معرض الدار البيضاء للكتاب يحتفي ببلجيكا والتيارات المغربية الجديدة

وزير الثقافي المغربي يؤكد إقصاء ناشر سعودي من المشاركة بسبب مخالفته القانون

TT

نفى وزير الثقافة المغربي محمد الأشعري ما تردد في بعض الصحف المحلية من منع كتب ودور نشر إسلامية من المشاركة في الدورة 13 من المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء الذي ينظم في ساحة المعارض خلال الفترة من 9 إلى 18 فبراير (شباط) المقبل.

وأوضح الأشعري خلال مؤتمر صحافي أن الناشر السعودي الوحيد الذي منع من المشاركة، تم منعه بسبب مخالفته للقانون وليس بسبب الطبيعة الدينية للكتب التي يعتزم عرضها. وقال الوزير «هذا الناشر خالف القانون في المغرب والسعودية وهناك اتفاق على معاقبته في البلدين». وأضاف الاشعري «لن نقبل بمشاركة سارقي حقوق النشر ومروجي المؤلفات المترجمة والتي يتم تصويرها في السوق السوداء، كما لن نقبل بإغراق المعرض الدولي للدار البيضاء بالكتب القديمة، فهذا يتعارض مع الطابع المهني والدولي للمعرض».

وبخصوص الانتقادات التي وجهت لمنظمي المعرض بسبب طلبهم من بعض دور النشر المشاركة حذف بعض الكتب التراثية من لائحة معروضاتهم، أوضح الأشعري أن الأمر يتعلق بالاستجابة لشروط العرض وتفادي تكرار عرض بعض الكتب القديمة، نافيا أن يكون طلب الحذف لاعتبارات أيديولوجية أو سياسية، وقال «من بين شرط المشاركة في المعرض أن تتجاوز نسبة الكتب الجديدة 50% من مجموع الكتب المعروضة، وعندما نكون أمام ناشر يضمن لاقتراحه نسبة أعلى من الكتب القديمة فإننا ننصحه بتقليص عددها ضمن لائحة معروضاته لكي يستجيب لهذا الشرط، ولا أعتقد أنه من المعقول وصف طلبنا بإزالة تفسير الطبري من ضمن لائحة أحد العارضين لهذا السبب بأنه يشكل منعا لكتاب الطبري، فهناك العديد من دور النشر الأخرى المشاركة التي تعرض كتاب الطبري».

وأشار الأشعري إلى أن هم المنظمين هو إنتاج معرض مهني ودولي بكل معنى الكلمة، يتسم بالتنوع المعرفي والثقافي والجغرافي، وقال «لم نضيق أبدا على عرض الكتب الدينية، وهناك 88 دار نشر متخصصة في الديانات تشارك في المعرض».

واعتبر الأشعري أن المعرض الدولي للكتاب في الدار البيضاء، نجح في تحقيق طموحه من حيث التنوع المعرفي إذ سيعرف هذه السنة مشاركة 615 عارضا يمثلون مختلف الآفاق المعرفية، من بينهم 79 دار نشر متخصصة في مجال المعارف العامة (فهارس وموسوعات..)، و24 دار نشر متخصصة في الفلسفة، و200 دار نشر متخصصة في مجالات العلوم الاجتماعية والاقتصادية والإدارية، و85 دار نشر متخصصة في العلوم التطبيقية والبحثة، و86 دارا للنشر متخصصة في فنون الهندسة والمعمار، و64 مختصة في اللسانيات وفقه اللغة و90 في المنشورات الموجهة للطفل، و14 متخصصة في الكتب النفيسة والجميلة...ويقام المعرض على مساحة 18 ألف متر مربع، ويشارك فيه عارضون من 59 دولة، ضمنهم عارضون من 24 دولة أفريقية.

وأشار الاشعري إلى أنه قد تم اختيار منطقة «والوني بروكسل» البلجيكية كضيف شرف للمعرض، وذلك لاعتبارات مهنية وثقافية ودبلوماسية، منها التعدد الثقافي واللغوي للمنطقة وانفتاح ناشريها على المنتوج الثقافي غير البلجيكي ورصيدهم المهم على الصعيد الأوروبي في مجال منشورات الأطفال والشباب، بالإضافة إلى دورها في العلاقات البلجيكية المغربية.

وسيعرف المعرض برنامجا ثقافيا دسما يشارك فيه نحو 300 شخصية من مختلف أنحاء العالم، وقال الأشعري إن الموضوع العام لبرنامج التنشيط الثقافي لهذه الدورة سيتمحور حول «التوجهات الجديدة في الإبداع المغربي» والذي سيعرف مشاركة نحو 60 كاتبا مغربيا شابا في ندوات وبرامج ثقافية حول الموضوع.

وستشكل ندوة «النظرة الجديدة للإسلام والعالم الإسلامي» إحدى اللحظات القوية في البرنامج الثقافي للمعرض والتي سيشارك فيها العديد من الفعاليات الثقافية العربية والعالمية من منظور إنساني للقضايا المعاصرة للإسلام والعالم الإسلامي، بعيدا عن المقاربات الأيديولوجية والسياسية والفولكلورية على حد تعبير الاشعري.