زيناوي: أكملنا المهمة بهزيمة «المحاكم» وجمع سلاح الفصائل.. والانسحاب الكامل قريبا

أميركا مستعدة لتمويل القوة الأفريقية ومسؤول أفريقي يؤكد أن فرص تحقيق الاستقرار في الصومال «تبددت»

TT

أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي أمس، أن قواته التي انسحبت من العاصمة مقديشو يقدر عددها بأكثر من 200 جندي كمرحلة أولى، لكنه أشار الى ان قواته ستبقى في مقديشو إلى أن يتم الانسحاب الكامل من الصومال بمراحلها المختلفة. واعلنت الولايات المتحدة امس استعدادها لتمويل قوة السلام الافريقية في الصومال، لكن نائب رئيس الاتحاد الافريقي باتريك مازيماكا، أعلن في لندن ان فرص تثبيت الأوضاع في الصومال بعد سنوات من الحرب قد «تبددت».

وأوضح زيناوي في مؤتمر صحافي عقده امس، أن توقيت الانسحاب الكامل للقوات الإثيوبية من داخل الأراضي الصومالية، سيتم بالتشاور مع الحكومة الصومالية، ولا يمكن تحديد الوقت الذي سيستغرقه. وقال «قرار انسحاب القوات الإثيوبية غير مرتبط بنشر قوات حفظ السلام الإفريقية في الصومال، لكنه قد يتزامن مع نشرها».

وأشار زيناوي إلى أن دولا افريقية عدة ابدت استعدادها التام للمساهمة في نشر قوات في الصومال، «ونأمل ان يتم تبني القرار النهائي خلال القمة الإفريقية القادمة في أديس أبابا نهاية يناير (كانون الثاني) الحالي». أما عن احتمال وجود قوات اميركية في الصومال، فأوضح زيناوي ان لا وجود للقوات الأميركية في الصومال.

وقال زيناوي ان القوات الإثيوبية حققت اهدافها العسكرية في الصومال، بالتخلص من عناصر المحاكم الإسلامية وأتباعهم، وتقديم الدعم اللازم للحكومة الإنتقالية ومساعدتها في مهمة جمع السلاح من الفصائل الصومالية. واضاف «هذا النجاح دفعنا للبدء في سحب القوات».

وتحدث زيناوي عن هدف تحركات حكومته الدبلوماسية لدول مختلفة مؤخراً، وقال ان ذلك كان لإطلاع قادة تلك الدول بموقف إثيوبيا وهدفها الرئيسي في شنها الحرب على المحاكم الإسلامية، وكان رد فعلهم إيجابيا ومتفهما والهدف الثاني كان من اجل اقناعهم على ضرورة الإسراع في نشر قوات حفظ سلام افريقية في الصومال.

وأشار زيناوي إلى اهمية تكثيف المحادثات السلمية بين الأطراف الصومالية المختلفة، وان تعمل بكل جهد من أجل حل مشاكلها الداخلية في داخل الصومال وتحقيق المصالحة الوطنية، وليس في اي دولة خارجية. وفي ما يتعلق بمشاركة اتحاد المحاكم الإسلامية بعملية المصالحة الوطنية، قال زيناوي ان لا وجود للمحاكم منذ ان انسحبت من العاصمة مقديشو، وان الشيخ شريف شيخ أحمد لا يمثل احدا في الصومال على حد تعبيره. وأشار زيناوي الى وجود بعض الأسرى من اليمن والسودان ودول اجنبية مختلفة تابعين للمحاكم داخل الأراضي الإثيوبية، وتم التحقيق معهم وقال «سنرى كيف يمكننا التعامل مع الأسرى الاجانب من الدول الصديقة وغير الصوماليين.. واسرى الدول غير الصديقة سنتعامل معهم بطريقة مختلفة»، في إشارة إلى دولة إريتريا.

من جهة أخرى قال نائب رئيس الاتحاد الافريقي باتريك مازيماكا في مقابلة نشرتها امس صحيفة «الفايننشال تايمز»، ان «كل يوم يمضي من دون ان يصدر خلاله التزام واضح بتقديم مساعدة الى الاتحاد الافريقي في الصومال هو فرصة ضائعة».

ويريد الاتحاد الافريقي نشر فرقة من 7600 جندي لحفظ السلام في الصومال، في اطار المهمة الافريقية في الصومال، «لتسهيل العمليات الانسانية وترسيخ السلام والاستقرار». وقال الاتحاد الافريقي انه سينشر قريبا مجموعة اولى من 2500 جندي لفترة ستة اشهر مبدئيا.

ويأمل الاتحاد الافريقي في وضع هذه القوة بإمرة الامم المتحدة في وقت لاحق.

الى ذلك قال مسؤول أميركي امس، ان الولايات المتحدة مستعدة لتقديم مزيد من الاموال للمساعدة في سرعة نشر قوة تابعة للاتحاد الافريقي في الصومال، مع تقلص الوجود الاثيوبي هناك. ودعا نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الافريقية جيمس سوان المنظمات الدولية الاخرى الى تقديم التمويل والدعم والاسناد بصورة عاجلة الى الاتحاد الافريقي.

ونفى سوان أن يكون لديه أي معلومات بشأن تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية الاثنين، عن احتمال توجيه الولايات المتحدة ضربة ثانية ضد من يشتبه في كونهم من عناصر تنظيم القاعدة في الصومال، قائلا ان السياسة الأميركية هي دعم الجهود التي يقودها الاتحاد الافريقي لضمان ارساء الأمن.

الى ذلك أعلنت السفارة الاميركية في كينيا، ان السفير الاميركي في نيروبي مايكل رانبرغر، التقى امس الرجل الثاني في المحاكم الاسلامية الصومالية الشيخ شريف شيخ احمد، الذي سبق ان استسلم للقوات الكينية. وقال مسؤول في السفارة رفض الكشف عن هويته ان السفير «التقى اليوم (الاربعاء) شيخ شريف شيخ احمد». ولم يتم الكشف عن تفاصيل اللقاء، لكن المتحدثة باسم السفارة الأميركية في كينيا، كشفت لوكالة فرانس برس اول من امس ان السفير، الذي تشمل مهمته ايضا الصومال، سيحث الحركة الاسلامية على الامتناع عن شن حملة من اعمال العنف.