واصلت أكثر من 100 أسرة مصرية من محافظة البحيرة أمس الاعتصام داخل «مدرسة طيبة» في مدينة دمنهور(شمال مصر)، في وقت تسعى السلطات الحكومية السيطرة على المدرسة التي تقول مصادر أمنية أن جماعة الإخوان المسلمين تهيمن عليها. وبعد صدور قرار بتسليم المدرسة للإدارة الحكومية المختصة، أعلنت جماعة الإخوان أن قوات الأمن ألقت القبض على سبعة من أعضائها بالمحافظة. وقال النائب من الجماعة زكريا الجنايني، عضو مجلس الشعب (البرلمان) المصري عن محافظة البحيرة إن المحافظة أصدرت قراراً إدارياً بإحالة الإشراف المالي والإداري على «مدرسة طيبة» الخاصة، إلى الإدارة التعليمية بدمنهور، بزعم وجود مخالفات مالية بها. وأضاف أن محامي المدرسة وإدارتها قاموا بالطعن على القرار أمام المحكمة المختصة، لكن الأجهزة الأمنية حاولت تنفيذ القرار الإداري قبل صدور قرار القضاء المحدد له يوم 29 من الشهر الجاري. وتابع: «تجمع نحو 100 من أسر التلاميذ داخل المدرسة لمنع تنفيذ القرار، وما زالوا متحصنين فيها حتى الآن». وأكد الجنايني اعتقال مدير المدرسة محمد الغباشي «للضغط عليه لتسليم المدرسة».
وقال أحمد أبو بركة، النائب الإخواني عن محافظة البحيرة، إن من بين مالكي المدرسة عدداً من الذين ينتمون الى الإخوان. وتتكون «مدرسة طيبة» الخاصة التي تم افتتاحها منذ سنة من دار لحضانة الأطفال، ومدرسة للمرحلة الابتدائية وأخرى للمرحلة الإعدادية، وتضم 22 حجرة دراسية ويدرس بها 523 تلميذاً.
وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، قال الدكتور أحمد إبراهيم، أحد أولياء الأمور الموجودين داخل المدرسة: ان الحكومة «تريد فرض إدارتها على المدرسة، بعد أن حقق مستوى التعليم فيها نجاحاً كبيراً لأولادي ولأولاد عائلات كثيرة بدمنهور». واضاف انه يوجد نحو 100 أسرة من أسر التلاميذ، موضحاً ان «لعدد يزيد وينخفض، والحصار (الأمني) يزيد وينخفض أيضاً». وأكد انه مقيم في المدرسة مع اولاده منذ يوم الاحد الماضي، موضحاً: «هناك من يتهم المدرسة بأنها ذات توجه إسلامي، وأن الدولة تصفي حسابات مع الإخوان، أنا وأولادي لا دخل لنا في الخلافات السياسية».
وحاولت قوات خاصة قص السلاسل الحديدية والأقفال عن البوابات الثلاث للمدرسة، لكن نواب عن جماعة الإخوان من محافظة البحيرة تدخلوا لدى كل من محافظ البحيرة ووزير التنمية المحلية المسؤول عن شؤون المحافظات، إضافة إلى وزير التربية والتعليم، للحيلولة دون اقتحام الأمن للمدرسة بالقوة، حتى مساء أمس. وقال شهود من أولياء الأمور داخل المدرسة أن مئات من قوات الأمن انسحبت بعد أن تجمعت بكثافة حول مبنى المدرسة لكن قوات الأمن لم تخل محيط المدرسة بالكامل.
وقال الدكتور حمدي حسن، الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين لـ«الشرق الأوسط» إن القبض على السبعة تم على خلفية محاولة الحكومة الاستيلاء على مدرسة طيبة. وأضاف أن ذلك يأتي في إطار استراتيجية الهجوم الحكومي على الإخوان.