خليلزاد: عودة التيار الصدري للحكومة والبرلمان ربما كان لتفادي ضربات

السفير الأميركي: الفوضى في العراق تساعد إيران على البروز كقوة

TT

فيما اعتير السفير الاميركي لدى العراق زلماي خليلزاد، امس، قرار التيار الصدري العودة الى الحكومة والبرلمان «مؤشرا ايجابيا»، إلا انه اعتبر انه حذر من هذه العودة وقد تساعد ميليشيا «جيش المهدي» التابعة للتيار الصدري على تجنب ضربة أميركية عراقية.

وأضاف السفير لمجموعة من الصحافيين الأجانب «اعتقد أن التوجه الاخير والموقف الأخير إيجابي أكثر من السابق»، حسبما افادت وكالة الصحافة الفرنسية. وتابع «إذا كان التغيير في الصميم اي تغيير الاستراتيجية والخضوع للقانون، فانه أمر إيجابي. ولكن إذا كان الامر مجرد تغيير في التكتيك، فيجب علينا ان نكون حذرين لأن التكتيك قد يتغير».

وأعلن التيار الصدري الاحد إنهاء اعتكافه السياسي بعد ان قرر تعليق عضويته في الحكومة والبرلمان أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي اعتراضا على اللقاء بين الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في الاردن. وللتيار 32 نائبا في البرلمان وست حقائب حكومية.

كما أشار السفير الى ان عودة التيار الى العملية السياسية، كان دافعها إبقاء الميليشيا بمنأى عن ضربات القوى الأمنية. وقال خليلزاد الذي عينه الرئيس جورج بوش سفيرا لدى الأمم المتحدة «هناك قلق مستمر ازاء نشاطات فرق الموت ومستقبل الميليشيا». وأكد «القلق من احتمال ان يتعمدوا الانحناء حاليا تجنبا لنزاع بهدف خوض قتال في يوم آخر». وقال «يجب ان ننتظر لنرى ماذا سيحدث. فمن المبكر جدا لأوانه القول إن كل شيء إيجابي منذ الآن. لكن هناك بعض المؤشرات الايجابية في الوقت الراهن».

من جهة أخرى، أشار خليلزاد الى احتمال ان يكون رئيس الوزراء نوري المالكي، قد أمر بحملات دهم استهدفت ميليشيا جيش المهدي، مما أسفر عن اعتقال المئات. وقال السفير ان الخطوات التي بادر المالكي باتخاذها فشلت في تحقيق النتائج المرجوة، فلجأ الى القوة مع الميليشيات الشيعية. وأضاف «مع الوقت، أصيب المالكي بخيبة أمل لأن الحوار السياسي لم يؤد الى التغيير الذي كان يأمل بحدوثه، فقرر السماح بأن تستخدم قوات التحالف والقوات العراقية القوة ضد عناصر من جيش المهدي كانت تخرق القانون». وتابع السفير «اعتقد أنه عمد الى تغيير الأدوات (...) واعتقال من ينتهك القانون والمتورطين في أنشطة فرق الموت. لقد شعر ربما باستنفاد الوسائل السياسية والدبلوماسية التي لم تسفر عن النتائج المرجوة». وقد أعلن الجيش الاميركي الثلاثاء أن عدد المعتقلين من جيش المهدي بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر يفوق 600 عنصر، بينهم عدد من المسؤولين.

من ناحية ثانية، قال خليلزاد إن «العراق لعب تاريخيا دور التوازن بمواجهة ايران»، مضيفا «اما الآن، فان العراق دولة ضعيفة، الأمر الذي يساعد على بروز إيران كقوة نسبيا». وتابع ان «ايران باتت قوة بارزة تزداد أهمية (...) كما انها ترغب في ان تصبح قوة مهيمنة» في المنطقة. ويحذر المسؤولون الأميركيون بصورة متكررة من ان إيران تدعم الميليشيات الشيعية وتزودها بالأسلحة والتقنيات المستخدمة ضد القوات الاميركية في العراق.

واعتقلت القوات الأميركية في 11 الشهر الجاري خمسة ايرانيين داخل مكتبهم في أربيل، كبرى مدن إقليم كردستان العراق، واتهمتهم بأنهم عملاء لطهران ويدعمون عمليات التمرد في البلاد. وأثارت العملية غضب الإيرانيين فاتهمت طهران القوات الأميركية بخرق المعاهدات الدولية الخاصة بحصانة الدبلوماسيين. لكن واشنطن وبغداد أكدتا أن المعتقلين لا يتمتعون بصفة دبلوماسية.