حيفا ومناطق أخرى من العاصمة بغداد. ووفقا للبيان العسكري، فان العملية التي أطلق عليها اسم «ضربة فأس الهنود الحمر11» ترمي الى تنفيذ غارات لتعطيل نشاط الميليشيات غير الشرعية ومساعدة قوات الأمن العراقية على استعادة سيطرتها في المنطقة. وأضاف البيان «أن هذه المهمة هي ليست عملية مخصصة لاستهداف المتمردين السنة فقط، ولكنها تهدف أيضا الى عزل كل المتمردين بسرعة واسترجاع السيطرة على هذا الموقع المهم وسط بغداد».

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن مصدر مسؤول بوزارة الداخلية العراقية قوله، إن «قوات أميركية وعراقية مشتركة مدعومة بالدبابات والآليات العسكرية المدرعة وطائرات مروحية، قامت بتطويق شارع حيفا قبل فجر الاربعاء». وأشار المصدر إلى أن «اشتباكات عنيفة اندلعت بين تلك القوات والمسلحين بالقرب من مقبرة الشيخ معروف استخدمت فيها القوات الأميركية والعراقية مدافع رشاشة ثقيلة». وذكرت محطة «العراقية» الحكومية التلفزيونية، أن قوات من الجيش العراقي قتلت «إرهابيين واعتقلت 11» من المشتبه بانتمائهم للجماعات المسلحة من بينهم «من يحمل جنسيات عربية». ونقلت المحطة عن مصدر مسؤول بوزارة الدفاع العراقية، قوله إن تلك العمليات أفضت كذلك إلى «العثور على مخبأ للأسلحة في مدرسة الكرخ في ساحة الشهداء».

وأوضح شهود أن عشرات الدبابات والمدرعات الاميركية أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى شارع حيفا، كما انتشر مئات من الجنود الاميركيين والجيش والشرطة العراقيين في محيط المنطقة. وقال الميجر ستيفن لام المتحدث باسم الجيش الاميركي لوكالة رويترز «هناك قتال دائر. الوحدات مشتبكة»، مؤكدا أن عملية جارية لاستعادة سيطرة الأمن العراقي على المنطقة التي تقع ضمن نطاق كيلومترين اثنين من مجمع المنطقة الخضراء الذي يضم الحكومة العراقية والخاضع لحراسة مشددة.

وحلقت طائرات هليكوبتر في الجو وسط تصاعد أعمدة الدخان ودوي إطلاق نيران في شارع حيفا على الضفة الغربية لنهر دجلة الذي يقسم بغداد، حيث قالت القوات الأميركية والعراقية انها قتلت أكثر من 100 مقاتل في وقت سابق من هذا الشهر. وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت آنذاك أن المنطقة تعج بأوكار «الارهابيين»، وأضافت أنها اعتقلت الكثير من المقاتلين العرب المرتبطين بتنظيم القاعدة في تلك العملية قبل أسبوعين.

من ناحية ثانية، أعلن الجيش الاميركي في وقت لاحق، أن قوات التحالف اعتقلت خلال عملية مداهمة نفذتها امس بشمال بغداد، شخصا له صلات بمسؤول بارز في تنظيم القاعدة ضالع في إعدام مدنيين عراقيين وكذلك ابتزاز مواطنين آخرين. وقال الجيش في بيان إنه جرى خلال العملية التي استهدفت «ملاذا آمنا معروفا» للمسلحين، اعتقال شخصين آخرين كانا مع الشخص المستهدف. وأضاف أن طفلا يبلغ من العمر 12 عاما لقي حتفه خلال العملية بعد أن فارق الحياة قبل وصوله إلى منشأة طبية محلية كانت قوات التحالف بصدد نقله إليها لعلاجه من إصابات لحقت به خلال المداهمة.

من جهة اخرى، أعلن الجيش الاميركي عن مقتل عنصرين من جنود مشاة البحرية الاميركية (المارينز)، متأثرين بجروح أصيبا بها في عملية عسكرية بمحافظة الأنبار غرب العراق «أثناء مشاركتهما في عملية أمنية بمحافظة الأنبار».

الى ذلك، قتل أربعة من عناصر الشرطة العراقية وأصيب ثلاثة آخرون بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدف دوريتهم غرب بغداد حسب مصادر أمنية عراقية. وقالت المصادر إن الانفجار وقع في منطقة العامرية غرب بغداد، وان «الجثث الأربع تفحمت داخل السيارة». وكانت مصادر أمنية عراقية قد أعلنت في وقت سابق عن مقتل خمسة اشخاص على الأقل، بينهم أربعة من عائلة واحدة، وأصيب آخرون بجروح في اعمال عنف أخرى. كما ذكرت محطة تلفزيونية عراقية، امس، أن مسلحين اغتالوا أستاذا في الجامعة المستنصرية يعمل خبيرا لديها. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن محطة تلفزيون الشرقية، التي تبث من دبي بالإمارات العربية المتحدة، ان الدكتور ضياء المكوطر أستاذ الاقتصاد في الجامعة المستنصرية ورئيس جمعية حماية المستهلك ورئيس لجنة تقويم الأداء في برنامج «صاية وصرماية» الذي تبثه المحطة، قتل برصاص مسلحين. وأشارت إلى أنه عثر على جثة المكوطر في شارع المشاتل قرب ساحة عنتر في حي الأعظمية شمال بغداد، حيث بدت عليها إصابات في الرأس والصدر.

وفي تطور آخر ذي صلة، أعلنت مصادر ان «شخصين قتلا وأصيب عشرون آخرون اثر سقوط عدد من قذائف الهاون قرب مدخل وزارة الصحة في منطقة باب المعظم، وسط بغداد».

وفي الكوت (175 كلم جنوب شرقي بغداد)، اوضحت المصادر لوكالة الانباء الالمانية أن «اربعة أشخاص من عائلة واحدة، بينهم طفلان، قتلوا وأصيب ثمانية آخرون بينهم عدد من النساء في هجوم مسلح استهدف قرية الجبيل، غرب الصويرة». وأوضحت أن القتلى والجرحى ينتمون الى عشيرة الزبيد الشيعية التي يقطن افرادها محافظة واسط، وكبرى مدنها الكوت.

من جهة أخرى، قتل مسلحون مترجما يدعى محمد جبار يعمل مع الاميركيين في منطقة الداموك، شمال الكوت، وفقا للمصادر.

وفي بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد)، قال الملازم علي أحمد من شرطة الخالص إن «مسلحين أطلقوا النار على حافلة ركاب صغيرة كانت تقل خمسة أشخاص في ناحية هبهب (شمال ـ غرب بعقوبة) مما أسفر عن احتراق الحافلة وتفحم جثثهم بشكل كامل». كما قتل مسلحون شخصين في جيزاني الإمام التابعة لقضاء الخالص بحسب المصدر. وتابع الضابط أن «مسلحين أطلقوا النار على عنصرين من شرطة الخالص فور مغادرتهما مكان عملها فاردوهما على الفور، كما قتل مسلحون شخصا في الخويلص». وقد أشارت مصادر في شرطة بعقوبة الى «مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في هجوم بمنطقة ابو صيدا». وأكدت «العثور على جثتين تعودان الى أستاذ وأحد أقاربه في ضواحي بعقوبة».

الى ذلك، قالت المصادر ان «عبوة ناسفة انفجرت قرب مرقد بابا محمود، أحد أبناء الإمام موسى الكاظم في منطقة خانقين» التي يسكنها أكراد فيليون.